بقلم / د عبدالله سلطان شداد
يسعدني ويشرفني كثيرا .. أنني شاركت يوم امس بإسمي ونيابة عن الاكاديميين والشباب .. في حفل التكريم المستحق لأربعة من ابرز القيادات المجتمعية .. الذين ثبتوا وصمدوا وتفانوا في مواصلة واجباتهم وادوارهم في خدمة الوطن رغم كل التحديات والصعوبات الكبيرة .. والازمات الخطيرة التي تعصف بالوطن على كافة الأصعدة .

وفي مقدمتهم فقيد الوطن الكبير .. والقامة الوطنية السامقة الشهيد اللواء/ عبدالقادر على هلال - امين العاصمة - رحمه الله وجعل الجنة مثواه .. هو وجميع شهداء الوطن بلا استثناء.. بخالص الشكر وعظيم الثناء .. لقيادات السلطة المحلية بأمانة العاصمة .. و قيادات منظمات المجتمع المدني .. على اقامتهم هذه الفعالية التكريمية .. التي وأن جاءت متأخره .. خصوصا ما يتعلق بالفقيد الراحل اللواء/ عبدالقادر هلال .. الذي كنا نتمنى أن يكرم وهو لا يزال بيننا حيا يرزق - الا انه تكريم يمثل التفاته انسانية هامة ورائعه ونبيله، تكريم يؤكد إعترافنا بالجميل .. ومبادلة الوفاء بالوفاء - بحق هذه القيادات التي تعمل بصمت، والتي صمدت وثابرت وخاطرت بحياتها .. في سبيل خدمة الوطن والشعب .. دون كلل أو ملل أو منه .. فكل الشكر والثناء لكل المنظمين والقائمين لهذه الفعالية.


فكان لابد أن نستعرض بعضا من مناقب ومآثر واداوار وانجازات من فقدناهم .. لكنني أرى أن قامة وطنية شامخة .. لها ظلها الممدود على الساحة الوطنية برمتها .. بحجم الشهيد اللواء عبد القادر هلال .. تظل غنية عن التعريف، وفي ذات الوقت من الصعب الالمام بكل مآثرها ومناقبها .. ومواقفها وانجازاتها الوطنية .. وبإعتقادي أن من سبقوني في الحديث قد سردوا واستعرضوا الكثير .. من عطاءات هذا الرجل الذي استحق وبجدارة .. أن نطلق عليه لقب (رجل التوافق والسلام) - لذلك سأكتفي هنا بالاشارة الى دوره البارز .. في الاهتمام والتركيز على النخب المستنيرة والكفؤة .. من الاكاديميين والشباب .. وحرصة الدائم على دعمهم وتشجيعهم .. ومنحهم الاولوية في التعيين والمناصب الادارية .. طوال مسيرته العملية منذ كان محافظا لمحافظة إب، ثم محافظا لمحافظة حضرموت، ثم وزيرا للإدارة المحلية، وإنتهاء بمنصبة الاخير امينا للعاصمة -

فقد كان اهتمامة بهاتين الفئتين نابعا من ايمانه .. انها الاقدر والاكفأ على ادارة الدولة .. بالاسلوب المدني والعصري الحديث، والاقدر ايضا على تطوير العمل بما يتماشى وروح العصر .. وهو النهج الذي اتبعه الراحل طوال مشوار عطائه الوطني ..
لذلك فإن رحيله مثل خسارة فادحة .. للوسط الأكاديمي .. ولشريحة الشباب اليمني بشكل عام.

لقد سخر فقيدنا الراحل عبد القادر هلال .. كل وقته واهتمامة وتركيزه .. وعلى امتداد مسيرته العملية .. وحتى لحضة استشهاده - في سبيل تحقيق السلام .. بين كافة الاطراف المتصارعة على الساحة الوطنية .. ولذلك ظل ورغم انتمائه السياسي لحزب المؤتمر الشعبي العام .. محل احترام وتقدير وتوافق كافة المكونات والاطراف السياسية .. بمختلف توجهاتها .. وذلك لأنه كان يفصل بين عمله كرجل دولة .. وبين انتمائه السياسي ..

لذلك نقول .. إن التاريخ لا يخلف وعده وعهده .. فهو لا يتنكر للعظماء (الحقيقيين) الذين تركوا بعطاءاتهم وإنسانيتهم وأخلاقهم العليا .. بصمات واضحة في الحياة السياسية والاجتماعية .. وفي مختلف مجالات الحياة . لذلك نحن على ثقة بأن التاريخ سينصف هذا الرجل .. وسيخلد مناقبه وانجازاته .. ليقتدي بها الأجيال .. وبدورنا سنظل ننشد السير على نهجه ومبادئه .. في نشر مفاهيم المحبة والعمل على تحقيق السلم الاجتماعي.

وفي تصوري هناك على ذات النهج الذي اختطه وسار عليه الشهيد الراحل - يوجد هناك قامات وكفاءات وطنية .. تواصل السير على نفس النهج .. وتمتلك رصيدا حافل بالعطاءات والانجازات والمواقف الوطنية المشهودة .. والتي لا ينكرها الا جاحد .. والتي يأتي في مقدمتها حفظ الأمن والاستقرار في العاصمة صنعاء .. طيلة العامين الماضيين . فرغم القصف الشديد الذي تعرضت له العاصمة، فقد كان حرصها الدائم على سير العمل والاداء في كافة المكاتب والمؤسسات الخدمية .. وغير ذلك من الانجازات التي بفضلها ظلت الحياة العامة .. تسير في العاصمة وبشكل طبيعي حتى الآن ..فكل ذلك كان بفضل رجال اكفاء شجعان .. عملوا ولا يزالون يعملون بصمت وبتفاني واخلاص .. همهم الأول والأخير .. الوطن والشعب ولا شيء آخر .

و يأتي في مقدمة هؤلاء الأبطال .. الأستاذ القدير أمين جمعان .. وكذلك الأستاذ الفاضل حمود النقيب .. واللذان جسدا نموذجا متفردا في الصمود والعمل .. والبذل والعطاء .. رغم كل الصعاب والتحديات والكوارث .. ليستحقا منا مقابل ذلك كل التكريم والتقدير .. والإكبار والإجلال والثناء..ولا نغفل الدور البارز والمشهود .. الذي بذله وتفانى فيه الاستاذ القدير .. والانسان الرائع مجيب الفاتش .. مدير مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بأمانة العاصمة .. والمتمثل في وقوفه ومؤازرته ودعمه لكافة منظمات المجتمع المدني المحلية .. سيما العاملة منها في المجال الإنساني والإغاثي .. وذلك طيلة فترة الحرب والدمار الذي تشهده بلادنا .. فله منا كل الشكر والتقدير والثناء .. والشكر موصول لكل القيادات الوطنية النبيلة والشريفة .. التي صمدت وصبرت وثابرت في سبيل خدمة الوطن والشعب .. طيلة هذه المرحلة الصعبة من تاريخ شعبنا اليمني العظيم.

*رئيس مؤسسة حماية القانون وتحقيق السلم الاجتماعي

حول الموقع

سام برس