بقلم / ناجي الزعبي
٨١ حديقة دهشة وفرح وباقات ياسمين موشاة بالعطور والالوان والبخور عمر الفنانة الكبيرة ذات الصوت الملائكي العابر للذكريات والشجن والزمن والجغرافيا والتاريخ والفصول والتنوع الإنساني .

هذا الصوت العبقري واللحن والكلمة الاممية والذي يسكن إيقاعه الدافئ المتدفق بسلاسة جدول رقراق بالوعي واللا وعي رافقنا رحلة الذكريات وعبقها 81 باقة حب وعشق ووله وانحياز للإنسان .

فيروز الصوت الذي يقطر من سماء الملائكة كوقع بيانٍ مسحور والتي اثرت الإبداع العربي هي والأخوين عاصي ومنصور رحباني بارفع مستويات الفن الراقي لحناً وكلمات متفوقة .

فيروز الصوت والاداء الذي يرتقي بالذائقة الفنية وبالكلمة المعبرة عن الانسان بأبهى صوره وتجلياته.

لقد تزامن عطاء فيروز بعطاء العمالقة وديع الصافي ونصري شمس الدين وأم كلثوم وفريد وأسمهان وَعَبَد الوهاب وصباح فخري

وكانت عروسة عرائس الأحلام ، وبعد ان غابوا انهار هرم الفن وهبط الأداء والعطاء والابداع كما هبطت الكلمة .

فيروز والرحبانين ارتقوا باحاسيسنا في يارا الجدايل

وطريق النحل

وبكتب اسمك يا حبيبي

ورجعت الشتويه

ويالله ريما تنام

غنت للأوطان والمدن وعمان ودمشق ولم تغني للأشخاص

الى اخر هذا الكم النوعي من سحر العطاء.

فيروز بعثت الحياة باللغة والدلالات ، صوتها الضمير الحي المعبر عن التوق لفضاءات الحرية اللامتناهية ،

فيروز الهوية العربية التي ترتقى لقمم شامخة من العطاء مقابل الوجه البشع الذي نعكسه الان للعالم في ابشع حقبة زمنية.

ارتبط اسم الملاك الذي يتساقط قطرة قطرة بذكرياتنا وتاريخنا وتطورنا وفراشاتنا وأعشاش عصافيرنا وقصص عشقنا وفراقنا وتوابلنا وبخورنا وحكاوي الحب الاول والأخير

ونضالاتنا وانحيازاتنا للإنسان ، للخير للحب.

وكلما هب نسمات أريافنا وزهورنا ستكون كنسمة من برق نيسان ودفئ مواقدنا في تشرين ونحن نحتسي قهوة الصباح.

يافيروز يا حفيف أوراق الشجر وإيقاع أهداب الملائكة والعصافير العاشقة ذوبي في ذاكرتنا في وجداننا واسكني بحدقات عيوننا فأنت الشغب الجميل وبداهة الدهشة.

انت فيروزالتي أيقظت وعينا وفقا ً لشرائع العشق وقوانينه والابتهال وقدسيته والانحياز للإنسان والحياة والجمال والحق والخير ، أغانيك يا فيروز

غفت بمكاتيبنا وخربشاتنا الاولى.

وأيقظت صحونا لدرجة اننا نسينا به ان نكبر ...

لفيروز القيمة اللبنانية العربية الف مبروك وعيد ميلاد سعيد وكل عام وانت تزينين وعينا وذائقتنا وأعمارنا
*نقلاً عن الاردن العربي

حول الموقع

سام برس