بقلم/محمود كامل الكومى
جيفارا مات ... جيفارا مات... أخر خبر فى الرديوهات ... هكذا سرى هتاف المُغنى الثائر الشيخ أمام وتَسَأل .. ما رأيكم دام عزكم يا أنتيكات يا غرقانين في المأكولات والملبوسات ,يا دفيانين ومولّعين الدفايات ,يا محفلطين يا ملمعين ,يا جيمسينات, يا بتوع نضال آخر زمن في العوامات ؟! جيفارا مات .

منذ أول أمس والى الآن .. تجولت فى معظم القنوات العربية - حين سرى نبأ رحيل أخر عظماء الثورة والثوار- فى أثير الفضاء ليغرد الكروان الملك لك لك لك .. " كاسترو " مات , لم أجد من صدى لتغريد الكروان على تلك القنوات سوى خبر فى ذيل شريط الأنباء أسفل الشاشات يُنبىء عن الرحيل فى نشاز ..

تابعها بعض الموتورين وشذاذ الأفاق وعملاء الصهيونية والأستعمار والرجعية العربية ومن ينتسبون لجماعت الأسلام السياسى والممولين بالبترودولار , يعلنون فى وسائط التواصل الأجتماعى عن الشماتة والأبتهاج للوفاه , التى من شأنها أن تطفىء لظى الحرائق التى تعم أسرائيل الآن وتسمح للدخان المتصاعد منها أن يظلل جماهير شعبنا العربى بالغمام – لتتصدر شاشات الفضائيات المموله خليجيا والمسيسة صهيونيا بنفايات الراقصات والغوانى والأفاعى وأخبار الحانات والبارات .

على جانب آخربدى رجع الصدى يشير الى وسائل الأعلام ووكالات الأنباء العالميه وهى تسلط الأضواء على "جورج بوش" الأب -المنتشى بهزيمة الجيش العراقى فى 1991 , وأستحكام الحصار على الجزيرة الكوبية بعد أن فقدت حليفها الأستراتيجى بتفكيك "الأتحاد السوفيتى" – وهو يعلن أنه سيُمَضِى أحتفالات أعياد الميلاد فى "هافانا".... لكن تبقى عشرية الجوع والحصار , جديرة بأن تكون خير شاهد على عظمة الثائر الأممى كاسترو ,حين قضى عليها بالأشتراكية ووحدة الشعب الكوبى , ليحصار جورج البوش اليمينى المتشدد فى مزرعته بولاية تكساس ومعه كثير من الحيوانات والى الآن لم يغادر.

لكن أكيد كاسترو مات ليعيش .. فى قلوب الشعوب بين الثوار طريق النضال والثوره ..رباط ..و الذكريات هنا فى رجع الصدى
تعود الى العام 1959 حين قضى ثوار كوبا على "باتيستا" ونظامه الديكتاتورى الأقطاعى التابع والخانع لأمريكا , وفى أعقابها تحط طائرةالثائر "جيفارا " فى مطار القاهره ضيفا لمدة 15 يوم, محدثا الزعيم الخالد عبد الناصر كيف إنه وفيدل كاسترو رفعا صورتة عندما سمعا بإعلان تأميم قناة السويس , وروى كيف أن فيدل كاسترو كان يستمد شجاعته من القصص التي سمعها عن صمود مصر
وقت العدوان الثلاثي في 1956 أبان كان فيدل كاسترو يقود مجموعة من المسلحين في التلال الكوبية - ومن يومها وصارت الروابط الثوريه تجمع الثوار من اجل مساعدة الحركات التحرريه فى العالم والقضاء على الأستعمار والرأسمالية والأقطاع من اجل حياه حره كريمة للفقراء .

وكان اللقاء وجها لوجه بين الزعيمين في 1960 خلال زيارة عبد الناصر وكاسترو لنيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأعطى عبد الناصر تأييده لكاسترو في نيويورك عندما أرادت الإدارة الأمريكية إجبار الزعيم الكوبي على مغادرة الولايات المتحدة عن طريق حملة دعاية سلبية,و توجه جمال عبد الناصر لزيارة كاسترو في حي "هارلم " الفقير الخاص بالزنوج المعزول لإبلاغه رغبته فى أن يقترح نقل الأمم المتحدة إلى بلد آخر إذا جعل الأمريكيون من المستحيل على كاسترو أن يشترك فى دورة الجمعية العمومية, من يومها وأمتد طريق النضال بين العرب وكوبا عبر ثورية كاسترو وجمال عبد الناصر .

فى رجع الصدى نعود الى يوم 2 ديسمبر/ كانون الأول 1956، حيث وصل فيدل كاسترو مع مجموعة من 82 شخصاً إلى كوبا في قارب صغير بهدف إقامة حركة مقاومة مسلحة في سلسلة جبال سييرا مايسترا, بحلول أواخر عام 1958، انتشر المتمردون خارج سلسلة الجبال ودعوا إلى تمرد شعبي عام. بعد أن استولى المقاتلون على سانتا كلارا، فر (باتيستا) بشكل درامي من هافانا في 1
يناير/ كانون الثاني 1959 إلى المنفى في البرتغال, ودخلت قوات كاسترو العاصمة يوم 8 كانون الثاني/ يناير 1959وبدأ النضال .

وبدأت ال C I A تلف جزيرة كوبا على الكاريبى وعلى بعد 90 ميلا من ولاية ميامى الأمريكيه- تنشر الدسائس وتروج للأشاعات وفعلا مهدت لغزو خليج الخنازير الذى سحقته قوات كوبا الوطنيه وعلى أثرها قطعت العلاقات مع أمريكا التى شددت من الحصار, لأنها كانت تريد خضوع كوبا من جديد كمزرعة خلفية لها , لكن نضال كاسترو الأسطورى قادها الى تحدى الغطرسه الأمريكيه فصنع لكوبا حريتها واستقلال ارادتها واعتمادها على نفسها وسط حصار من جميع الجهات حيث الجزيره لاحدود ولاجيران مشتركين, فكانت كوبا بقيادة كاسترو رمز للصمود ضد مؤامرات الأمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية , يحتذى فى كل بلدان العالم النامى .

وعُرف كاسترو بمواقفه المناصرة لقضيّة فلسطين والمدافعة عن شعبها. وقد وقّع كاسترو عام 2014 بياناً دوليّاً للدفاع عن فلسطين، يطالب إسرائيل باحترام قرارات الأمم المتّحدة والانسحاب من الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وبدأت كوبا بمناصرة القضية الفلسطينية تدريجيّاً بعدما استلم كاسترو الحكم. وتفرّدت كوبا من بين دول أميركا اللاتينية بشجب العدوان
الإسرائيلي صبيحة الخامس من حزيران/ يونيو 1967 كما طالبت بانسحاب إسرائيل الشامل من الأراضي الفلسطينية المحتلّة ومن الجولان وسيناء.

وفى 1970، دُعيت منظّمة التحرير الفلسطينية لأوّل مرة لحضور احتفالات أعياد الثورة الكوبية.

وعام 1972 صادرت السلطات الكوبية المركز الثقافي الإسرائيلي في هافانا وكانت تبث منه الدعاية الصهيونية. إلى أنّ أعلن كاسترو بتاريخ 9 أيلول/ سبتمبر 1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وبهذا كانت كوبا أوّل دولة في القارة الأميركية تقطع علاقاتها الدبلوماسية بالكيان الصهيوني- كما ناصر كاسترو كل الشعوب العربية والأفريقية والآسيوية فى نضالها ضد الأمبريالية والهيمنة والصهيونية .

وتبقى المعادلة الصعبة حين تنشأ وفى فمك ملعقه من ذهب , وتقذفها من فمك من أجل أن تضع فى فم الفقراء لقمة عيشهم , هكذا نشأ فيدل كاسترو وعاش ليموت فقيراً من أجل أن يعيش الفقراء , ولذلك لم يكن مفهوم الثوره عنده فعل فضائى بل مفهوم لبناء الدولة وهى فعل أيمان بالقضية, فكان تأثيره متقد فى كل الثورات ومواقفه مع المظلومين ثائر مغوار , فصارت مدرسته فى أمريكا اللاتينه لها تلاميذ ورواد " هوجو شافيز " مثال.

ترك فيدل كاسترو الحكم من سنوات , وعاش فى تواضع دون أرث او مال , وتعبيراً عن احترمه للذات ولنضالة ضد أمبراطورية الشر الأمريكيه رفض استقبال أوباما فى زيارته لهافانا, معلنا بذلك أن النضال ضد مافيا الأمبرياليه وبارونات المخدرات الصهيونيه مازال ولن ينتهى بزيارة رئيس أمريكا لكوبا من عام مضى , حتى لو الغت الحصار.

وعبر أثير الفضاء يغرد الكروان .. الملك .. لك .. لك .. لك .. "فيدال كاسترو "زعيم كوبا وأمريكا اللاتينيه الثائر, مات ليعيش فينا , ليسدل الستار عن عصرالثورة و الثوار.

مع الزعيمين "جمال عبد الناصر " و " جيفارا"ذهب " كاسترو"فى لقاء الأرواح الخالده. فهل نستلهم برحليه روح الثوره والثوار ونرفع الستار ونحمل الراية من جديد,؟ أم برحيلة أنطفأت شمعة الثورة فى كل مكان ؟ وتتحول أبصار الشعوب الحره الفقيرة والمناضلين ضد الهيمنة الأمبريالية الأمريكيه والصهيونية العالمية ومافيا رأس المال وبارونات المخدرات , وكل المناضلين من اجل الحرية والأشتركية والوحده الى "سانتياجو"جنوب الجزيرة الكوبية وتشحذ أنفاسها حتى 4122016 يوم وداع " فيدل كاسترو" لتهتف من
الأعماق ليشق الهتاف عنان السماء فيفا( يعيش) فيدل كاسترو حتى فى موته .
*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس