بقلم / محمود كامل الكومى
لاح النور المحمدى فى الأفق نذيرا للسلام ونزل الوحى يحرم قتل الأنسان ويشدد العقاب على من يروع البشر , فقصى الرسول على الكفر وتصدى بالعقاب لناجز للقتلة والمروعين .

وعلى مدار التاريخ الأنسانى تتجدد ذكرى مولد المصطفى فى ليلة الثانى عشر من ربيع أول من كل عام , وفى أعوام خلت .. عاد الكفر من جديد يضرب ويقتل ويروع الأمنين فقتل وحصد ملايين الأرواح خاصة فى عالمنا العربى .. وفى هذا العام قبل ذكرى الميلاد بيومين وتحديدا يوم جمعة المسلمين عاد القتل والارهاب والترويع بأعتداء غاشم على محيط مسجد السلام بالهرم ,نتج عنه استشهداء بعض الأفراد وأصابة آخرين – ويتفاقم كفر الارهابين حين يحل يوم ذكرى ميلاد محمدا فيكون التفجير فى قلب قاهرة المعز بأعتداء اثم على قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسيه المجاوره للمقر البابوى للكاتدرائية المرقسيه بالعباسيه , نتج عنه وفاة واصابة العشرات من المصلين , وترويع الأمنين وتكدير الأمن العام وصفو المجتمع المصرى – خاصة وهو يحتفل بذكرى خير البرية وسيد الانام ورسول السلام محمد بن عبد الله , فحول القتله الذكرى العطره الى دماء واشلاء جثث وخراب ودمار وأعتداء على مقدسات اخواننا فى الوطن الأقباط , وبدى أن من فجر ومن دفعوه الى هذا الفعل المشين لايمتون للأسلام بصله وأنما أرادوا تعكير جو الأيمان بالأحتفال بذكرى مولد خير الانام وتسعير الأحتقان بين جناحى الامه المصريه وخلق الضغائن والطائفيه و بث روح العداء وخلق الفتن , من أجل الانقسام واثارة غبار التقسيم على وطننا الواحد المتين وعضده المتماسك منذ غبور التاريخ , ومن هنا لاحت فى الأفق سموم الصهيونية العالمية وأنفاس الموساد الأسرائيلى , بما يذكرنا بداعش والنصره وغيرها من المنظمات الارهابية التى تعيث فسادا فى سوريا , وتتخذ من اسرائيل معبرا واستراحة لها وعلاجا لجرحاها , لتتباهى بأن اسرائيل والصهيونيه ملاذا لها من سوريا وجيشها
المغوار .

وعلى أثر ذلك يثور التساؤل من فخخ الوطن الجميل ويحاول تفجيره الآن؟ لكن قبل الأجابه على ذلك يجب أن يطرح السؤال الآن من مهد الأرض لهذا الأرهاب الأسود؟ فحين يكون التحقيق قانونى يكون الوصول الى المتهم الفاعل أو الشريك مباشرة هو المراد – لينطبق عليه الحكم وينفذ العقاب.

لكن حين يكون المستهدف وطن , فاِن التحليل السياسى والأستراتيجى , يجعلنا نغوص فى الأعماق لنحلل ونبحث لتتضح لنا الأمور ...من مهد وخصب الأرض لهذا الأرهاب؟ , لكى نجفف منابع البيئه الحاضنه لهذا الفعل المُجَرم , وتبعا نحاصر الارهاب ونستخلص النتائج التى تمكننا من المستقبل وهو وطن خالى من الأرهاب .

منذ دشن العميل النائم “أنور السادات" لكارثه معاهده السلام مع الشيطان الصهيوني , وبدأ الموساد الصهيونى يعمل على المكشوف فى محيط الأداره المصريه ودول الخليج وكان من قبل فى قلب الدار البيضاء, ولايمكن أن نتجاهل أستراتيجية الأمبريالية الأمريكية والصهيونية وحلف الناتو- وهى فى سبيلها للقضاء على الأتحاد السوفيتى – التى نسجت خيوط الأرهاب بتدريب وتسليح عديد من جماعات الأسلام السياسى , وخلق كوادر أفرخت العديد من الأرهابيين من دول عديده خاصة الدول العربية , وأن السعودية أغدقت عليهم وعلى كوادرهم ومعسكرات تدريبهم المال وبلاحساب , وأن السادات كان عنصرا فعالا فى ذلك حين استعان بهذه الجماعات لضرب الناصريين والشيوعين فى مصر , وارسالهم الى أفغانستان تماهيا مع المملكه السعوديه والتزاما لهما بما تفرضه الاداره الامريكيه , وحين أستفحل الوحش الارهابى لم يكن فى الأمكان ترويضه فقتل السادات .

صارت دول الخليج (خاصه قطر ) مكان آمن للمخابرات الصهيونيه من خلال غطاء مكاتب تجاريه او سياحيه , وتكونت بفعل السموم الصهيونيه حركات الارهاب التى تتخذ من الاسلام اسما , والهدف تدمير الأوطان والاسلام من خلال وصمه بالارهاب وترعرت في السعوديه جماعه الأخوان منذ الستينات بتمويل خليجى واشراف صهيونى ثم غدت تتمدد بفعل التمويل القطرى وخرجت من عبائتها – الجهاد والجماعه الاسلاميه ثم القاعده وداعش والنصره , وصار الشرق الاوسط الجديد يتفق في هدفه مع تلك الجماعات , حيث الهدف الصهيوني الأمريكى إنتشار الفوضى الخلاقه لتفيت الدول الوطنيه ليسود أمن اسرائيل ويجعلها القادره على قياده المنطقه , وبدى أن دوله الخلافه في شِرعه جماعات الارهاب واولهم جماعه الاخوان المسلمين هو قيام دوله الخلافه على أنقاض الدول الوطنيه , وكان إرهاب –الإرهاب الصهيوني هو الذى صنع تلك الجماعات واجبر دول كقطر والسعوديه وتركيا على تمويلها وجعل من أمريكا والغرب الحاضن لها – وبذلك دمرت سوريا وليبيا واليمن , وصارت تونس ومصر ولبنان على شفا حفره من ذاك الارهاب – ولايخفى دور الصهيوني الفرنسى ادوارد ليفى في ذلك ... كان هذا هو الجو الملائم للعصابات الصهيونيه لتطلق لطائراتها العنان لقتل
الشعب الفلسطيني , ولتترك اللجام لقطعان مستوطنيها أن يدمروا المسجد الأقصى ليُبنى مكانه “الهيكل المزعوم “.
ولما كنا بصدد الأرهاب الذى عكر صفو المصرين فى أحتفالاتهم بالمولد النبوى , لذا فالبحث هنا يشمل أرض الكنانه وما يعتريها من تحديات امنيه فى مواجهة هذا الارهاب الاسود – فبؤر الأرهاب هددت مصر من خلال حدودها الشرقية والغربية, وعلى الحدود الغربية فان الموساد الصهيونى وأتفاقية كامب ديفيد بتقيد حرية الحركه للجيش المصرى كانتا داعما لوجود تنظيم بيت المقدس الارهابى , ومحاولات اسرائيل دائما جر الأدارة المصريه بعيدا عن ذلك وتشيت انظارها الى النظر لبدو سيناء وفلسطينيو قطاع عزه , جعل الارهاب فى سيناء لايلفظ انفاسه الى الآن , خاصة اذا عرفنا مدى التعاون التركى القطرى ا الأسرائيلى فى غزه ومدى حقد اردوغان على الشعب المصرى وادارته – أما الحدود الغربيه وهى طويلة ممتده فقد ساعد حلف الأطلنطى وقطر والسعوديه تحت ستار من الموساد الصهيونى فى تمزيق ليبيا وتسليمها للتنظيمات الارهابيه – والهدف اشعال الحدود المصرية وتهديد استقرار مصر وأنفاذ الأسلحة والمتفجرات التى يستعملها الارهاب فى الداخل المصرى .

وذا كان التحليل السابق هو رؤية تبين مدى تغلغل الموساد الصهيونى وسيطرته على حكومات عربيه وتركيا لتشجيع الارهاب واحتضانه وتسعير نشاطه داخل مصر – فأن الأعلام الخاص المصرى والخليجى هو من ضلل الرأى العام فى مصر بعيدا عن هذه الرؤيه وهذا التحليل حتى لانضع ايدينا على الورم فنزيله لكى يستمر الارهاب ينهش فى جسد الوطن .

أن المتتبع لبرامج الفضائيات الخاصة المصريه , يجد ان معظم القنوات ملكا لمافيا رجال الأعمال الذين يتماهون مع أسر الحكم النفطيه , ويمثلون وكلاء للشركات الرأسمالية و الصهيونية العالمية التى تبغى أن تجعل من مصر سوق رائج لمنتجاتها ولذلك فهى تعمل على خلق وتشجيع انماط الاستهلاك الترفى من خلال الاعلانات والدعايات التى تخاطب الغرائز وتشجع الافراد على التبذير فتثبط همتهم حين تروج للنصب والاحتيال فيضحى سلوك الشعب جديرا بخلق الجريمه والسير فى ركابها ويضحى السلوك المادى هو الذى يبغى على الاخلاق وينتهى بنا الامر الى أن يتغول مافيا رجال الاعمال على قوت شعبنا الغلبان , هذه هى الديماجوجيه الصهيونية فى الأعلام والتى صدرتها الى الأعلام المصرى الخاص , فكانت دائما وابدا تبتعد بالمشاهد المصرى بعيدا
عن موطن الداء فى الارهاب , الى مناحى اخرى قد لاتصل بنا الى الارهابيين الحقيقين سواء من داعش او النصره او بيت المقدس المصنعين صهيونيا .

وهو ما أدركه الشعب المصرى الغاضب حين توجه نفر من مذيعى القنوات الفضائيه المصريه الخاصه " احمد موسى ولميس الحريرى " وغيرهم الى محيط الكاتدرائيه التى ضربها التفجير فقابلهم المتظاهرون الغاضبون وطردوهم شر طرده من المكان فكان ذلك تعبيرا شعبيا على أن فساد هذا الاعلام هو الوجه الآخر للأرهاب.

وعلى ذلك يجب على كل قوانا الشريفه ,ومفكرينا وكل القوميين سواء فى مصر وفى كافة ارجاء عالمنا العربى أن تدرك حقيقة ذلك ,وأن تعمل على فضح وسائل الاعلام التى تملكها مافيا رجال الأعمال ,والتى تحاول ان تخلق لنا أعداء آخرين غير العدو الصهيونى وأن تجعل من اسرائيل صديق , اذا ادركنا ذلك كنا على أرضيه صلبة , نستطيع من خلالها أن نجابه كل الارهاب – الذى يضحى هشا من خلال ايماننا بماسبق ان حللناه- سواء داعش او النصره او بيت المقدس ونقضى عليهم والى الأبد ,لنخلق من مصرنا ومن وطنا العربى وطن بلا أرهاب , ليضحى مستقبلا زاهرا , أنشاء الله .

والرحمة والجنة لشهداء المسجد والكنيسه وكل شهداءنا ضحايا الأرهاب
(بمعناه السالف البيان ).
*كاتب ومحامى – مصرى

حول الموقع

سام برس