أحمد عبدالله الشاوش
منذ اختراع الراديو عام 1901 وما يزال المذياع له صدى كبير ووقع في آذان وقلوب جمهوره في شتى أنحاء المعمورة، عبر موجاته القصيرة والمتوسطة والطويلة كجهاز إعلامي من الدرجة الأولى في غاية الأهمية، واستطاع من خلال برامجه المتميزة أن ينافس الثورة التكنولوجية المتمثلة في القنوات الفضائية والصحف والمواقع الالكترونية، وأن يوصل رسالته الإعلامية السامية في شتى المجالات من خلال الصوت إلى مستقبلها متجاوزاً العوائق والحدود المصطنعة والبحار والمحيطات حتى صار المذياع رفيقاً وأنيساً للمستمع في المدن والقرى والعزل لاغنى عنه وعن برامجه لتحقيق الأهداف والغايات النبيلة، استطاعت إذاعة صنعاء منذ تأسيسها بإرسالها المتواصل وبرامجها الهادفة الموجهة أن تأسر المستمع، وتلهب حماس الشعب اليمني من خلال برامجها المتنوعة بداية بالقرآن الكريم ومروراً بالأخبار والأغاني والأناشيد الوطنية وإفرادها مساحات للشعر والأدب والنثر وغيرها من البرامج الإعلامية المتميزة التي أشبعت رغبة المستمع اليمني وكانت وما تزال برامجها حاضرة تطارد المستمع بكل سلاسة وخفة ظل أياً كان المزارع والعامل والسائق والمثقف وربة البيت والإعلامي على مستوى الداخل والخارج، وكانت وما تزال الرافد الإعلامي الأول خصوصاً للمغترب التي تتجاذبه القنوات والإذاعات الأخرى وتفاعله الجلي من خلال بعض البرامج الإذاعية الموجهة لرجال المهجر التي تعيد فيهم الروح ونفحات الوطن، ولهذه المزية استطاع الإعلام الإذاعي بكوادره المتألقة وخبراته المتراكمة وأجهزته المتواضعة أن ينافس الكثير من وسائل الإعلام الحديثة، خصوصاً في الأزمات والأحداث التي تفرض على المواطن أن يستقي معلوماته وأخباره الصحيحة في المنشأ بعد أن أصبحت سماء الإعلام ملوثة بالكثير من الوسائل الإعلامية التي تفتقد إلى المصداقية، ورغم الانطفاءات الناتجة عن تفجيرات محطات الكهرباء وأبراجها جراء الأزمة الاستثنائية في اليمن إلا أن الإرادة في استمرارية البث الإذاعي رغم المخاطر أكسبها ثقة المستمع وجعلها أكثر تألقاً ومصداقية وأكثر حضوراً في الريف اليمني الذي ما يزال بعيداً عن أبسط الخدمات "الكهرباء".

حول الموقع

سام برس