سام برس / صنعاء / الحسن الاسدي
أثار الحراك الوطني الشعبي الذي ظهر مؤخرا في العاصمة اليمنية صنعاء الداعي لوقف الحرب واحلال السلام ـ أثار موجة من ردود الأفعال والجدل السياسي والترقب في الأوساط الشعبية والسياسية في اليمن بين مرحب ومتفائل ومتحفظ ومناوئ وخاصة داخل بعض أطراف الازمة والصراع القائم والتي أبدت امتعاضها وخشيتها من أن يؤثر ظهور هذا الكيان الوطني الجديد على حاضرها ومستقبلها السياسي كأحزاب يعتبرها الشارع مشاركة ومتواطئة ومتورطة في ما وصلت إليه البلاد من حروب وترد للأوضاع وخاصة الاقتصادية والمعيشية التي تأثر منها غالبية اليمنيين .

الفئات الشعبية والتي يطلق عليها الصامته الأكثر تضررا من ظروف الحروب والحصار وتنظر لهذا الكيان أو التيار الوطني القادم على أنه سيكون ميلاد جديد لمرحلة جديدة بعيدة عن كل تلك الأحزاب والحركات القائمة المستهلكة التي تسببت في إيصال البلاد إلى حافة الانهيار والفقر والجوع والاقتتال ..

سياسيون ومراقبون يعتبرون توقيت وظروف ميلاد هذا الكيان الجديد مواتيا لضرورات ومتطلبات المرحلة يؤهله لقيادة العمل الوطني الموحد لإخراج اليمن من دوامة الصراع إلى بر الأمان وخاصة في ظل وجود شخصيات وطنية على رأس هذا الكيان لها ثقل وطني واجتماعي وشعبي ومعروفة بنزاهتها بشهادة الجميع ماجعلها محل إجماع وترحيب الجميع بالاضافة إلى عامل مشاركة كافة فئات وشرائح المجتمع من كافة المحافظات اليمنية ..

من هو أحمد عبدالله دارس الذي يقود هذه الحركة الشعبية أو هذا الكيان الوطني الجديد .. وماهي عوامل وفرص نجاح هذا الكيان ..؟

أحمد عبدالله دارس ينحدر من كبريات القبائل اليمنية بكيل مديرية برط العنان محافظة الجوف شمال شرق اليمن والده المناضل اللواء عبدالله دارس أحد قادة ثورة 26 سبتمبر 1962م وفك حصار السبعين يوما على العاصمة صنعاء والدفاع عن النظام الجمهوري عام 1967م ، وهو من أسس مايعرف بـ الجيش الشعبي عام 1982م وكان قائدا له ومن ثم تحول إلى جيش نظام بعد إخماد حروب المناطق الوسطى في اليمن والتي كان يمولها العقيد القذافي عبر ماكان يعرف بالجبهة الوطنية التي انطلقت من جنوب اليمن بهدف تحقيق الوحدة اليمنية بالقوة .

أحمد عبدالله دارس عمل نائبا لوزير النفط في حكومات نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي سلم السلطة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية بعد مايسمى بثورة 11 فبراير 2011م وتم تعيينه كوزير للنفط في حكومة الوفاق الوطني التي انبثقت عن 11 فبراير برئاسة محمد سالم باسندوة وعقب اجتياح الحوثيين لصنعاء تم الاطاحة بحكومة باسندوة وتم تشكيل حكومة جديدة برئاسة خالد بحاح في 2014م وحافظ دارس على منصبه كوزير للنفط وقدم استقالته احتجاجا على ضغوط مورست عليه من الرئاسة والحكومة حين رفض التمديد للشركة الكورية بسريان الأسعار القديمة للغاز المنزلي وكذلك شركة توتال الفرنسية بإعتبارها اسعار مجحفة بحق الشعب اليمني .

واكتسب أحمد عبدالله دارس تأييد شعبي واسع بإعتباره كان أول وزير للنفط اوقف تنفيذ الاتفاقيات المجحفة بحق اليمن مع عدد من الشركات ومنها الكورية والفرنسية ووضع خطة لتعديل تلك الاتفاقيات بالأسعار العالمية ورفض التمديد لتلك الشركات رغم الإغراءات المادية التي عرضت له ورفضها ..

كما يعد أول وزير للنفط يقوم بإرسال فريق استكشاف للتنقيب عن النفط في حقول محافظة الجوف اليمنية ومحافظة الحديدة وتهامة والبحر الأحمر والبحر العربي وتعرض لضغوط مختلفة اجبرته على تقديم استقالته في فبراير من العام نفسه 2014م واعتكف بالعاصمة المصرية القاهرة لأكثر من شهر ومن ثم عرض عليه تشكيل حكومة ما يسمى بإتفاق السلم والشراكة بمشاركة الحوثيين ولكنه أعتذر وتم تكليف المهندس خالد بحاح بتشكيل ورئاسة هذه الحكومة التي لم تدم وقدمت استقالتها بجانب استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي بعد دخول الحوثيين صنعاء وانقلابهم على اتفاق السلم والشراكة واقتحام دار الرئاسة والسيطرة على القصر الجمهوري ومحاصرة منزل الرئيس هادي بصنعاء .

أحمد عبدالله دارس من الشخصيات الوطنية المستقلة إلى جانب امين العاصمة صنعاء الشهيد عبدالقادر هلال التي ظلت على مسافة واحدة من أطراف الازمة والصراع القائم وبذلت جهودا كبيرة في سبيل حقن دماء اليمنيين والسعي للتقريب بين أطراف الازمة بهدف وقف الحرب وإحلال السلام ..

واصل دارس مشواره الوطني التصالحي بين كافة الأطراف وبدأ في حشد الجهود الشعبية والسياسية والوطنية في سبيل توحيد العمل الوطني وإيجاد كيان وطني جديد يمثل كافة فئات وشرائح المجتمع اليمني وألوان الطيف السياسي في سبيل بلورة رؤية وطنية شاملة وموضوعية للخروج من الوضع الراهن بما يحفظ دماء وأرواح اليمنيين ويرفع معاناة الحرب والحصار ويصو ن النسيج الاجتماعي .
وقوبلت جهوده ومساعيه بتفاعل وتجاوب شعبي وسياسي لافت يؤهله لأن يكون محطة فارقة في تاريخ اليمن ويساعده على إخراج البلاد من دوامة الأزمات والحروب إلى رحاب السلام وآفاق المستقبل المنشود .
وإلى جانب كل ماطرح يحظى دارس بثقل قبلي واجتماعي ووطني كبير يؤهله ومعه وجاهات وشخصيات اجتماعية وسياسية بارزة لقيادة العمل الوطني الموحد ..

ويكتسب هذا الكيان الوطني الجديد أهميته وقوته في توقيته والهدف والبرنامج والمشروع الوطني الذي يحمله وقام من أجل تحقيقه .. حيث يأتي ميلاده في ظل ظروف حرجة وخطيرة يمر بها اليمن وفي ظل تكتل الأحزاب والتنظيمات السياسية القائمة مع أطراف الازمة والصراع وغياب تام لأي حركة وطنية وسياسية محايدة ومعارضة للأوضاع الراهنة المتردية التي تعيشها البلاد بسبب الحرب والحصار .

حول الموقع

سام برس