سام برس
مقال رائع للكاتب والمحلل السياسي عبدالكريم المدي يختزل فيه ست سنوات من الربيع " العبري" المخضب بالدم والدمار والحرائق والجور والجوع والفقر والتشرد والتضليل والسقوط الاخلاقي ، الذي صدم الاسرة اليمنية وعصف بالمجتمع وزلزل أعداء الحياة الدولة مقابل ارتهان وارتزاق النخب الفاسدة والاحزاب المفلسة وتورط أشباه العلماء والمثقفين والاعلاميين .

ولاهمية المقال يتشرف " سام برس " بنشره خدمة للقارىء والمتابع الذي يجهل حتى اللحظة ألغاز ذلك السيناريو العبري المقيت:

بقلم / عبدالكريم المدي

تحلُّ علينا ذكرى نكبة وطنية وقومية وإنسانية وعاهة اسمها (ثورة 11فبراير2011) هذا التاريخ والحدث المشؤم الذي ارتبط بشقاء الشعب اليمني وتوزُّعه بين المنافي والأمكنة ..
11فبراير2011 الخدعة الكبرى التي جعلت الناس يذهبون إلى الجحيم من خلال طريق مُبلّط بالنوايا الحسنة ..

11 فبراير كان وسيظل التجسيد الكامل لانسحاق القيم والأخلاق وكل الأشياء الجميلة تحت أنانية وحقد أصحاب هذاالانقلاب الكاريثي، الذين عيشوا البسطاء في حدائق ونعيم من الأوهام كي يقوموا بتدمير حياتهم تحت شعار المظلومية وأن لهم حقوق استثنائية ، ليصحوا من غيبوبتهم في الأوقات الضائعة ويكتشفون الرذيلة التي اقترفوها، وزيف تلك الوعود والمبررات والسراب الذي جعلهم يتعلقون به ويتجردون من مبادئهم .
لقد أدرك الكثير من ضحايا شارع الجامعة وأدوات التدمير الوطني في وقت متأخر الجريمة التي شاركوا بها.. وحقيقة ما جرى وإلى أين أوصل البلد، حقيقة وأبعاد تلك الشعارات التي كانوا يرفعونها واثبتت الأيام أنها لم تكن أكثر من سهام سامّة وصلت تباعاً إلى أهدافها بما فيها صدور وعيون من اطلقوها التي أرتدّت عليهم .

11فبراير فاجعة وطنية ، ومنعطف خطير في حياة اليمنين ، وبوابة كبرى لدخول البلد إلى فراغ اللادولة وضياع السيادة وتمزيق الوطن وغرزه بالإرهاب والأحقاد والمذهبية..

11فبراير2011مفتتح للفوضى... جسر حمل الناس إلى الخراب والبؤس القابل للإشتعال على الدوام.
11فبراير ذكرى على أطلالها بكى يمنٌ وتشظّت حياة ، ونزف وطن..
11فبراير 2011 نموذج لخداع الذات والدفع بها لتدمير المقدس والكفر به ،وإحتراف الجريمة.

11فبراير صيحة في غير محلها ودعوة فاجرة لتغريب المجتمع وتهجير أبنائه وتفويج الكراهية فيما بينهم،وتلغيم حياتهم بكل المفاهيم العرجاء والأفكار العمياء..

11فبراير لا يُذكّرنا إلا بخطابات ووجوه دجّالي العصر الذين برّروا للخيانة ومهّدوا للانحطاط والتوحُّش والعمالة والقُبح واسترخصوا الوطن وثوابته ودماء ومستقبل أبنائه.

11 فبراير 2011 ثورة على التعاييش والتسامح والثقافة والمبادىء والعقل والدولة..
هل فهمتم بعد ما نقول ، وماذا صنعتم ؟

عليكم أن تاخجلوا .. وتشعروا بالندم ، يا أبواق ( الربيع ) وأعداء الحياة ، فبعد كل هذا الدمار والخراب الذي جلبتموه ،عليكم أن تبادروا  للإعتذار لشعبكم وللتاريخ ، بدلا من أن تحتلفوا بفبراير سقوطكم وربيع رجعيتكم وثورة ردّتكم وانحطاطكم ..

حول الموقع

سام برس