أحمد الشاوش -
انقسم الإعلام العربي‮ ‬بمختلف وسائله الإعلامية بين مؤيد ومعارض في‮ ‬قضايا مصيرية بعينها أثناء وبعد أزمة الربيع العربي‮ ‬أو ثوراته مؤسسا لمخاض إعلامية مجهولة القى بظلاله على المنطقة العربية بأسرها،‮ ‬وكان للصراع السياسي‮ ‬وتجار الحروب الأثر الكبير في‮ ‬التأثير على تلك الوسائل وانزلاقها نحو التصعيد والإثارة والتسويق لمشاريع بعضها داخل الوطن العربي‮ ‬في‮ ‬فوضى عارمة مهدت لضرب جميع نواحي‮ ‬الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية وصار أعداء التغيير الإيجابي‮ ‬أكثر استخداماً‮ ‬للكثير من أدوات التضليل الفجور والكراهية وبث السموم المذهبية والمناطقية والتشكيك مما ولد في‮ ‬المشاهد والمستمع والقارئ شرخا كبيرا نتيجة ذلك التضارب والتصادم والتشدد الإعلامي‮ ‬في‮ ‬الرؤى الناتج عن الشحن السياسي‮ ‬السلبي‮ ‬بلا حدود في‮ ‬الكثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة‮ .. ‬والتواصل الاجتماعي‮ ‬بعيداً‮ ‬عن شرف وأخلاقيات المهنة ورغم تغني‮ ‬الكثير من تلك الوسائل بالحياد والمصداقية وهو ما لم نجده في‮ ‬غالبية الرسائل الإعلامية فالسياسة الإعلامية التي‮ ‬تجرها عربة مراكز القوى السياسية المتصارعة هي‮ ‬إحدى أدوات الانحراف الإعلامي‮ ‬وجنوحها عن هدفها النبيل كما أن طغيان الإعلام الدولي‮ ‬بما‮ ‬يملكه من تكنولوجيا فائقة التطور وسيطرته على المعلومات جعل الإعلام العربي‮ ‬أسيرا له ومجرد ببغاء‮ ‬يناغي‮ ‬ويردد التدفقات الأخبارية حرفياً،‮ ‬وصار في‮ ‬حكم الوسيط في‮ ‬تسويقه للرسالة دون خضوعها للتحليل والمعالجة وفقا للسياسة الإعلامية المتزنة،‮ ‬وبما‮ ‬يتوافق مع رؤى ومصالح الأمة العربية،‮ ‬فما‮ ‬يحدث في‮ ‬مصر الكنانة من انقسام سياسي‮ ‬ملحوظ جرد الإعلام عن دوره الريادي‮ ‬والسامي‮ ‬وجعله أحد ضحايا الصراع‮.. ‬وما‮ ‬يدور في‮ ‬سوريا وتونس وليبيا وغيرها من دول المنطقة الملتهبة والهادئة أثر على أداء وسائل الإعلام ودفع الكثير من رجال الإعلام والصحافة ثمناً‮ ‬باهظاً‮ ‬نتيجة العواصف السياسية،‮ ‬فهل آن الأوان للسياسيين الجلوس على طاولة المفاوضات بصدق للوصول إلى رؤية مشتركة تجنب المنطقة الفتن ورجال الإعلام والصحافة من الانزلاق وتحفظ ماء الوجه للجميع‮.. ‬أملنا كبير‮.‬

shawish22@Gmail.com

حول الموقع

سام برس