بقلم / عبدالكريم المدي
لا أريد أن أتحدث عن هشام شرف وأدائه في وزارة الخارجية، أو أدافع عنه،فهذه مسألة متروكة لتقيم المختصين والمتابعين.

لكنّي معنيّ بالدّفاع عن مؤسسات دوله ووظائف تتبعها وتمثّل ملايين الناس بمختلف مشاربهم الفكرية،وهوءلاء يهمهم أن يكون عملها وفقا للدستور والقانون ولمنطق الأشياء السليم وللعصر وليس للأساطير والحماقات والأهواء .

وبناء على ذلك نتساءل :متى سيفهم البعض بأن وزارة كـ الخارجية ليست ملكا لأي طرف أو أنها إحدى ( الكتاتيب) أو (الأربطة) المنسية من القرن التاسع عشر ووزيرها أحد فقائها الذين يُدرّسون أبناء الذوات والاقطاعيين؟

ومتى سيفهمون أن العمل الدبلوماسي، يختلف عن العمل الشعبوي والخطاباتي والدورات ( الثقافية) والاستقطابات الداخلية؟
ومتى سيفهمون أن من اراد العيش بمعزل عن عالم اليوم وقواه المتحكمة بسياساته وتجارته وصناعته وتكنلوجيته وقمحه، ما عليه إلا أن يتّجه حيثُ تعيشُ قبيلة الهزّابة في تنزانيا، أو يبني حول بلده سورا عظيما وفوق أجوائها سقفا يغلقها عن أي تواصل مع الآخر؟

تعبنا ونحن نقول : يا رفاق لا تظلوا تحكموا على الأشياء وعلى العالم بناء على الشعارات والعواطف ،وليس على المصالح والنتائج،خاصّة وأننا في العام (2017) بعد الميلاد ، وليس  قبل الميلاد؟

وتأسيسا على ذلك نعتقدُ إن الهجوم الذي تعرّض ويتعرّض له المهندس هشام شرف وزير الخارجية من قِبل مؤسسات إعلامية وإذاعات وأشخاص، بقدرما هو أمر يؤسف له كثيراً..بقدرما يؤكد بأن هناك أجنحة وأطرافا مُصرّة على تكريس وفرض قناعتها وإحتكار الحقيقة كعلامة تجارية وسماوية مسجّلة باسمها...وهذا النوع من العقليات ،طبعا، ضرره أكثر من نفعه على الكل.

دعونا نتكلم بشيء من الانصاف وبدون أي تحيُّز ..ألم يكن حريّاً بأولئك الذين قدحوا ويقدحون بحق هشام شرف ،أن يشكروه ويثنوا عليه ويشدّوا من أزره ، لعدّة أسباب أولاها: أنه قبل المهمة في ظل هذه الظروف التي لا يكفي لوصفها مجلد مكون من ألف ورقة،وثانيها: أنه يبذل ربما فوق طاقته لعمل ما أمكن عمله ،من أجل إحداث ثقب في جدار التعتيم والحصار السميك المفروض على البلد..يستطيع من خلاله التواصل مع الخارج ،وفي المقدمة أميركا وأوروبا وروسيا وغيرها من الدول والقوى التي لن تهزمها الشعارات والعواطف والأوهام؟

بقي سؤال: ما الفرق بين من اصدر فتاوى وأحكام بحق هشام شرف ، والجماعات الإرهابية مثل داعش والنُصرة والقاعدة وغيرها من الجماعات التي تُكفّر الذين يشربون الماء باليد الأيسرى ويحلقون لحاهم ،أويسمعون أغنية لأم كلثوم و يمتنعون عن مبايعة البغدادي وغيره من معاتيه هذا الزمن ؟

نصيحة أخيرة: اعلموا إن الأوضاع لا تحتمل هذه السياسات والعصر لا يقبل بهذه الممارسات ، كما أن حالنا، أصلا، يُرثى له ، لهذا دعوا الخلق للخالق، ودعوا الناس يعملون كل في مجاله ، فهناك من يُقاتل بالبندقية في الجبهات وهناك من يُقاتل بالقلم والكلمة وهناك من يُقاتل بالدبلوماسية والسياسة والعمل العقلاني، وفي المقابل هناك من يهدم ويحاول قتل هوءلاء، فلا تكونا في صفّه، وتذكروا أن أي شراكة وطنية خاصة في ظروف استثنائية ،يجب أن تتساند فيها الجهود والأفكار ولا تتعاند..

إلى الذين يُريدون شرف فقي والخارجية " معلامه" والبلد بدروم مغلق..!
بقلم / عبدالكريم المدي
لا أريد أن أتحدث عن هشام شرف وأدائه في وزارة الخارجية، أو أدافع عنه،فهذه مسألة متروكة لتقيم المختصين والمتابعين.
لكنّي معنيّ بالدّفاع عن مؤسسات دوله ووظائف تتبعها وتمثّل ملايين الناس بمختلف مشاربهم الفكرية،وهوءلاء يهمهم أن يكون عملها وفقا للدستور والقانون ولمنطق الأشياء السليم وللعصر وليس للأساطير والحماقات والأهواء .

وبناء على ذلك نتساءل :متى سيفهم البعض بأن وزارة كـ الخارجية ليست ملكا لأي طرف أو أنها إحدى ( الكتاتيب) أو (الأربطة) المنسية من القرن التاسع عشر ووزيرها أحد فقائها الذين يُدرّسون أبناء الذوات والاقطاعيين؟

ومتى سيفهمون أن العمل الدبلوماسي، يختلف عن العمل الشعبوي والخطاباتي والدورات ( الثقافية) والاستقطابات الداخلية؟
ومتى سيفهمون أن من اراد العيش بمعزل عن عالم اليوم وقواه المتحكمة بسياساته وتجارته وصناعته وتكنلوجيته وقمحه، ما عليه إلا أن يتّجه حيثُ تعيشُ قبيلة الهزّابة في تنزانيا، أو يبني حول بلده سورا عظيما وفوق أجوائها سقفا يغلقها عن أي تواصل مع الآخر؟
تعبنا ونحن نقول : يا رفاق لا تظلوا تحكموا على الأشياء وعلى العالم بناء على الشعارات والعواطف ،وليس على المصالح والنتائج،خاصّة وأننا في العام (2017) بعد الميلاد ، وليس  قبل الميلاد؟

وتأسيسا على ذلك نعتقدُ إن الهجوم الذي تعرّض ويتعرّض له المهندس هشام شرف وزير الخارجية من قِبل مؤسسات إعلامية وإذاعات وأشخاص، بقدرما هو أمر يؤسف له كثيراً..بقدرما يؤكد بأن هناك أجنحة وأطرافا مُصرّة على تكريس وفرض قناعتها وإحتكار الحقيقة كعلامة تجارية وسماوية مسجّلة باسمها...وهذا النوع من العقليات ،طبعا، ضرره أكثر من نفعه على الكل.

دعونا نتكلم بشيء من الانصاف وبدون أي تحيُّز ..ألم يكن حريّاً بأولئك الذين قدحوا ويقدحون بحق هشام شرف ،أن يشكروه ويثنوا عليه ويشدّوا من أزره ، لعدّة أسباب أولاها: أنه قبل المهمة في ظل هذه الظروف التي لا يكفي لوصفها مجلد مكون من ألف ورقة،وثانيها: أنه يبذل ربما فوق طاقته لعمل ما أمكن عمله ،من أجل إحداث ثقب في جدار التعتيم والحصار السميك المفروض على البلد..يستطيع من خلاله التواصل مع الخارج ،وفي المقدمة أميركا وأوروبا وروسيا وغيرها من الدول والقوى التي لن تهزمها الشعارات والعواطف والأوهام؟

بقي سؤال: ما الفرق بين من اصدر فتاوى وأحكام بحق هشام شرف ، وبين الجماعات الإرهابية مثل داعش والنُصرة والقاعدة وغيرها من الجماعات التي تُكفّر الذين يشربون الماء باليد الأيسرى ويحلقون لحاهم ،أويسمعون أغنية لأم كلثوم و يمتنعون عن مبايعة البغدادي وغيره من معاتيه هذا الزمن ؟

نصيحة أخيرة: اعلموا إن الأوضاع لا تحتمل هذه السياسات والعصر لا يقبل بهذه الممارسات ، كما أن حالنا، أصلا، يُرثى له ، لهذا دعوا الخلق للخالق، ودعوا الناس يعملون كل في مجاله ، فهناك من يُقاتل بالبندقية في الجبهات وهناك من يُقاتل بالقلم والكلمة وهناك من يُقاتل بالدبلوماسية والسياسة والعمل العقلاني، وفي المقابل هناك من يهدم ويحاول قتل هوءلاء، فلا تكونا في صفّه، وتذكروا أن أي شراكة وطنية ،خاصة في ظروف استثنائية،يجب أن تتساند فيها الجهود والأفكار ولا تتعاند.

حول الموقع

سام برس