بقلم / محمود كامل الكومى
يدخل أضراب ـ أسرى شعبنا الفلسطينى عن الطعام  فى سجون الأحتلال الصهيونى يومه ال  23     - مطالب الأسرى شرعها القانون الدولى والأنسانى , لكن الأحتلال الصهيونى , وقد نشأ على الأغتصاب , وسارت قوافله الهمجية من الهجنانه وقطعان المستوطنين وأخيراُ جيش الدفاع الأسرائيلى وقوات أمنه  منذ أوائل القرن الماضى تعيث فسادا فى أرض فلسطين , تقتل وتذبح الأطفال والنساء وتجبر أهل الدار على التهجير فى كل أنحاء العالم ,وحجتها وعد بلفور المشؤوم , وهى فى ذلك قد أَصَلت لأنتهاك الأعراف والقيم الأنسانية والدولية وشرعة المنظمات الأنسانية وعلى ذلك فقدت الروح البشرية والأنسانية , وصارت تدشن لقانون الغاب اللاأنسانى , لتبتدع نازية جديدة تفوق النازية الهتلرية , تنتهك  بها حرمة المقدسات الدينية ,وحرمة الحق الأنسانى فى الوجود للشعب الفلسطينى , وحرمة الشعوب العربية بدق الأسافين والتدخل فى شؤون شعوبها والأعتداء على بلدانها بما تملك من أسلحة دمار وخراب فجعلت من الشرق الأوسط وقلبه العربى آتون مشتعل من النار .

واِذ أَصَلت أسرائيل العنصرية لنازية جديدة تضرب  عرض الحائط بشرعة الحق فتُعَصِب العدالة بوشاح أسود  وتقلب ميزان العدل , فأستغلت أضراب الأسرى الفلسطنيون فى سجون أحتلالها عن الطعام , وصعدت من العنت والعصف ونشبت مخالبها بين طيات لحم الأسرى الهزيل من دوام الأضراب على مدى23 يوما , ونقلت الكثير منهم الى زنازين الحبس الأنفرادى , وأضمرت موتهم بدم بارد فى همجية ووحشية تلبى رغبتها فى التعطش للقتل ومزيد من الدماء.

أخيرا عبرت أوروبا عن قلقلها اِزاء أضراب أسرى فلسطين فى سجون الأحتلال الأسرائيلى , هذا القلق وأن كان أقل القليل وذر للرماد فى العيون , ومحاولة لأظهار أنها لاتكيل بمكيالين اِزاء حقوق الأنسان وحرياته , اِلا أنه على المنظمات الشعبية والحقوقية وتلك التى تتبنى حقوق الأنسان وتدافع عنها فى أوروبا وكل العالم  أن تثبت حقيقة فعاليتها ودوام أستمراريتها فلاتقضى على مبررات وجودها ,  فعليها أن تجبر حكومات أوروبا وأمريكا والعالم  عموما أن يتخذ الجميع  من الفعل ماهو قادر على أن ينهى البربرية الأسرائيلية ويردها على أعقابها حتى  تلبى شرعة الأنسان وحقوقة وحرياته وينهيها عن استعمال قانون الغاب اللاأنسانى , على الأقل تجاه أسرى فلسطين فى سجونها , فتلبى حقوقهم المشروعة وحريتهم المكبلة والمفقودة , واِلا تحملوا قبل العدو الأسرائيلى المسؤلية الكامله عن ما تضمره أسرائيل من ترك الأسرى يضربون حتى يهلكون .

على الجانب العربى , فصمت القبور هو سمة المخنسين من الحكام العرب , هؤلاء الذين أستطابوا الثريد وأمتطىء العبيد , هؤلاء الذين تدلت عمائهم فوق أعينهم من حكام الخليج وسيوفهم العربية حولوها الى قلب الأمة العربية من أجل عيون الصهيونية , فى محاولة منهم لكى ننسى سنوات الشموخ , ولكن هيهات نحن الشعب العربى فى كل مكان لازلنا نقاوم أعدائنا الصهاينة , ومازال راسخ فى قلوبنا أن صراعنا معهم صراع وجود .

وعلى ذلك فاِن الخطاب موجه الى كل القوى الوطنية العربية , القومية والناصرية  والمنظمة العربية لحقوق الأنسان وكافة المنظمات الحقوقية فى البلدان العربية أن تتوحد من أجل أن نلبى للأسرى مطالبهم فى الحرية
وفك الأسر عنهم وأجهاض محاولات العدو الصهيونى لأستغلال أضرابهم عن الطعام فى الأجهاز عليهم -  والفعل يبدأ من خلال القلق الذى اعربت عنه أوروبا وتصعيده من خلالنا لديهم بكافة السبل , خاصة الأعلامية والألتجاء الى المحاكم الدولية والمنظمات الدولية لطرح قضية الأسرى وتصعيدها على سطح الأحداث العالمية حتى نوجه الرأى العام العالمى الى حقيقة مطالبهم وحقوقهم , وأبراز جرائم أسرائيل العنصرية والهمجية اللاأنسانية معى أسرانا .

هذا وقد بدى خبر غلق السفارة الأسرائيلية بالقاهرة وترحيل موظفيها نقطة ضوء بزغت لتثبت حقيقة نضال الشعب المصرى فى مقاومة التطبيع مع أسرائيل منذ حاول فرضة السادات على الشعب المصرى الذى قاومه بكل ضراورة تجلت فى تنظيم ثورة مصر بقيادة الثائر محمود نور الدين والذى على يده قام بقتل العديد من أفراد السفاره الأسرائيلية بالقاهرة وعناصر موسادها , ثم تتابع النضال بأضرام النار بتلك السفارة فى سنة 2011 وتتابعت المقاومة حتى رحل السفير وسُكِرت السفارة , وهذا الحدث لابد ان يبعث فينا روح النضال الشعبى من جديد ليتصاعد ضد كل صهيونى على أى أرض عربية أو داخل أرض فلسطين الذى مازال شعبها يقاوم العدو بكل الأشكال البدائية فى مواجهة الآلة الصهيونية المتقدمة , لكنه يثبت أن الأرض تميد من تحت الصهاينة ويعوزه السند الشعبى العربى , الذى لابد أنه عائد بقوة  ليزيل حكام التطبيع مع أسرائيل ويوحد الجهود مع الرأى العام العالمى وشعوب العالم الحرة من أجل أن تزيل شرعة الغاب النازية الصهيونية الجديدة لتلقى بظلالها على أسرى فلسطين فى سجون اسرائيل لينعموا بحريتهم  المفقودةونور أعينهم المعصوبة  بل ولتنعم أرض فلسطين كلها  بحريتها من سجن أسرائيل البربرى الهتلرى النازى فى شكله المقيت الجديد.

كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس