بقلم / مبارك حزام العسالي
في هذا العالَم الكبير تُوجد تلك البقعة الصَّغيرة من الأرض التي تحمل الرِّجالَ الذين سطَّروا أقوى معاني البطولة والصُّمود والجهاد ضد تحالف العدوان؛ دفاعًا عن أرضهم اليمن التي يسعى تحالف العدوان بقيادة السعودية إلى اغتصابها أمام مرأَى ومَسْمع الحُكَّام والزُّعماء والقادة العرب وبمساندة وتأييد أكثرهم لهذا العدوان الذي لا يعرف الرحمة ولا الشَّفَقة، والذي يدَّعي بأنه يحارب إيران ، وقد فرَضوا على الشعب اليمني أشد العقوبات؛ مِن حربٍ وحصارٍ ظالم، وقَطْع للمستلزماتِ اليوميَّة، وعدم السَّماح بدخول الأدوية الطبِّية وخصوصاً هذه الأيام التي يعيش فيها شعبنا اليمني أسوأ حالاته من جوع وعوز وحاجة و مرض الكوليرا القاتل الذي يجتاح كثير من المدن اليمنية.

كل هذا والعالَمُ كلُّه يشاهد ويُحاول خَلْقَ الأعذار لهم في كثيرٍ مِن المواقف، وبالرَّغم من هذا كلِّه بقي الشعب اليمني وخيرة رجالُه ونسائه صامدين كالجبال أمام الرِّياح، لا يعرفون الإستسلام، ولا السُّجودَ لغير الله تعالى، لديهم من الإرادة والعزم والأمل ما يكفيهم لاستكمال طريقهم الجهاديَّة نحو تحرير المسجد الأقصى من الأيدي الغاصبة المتحجِّرة.

قد لا توجد كلماتٌ تَصِف لنا ما يقدِّمه هؤلاء الرِّجال من صمودٍ وتضحية؛ فداءً لأرضهم ووطنهم؛ فهم يحملون أرواحهم على أكُفِّهم، ويعشقون وطنهم، رجالٌ صنعوا للأجيال القادمة تاريخاً حافلاً بالعطاء والتضحية في سبيل الدفاع عن العزَّة والكرامة والأرض والعرض اليمنية، وبيَّنوا للعالَم أنَّ الشعب اليمني لا يعرف معنى الإستسلام ولا الرُّضوخ لأيِّ أوامر غربيَّة، أيًّا كانت قدرتُها وقوتها.

إنَّ هذا الصمود والصَّبرسيدرسُه أبنائنا وسيعلِّمونه لأبنائهم حتَّى يستطيعوا الوقوف أمام كل محتلِّ وغازي، فجميعُنا يَعلم - الصغير قبل الكبير - أنَّ رجال اليمن الشُّرفاء لا يبيعون أرضهم ولا وطنَهم، رجال علَّمونا معنى الصبر والوفاء والإخلاص، اليمن هي لكلِّ شهيدٍ وجريح، هي لكل يمنيٌ حُر مناضل، هي لكلِّ رجُلٌ وامرأة قدَّم الغالي والرخيص في سبيل الدِّفاع عنها، هي لمن يقول: لا للعدوان ، ويقول نعم لمواجهته حتَّى يرجع عن قراره في احتلال اليمن وتمزيقها وجعلها بؤرة للصراعات والإقتتال الدَّائم !!!

mubarak4hezam@gmail.com
* مدير تحرير صحيفة المصير الأسبوعية
* رئيس تحرير موقع " المصير نت "

حول الموقع

سام برس