سام برس
خسر ريال مدريد ديربي العاصمة الاسبانية صفر/ 1 أمس أمام أتليتكو مدريد ، لتكون هزيمته الأولى مع مديره الفني الجديد الإيطالي كارلو انشيلوتي بعد 7 مباريات فقط من بداية موسم الليجا الاسباني ، ولتُلقي هذه الهزيمة بظلال من الشكوك حول امكانية استمرار المدرب الإيطالي الكبير مع الفريق الملكي الذي طارده بشكل غريب في الموسم الماضي ليتمكن من إنتزاعه من فريق باريس سان جيرمان وبعد فترة بسيطة من بداية الموسم بدأت الشكوك والهواجس بأن انشيلوني ربما لم يكن الإختيار الأفضل للنادي الملكي صاحب الرقم القياسي في الميزانيات الباهظة من الانتقالات وأبرزها بالطبع الويلزي جاريث بيل أغلى لاعب في العالم .
ورغم الإنزعاج الكبير الذي ستواجه به جماهير الفريق الملكي والصحافة الاسبانية هذه الهزيمة ، فإنني لا أرى الأمر بهذا السوء ، لأن إحصائية نفس الفترة من موسم الليجا للريال الموسم الماضي مع مورينيو كانت كارثية ، حيث بدأها الفريق بخسارة 10 نقاط من هزيمتين وتعادلين في 7 مباريات ، أما الأسابيع السبعة الأولى هذا الموسم مع انشيلوتي، ورغم سوء بعض العروض والنتائج ، فلم يخسر الفريق سوى خمس نقاط من تعادل واحد وهزيمة واحدة .
وفي ظل تغيير المدرب بأفكاره وقناعاته وعدم مرور وقت كاف ليستطيع أن يفرض كل ذلك على فريقه الجديد وكذلك التغيير في بعض عناصر الفريق وخاصة إفتقاد نجمين كبيرين بحجم الالماني مسعود أوزيل والارجنتيني هيجواين، فإن هذه النتائج لا تبدو كارثية او مزعجة جدا ، ولكن يبدو أن مايزعج جماهير الريال والصحافة المدريدية ، أن عروض الفريق تبدو فقيرة وتجانسه ضعيف ، ونجومه الجدد لم يثبتوا بعد قيمتهم المادية الكبيرة وخاصة جاريث بيل وايسكو ، وكلاهما كان شبه غائب في الفترة التي لعبها أمام اتليتكو مدريد ، فلم يسدد بيل في الشوط الذي لعبه سوى كرة وحيدة ولم يقدم ما يجعله جديرا بلقب أغلى لاعب في العالم وأنا أعتقد أنه أقل بكثير من القيمة التي انتقل بها إلى الريال قادماً من توتنهام بمبلغ يفوق ال 100 مليون يورو.
ولا أرى رغم كل ماسبق أن انشيلوتي يشعر بالخطر او أنه فقد ثقة جماهير الريال ولا خبراء الكرة ، بل أنه لا يزال في حاجة لبعض الوقت لوضع بصماته ،بل وتغيير مفاهيمه حول كيفية ومنهجية اللعب في الليجا الذي يشارك فيه للمرة الأولى كمدرب، وماهي المتطلبات الفنية في الأداء عندما تقود فريقا بحجم ريال.
ولابد أن يدرك انشيلوتي أن جماهير الريال تفتقد المتعة وفريقها يفوز بفارق هدف واحد وبمعاناة أمام فرق من الثلث الأخير في المسابقة مثل ريال بيتيس وغرناطة وايلتشي، وخاصة عندما يتطوع حكم المباراة لإضافة دقائق للوقت بدل الضائع ولمنح ضربة جزاء للفريق الملكي لكي يفوز فيها على ايلتشي رقم 16 في جدول المسابقة وبعدها بأيام يلقى الهزيمة في عقر داره أمام غريمه اللدود في ديربي مدريد .
ورغم أن الريال إعتاد الفوز على اتليتكو في هذا الدربي وحقق الفوز 132 مرة خلال 249 لقاء مقابل 62 فوزاً فقط لاتليتكو ، فإن خسارة الأمس ليست بغريبة من فريق دييجو سيميوني الذي يمر بأزهي مراحله ويشارك في صدارة الليجا مع البارسا بعلامات كاملة في 7 مباريات لكل منهما ، وليس غريبا أن نرى هذا الفريق يكمل مشوار المنافسة حتى النهاية مع الغريمين الملكي والبارسا على لقب الدوري .
وأخيراً تبقى الهزيمة الأولى أمام اتليتكو ، مجرد جرس إنذار وربما ليس خطير امام الريال ومدربه الإيطالي ، خاصة أن الفريق الملكي سيكون على موعد مع لقاء الكلاسيكو بعد أقل من شهر من الأن في ملعب البارسا بالكامب نو ووقتها سيكون لكل حادث حديث ، فإما أن يعرف انشيلوتي تجديد الثقة ، أو سيبدأ في الشعور بإهتزاز الأرض من تحت قدميه !

حول الموقع

سام برس