بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
الحديث عن العملية التربوية والتعليمية يحمل أكثر من علامة تعجب واستفهام بعد أن غدا لسان السواد الأعظم من المثقفين اليمنيين والعرب غير راض عن حالة الضعف والهوان التي أصابت المناهج التربوية والتعليمية مما دق ناقوس الخطر ، نتيجة لصدمات الربيع العربي التي حولت المدارس والمعاهد والجامعات الى ساحات وثكنات للاستقطاب السياسي والحزبي والاضرابات وتعطيل الاختبارات تحت حجج وذرائع واهية ومفتعلة.

ورغم تلك الحماقات والرهانات الخاسرة ومحاولات التشكيك فيما تبقى من الصروح العلمية الشامخة ضد عواصف الفوضى التي تحاول افراغ الجامعات عن رسالتها العلمية والأخلاقية والإنسانية ، إلا ان هناك عدد من الجامعات والمدارس والمعاهد الحكومية والخاصة تُعد بعدد الأصابع مشهود لها بالكفاءة والتميز والجودة والالتزام بالمعايير الدولية والمكانة الرفيعة.


وفي مقدمة تلك الجامعات المتميزة ، جامعة صنعاء والجامعة الإماراتية وغيرها ممن حافظة على مكانتها الرفيعة وسمعتها الطيبة وثقتها الكبيرة ومناهجها العلمية المعاصرة وكوادرها المؤهلة وبنيتها التحتية وأجهزتها ومعاملها المواكبة لكل جديد واداراتها المنضبطة التي ماتزال تبعث الامل في نفوس طلابها وتساهم في رفد سوق العمل بمخرجات متميزة.


ورغم ذلك التميز إلا انه من المؤسف  انتشار وتفريخ الكثير من الجامعات والمدارس والمعاهد التي تحولت الى ظاهرة أشبه بالدكاكين تفتقر الى الكادر التعليمي المتميز والتكنولوجيا الحديثة والمعامل والمختبرات العصرية التي تساعد الطلاب في تنمية مداركهم وتعينهم في حياتهم العلمية والعملية ، كما لوحظ خلال بعض الزيارات وحديث بعض الطلاب هنا وهناك عن حالة الافلاس والتهاون وعدم الانضباط لدى بعض الجامعات وغياب الأمانة العلمية ، وتقصير وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم التي يجب ان تتحمل مسؤولياتها القانونية ووقف أي تجاوزات أو أخطاء حتى لو أدى الامر الى اغلاق بعضها  طالما لم تلتزم بالمعايير والشروط  الدولية بعد ان سمعنا ولمسنا الكثير من التجاوزات التي تهدف الى تدمير التعليم وتخريج جيل أضعف من خيوط العنكبوت في سبيل تحقيق مكاسب مالية رخيصة تحت ايقاعات الاستثمار .


ولذلك فإن الجامعات والمدارس والمعاهد التي التزمت بمعايير التعليم ساهمت في تخريج عدد من المتألقين والمبدعين الذين سرعان ما يحققون امالهم وتطلعاتهم واهدافهم من خلال سوق العمل ، في حين يصطدم الطلبة الاخرين بواقع سوق العمل نتيجة للتحصيل العلمي الضعيف أو الحصول على الوثائق والشهادات المشكوك فيها والتي تحمل أكثر من علامة تعجب واستفهام  نتيجة لغياب الرقابة وتغييب الضمير والصراعات الحزبية .


فهل آن الأوان لتحييد التعليم عن الصراعات الحزبية والسياسية وعبث بعض رؤوس الأموال وخلق نهضة علمية مواكبة للمناهج الدولية توسع مدارك الانسان وتطلق العنان للعقل وتبني  جسور الثقة للمساهمة في الارتقاء بأجيال الغد والبدء بالاندماج في سوق العمل واحداث عملية التنمية .. أملنا كبير .


Shawish22@gmail.com 

حول الموقع

سام برس