بقلم / عبدالله الصعفاني
استلفت نظري تسجيل صوتي لامرأة سودانية مثقفة ،وغيورة ، وناصحة تقدم في التسجيل مراجعة للرئيس السوداني عمر البشير حول موقفه من الزج بالشباب السوداني في محارق اليمن.. طمعاً في الفلوس.

♢ الحق أنها قالت وهي تراجع وتنصح بأدب - لا يستحقه البشير - كلاماً مركزاً مكثفاً استحضرت فيه مشاعر أمهات سودانيين يجري قبض أثمان دمائهم كأرخص ما في العالم من دماء وأرواح.
♢ تقول هذه المرأة السودانية لرئيسها:

أوقفوا فضيحة استرخاص دماء شعبكم.. محرقة اليمن خطر على شبابنا وأنت تعرف ما حدث للمصريين أيام عبدالناصر.. حتى أن المصريين اليوم رفضوا دخول هذه الحرب على الطريقة السودانية ، فأعيدوا شباب السودان بأسرع مايمكن.

♢ وبلغة انتزعتها من قلوب أمهات السودان قالت : أتحدث بقلوب الأمهات.. احقنوا دماءنا.. فمنظر هؤلاء الشباب يدمي قلوب الأمهات السودانيات بعد أخذ كل هذه الكفاءات من دار فور ليُدفنوا في اليمن.

♢ إن عائلات من قُتلوا في اليمن لم يعرفوا ما حصل لأبنائهم إلا في أخبار مصورة من اليمن ، كما أن كل عائلة قيل بأنها ستحصل على مائة ألف، لم تتلقَّ حتى تعزية في مقتل ابنها.. فضلاً عن كون أشلاء السودانيين في اليمن لم تجد من يدفنها.

♢ ومع أنه ليس في باعة الدماء مايثير الدهشة، إلا أنني أندهش من كلامها وهي تؤكد اعتراف بعض زبانية البشير من أعضاء حكومته وهم يصرّحون ويدافعون عن المتاجرة بدماء السودانيين بصفاقة القول:

إن من يموتون في اليمن هم «لقّاطة للخزينة السودانية».. فهل الأموال تنفع ثمناً للأشلاء في محرقة حرب على اليمن الذي أسمته باليمن المنكوب؟

♢ هذا موقف كما قالت غير أخلاقي.. موقف لا يشبه السودان، وفي حربٍ لا يعرف السودانيون أسبابها ودوافعها ، ولا حل لها إلا بالمفاوضات.. فلماذا هذا التورط ؟ وهل من تفسير لمقايضة استمرار المشاركة في الحرب برفع العقوبات على البشير؟

♢ ومما قالته: لا تنسَ أن السودان نقص ثمانية ملايين- في إشارة إلى مغامرات حروبه الداخلية فهل شارك العرب فيها؟

♢ هذا هو البشير بلسان إحدى أمهات السودان.. وهذا هو حال رئيس فاشل عاجز غير قادر على تفعيل ما كنا نسميه سلة الغذاء العربي فاكتفى من الرئاسة بالنخاسة.. نخاسة المتاجرة بدماء السودانيين في صحارى اليمن.

نقلاً عن الميثاق

حول الموقع

سام برس