بقلم / أحمد عبدالله الشاوش

أن الأوان للشعب اليمني وفي مقدمته المجلس السياسي الأعلى وحكومة الدكتور عبدالعزيز  بن حبتور واللجنة الثورية العلياء ، والتجار والمصنعين والأحزاب السياسية والعلماء والمثقفين ورجال الصحافة والاعلام تحمل المسؤولية والترفع عن الخلافات والاحقاد والمزايدة واطلاق العنان  لتبني سلاح " مقاطعة " جميع البضائع " السعودية والاماراتية والامريكية " وبقية منتجات دول تحالف العدوان على اليمن ، وسرعة اصدار قانون يُحرم ويُجرم استيراد تلك البضائع والمنتجات  " المسمومة والمشبوهة" كرسالة شديدة ومقاومة صادقة بأننا معشر اليمانيين رغم تكالب الأمم علينا مازال لدينا إرادة وعنفوان  وكرامة في أتخاذ خياراتنا وقراراتنا في مقارعة العدوان بكافة الوسائل المتاحة والمشروعة .


فالعدوان " المتوحش" والمتمرد على  قوانين السماء والأرض ، لم يكتف بقصف المعسكرات واستهداف مخازن  الأسلحة والطائرات بل واصل جبروته منتهكاً القوانين الدولية والإنسانية مع سبق الإصرار والترصد لقصف وتدمير مصانع حليب الأطفال  والمواد الغذائية والأدوية  والمياه ومصانع الاسمنت والبلاستيك وصوامع الغلال والمناديل الورقية والمنسوجات والمدن التاريخية والمستشفيات والمدارس والمساجد ومنازل المواطنين ، وأخرها الجريمة البشعة التي استهدفت 22 مدنياً من بينهم أربعة أطفال واربع نساء من بيت الظرافي في منطقة الصفراء بصعدة التي أدانتها الأمم المتحدة عبر ممثلها للشؤون الإنسانية وغيرها من الجرائم الإرهابية المنظمة لفتح أسواقاً له " عنوة " عن طريق الدماء والدمار وتشغيل خطوط انتاج جديدة لابتزاز أموال اليمنيين عن طريق ضخ وتدفق منتجات العدوان المشكوك في جودتها ومعاييرها ومواصفاتها ، فمن يغزى ويحتل ويقتل اليمنيين بأسلحة الدمار دون رحمة لا يمكن له أن يكون أميناً في منتجاته ، ومن يستورد ويتغاضى عن دخول تلك البضائع لايقل خطراً عن سلوك أولئك المجرمين .


فمن يقصف مصانع حليب الأطفال في اليمن بالصواريخ والقنابل من أجل توسعة مصنع حليب في السعودية وأخواتها ودعم موازنتها العاجزة أو تشغيل عمالته ، وفتح وتوسعت خطوط انتاج  جديدة من السهل عليه أن يتلاعب في المواصفات " لعقم " الشعب اليمني أو " سرطنته " ، لقتل ما تبقى من أبنائه ، لاسيما وان كل البضائع لا تخضع لرقابة المستهلك ومعايير الجودة بخلاف ما يُصدر الى أوروبا.


لذلك وعبر هذه المقالة أجدد مطالبتي  لكل المسؤولين وكل مواطن حر وغيور على  نفسه ووطنه مهما كانت الخلافات والجراح الى سرعة تبني ورفع سلاح المقاطعة الرسمية والذاتية والشعبية في مواجهة بضائع وسلع العدوان الظالم.


 وأدعو " أنصار الله " والمؤتمر وكل القوى الوطنية الشريفة من كل الأحزاب الى تكوين " مجلس اعلى للمقاطعة " يدير حرب المقاطعة الى جانب بندقية الجبهات لتوصيل أنين وصراخ وإرادة اليمنيين للعالم ، عبر تنظيم برامج وحملات ومؤتمرات وإعلانات ومحاضرات في المساجد والمدارس والجامعات والمنتديات والمسيرات المنددة بالثالوث الرهيب ، واستيراد بضائع ومنتجات دول أخرى لا تمثل العدوان او تتحالف معه ، من الصين وشرق اسيا و سلطنة عمان وغيرها من الدول المحايدة والمحبة للسلام.


كما ندعوا ما تبقى من المنظمات الحقوقية التي لم تتلوث بالمال السعودي والدول المحبة للسلام  التي تأبى الظلم بعد أن خاب ضننا في الأمم المتحدة وأثبتت الأيام أنها تاجر مقاولات لغش الشعوب ندعوها للتفاعل مع قضايا الشعوب واحترام ارادتها وتأييد قضاياها المصيرية وكشف الحقائق  لشعوبها جراء الجرائم الوحشية للعدوان على اليمن بعيداً عن لغة المال المدنس وشراء ذمم السياسيين والقادة العسكريين وتشغيل مصانع السلاح الفتاك الذي جلب العديد من الامراض وفي مقدمتها الكوليرا ، وتزويد مجانين ومراهقي الخليج بالحديد والنار للتلذذ بدماء اليمنيين.


علينا ان نكون جادين في طرح  الشعارات وتطبيقها قولاً وعملاً فمجازر الإبادة واحتلال سمائنا وبحارنا واراضينا تفرض علينا المقاطعة، بدلاً من انتظار شفقة المجتمع الدولي الذي يتعمد تغييب الضمير أو الرهان على الخمسة الكبار الذين أدموا البشرية وتحولوا الى مجرد تجار لبيع وتسويق الاحلام وصناع للحروب وعصا للطغاة وشهود زور في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية التي انشأها الاستعمار لنخر البيت العربي من الداخل.


 ماذا بعد انتهاك سيادة دولة مستقلة واستهداف شعبها واطفالها ونسائها بوحشية لم نسمع عنها في التاريخ القديم او المعاصر ، تحت غطاء الشرعية الزائف ، وبذخ سفها قادة الخليج وأدوات الصهيونية العالمية الذين جندوا مرتزقة السودان والمغرب والسنغال وكولمبيا والأردن وبلاك ووتر وجلبوا القاعدة وداعش من اقطار العالم واستعانوا بالطيارين الأمريكيين والإسرائيليين لتدمير اليمن السعيد وتحويله الى حزين ، في حين شاهدنا المسجد الأقصى يدنس وتنتهك كرامة المصلين رجالاً ونساء وأطفال وشيوخ وتضع الحواجز والكاميرات الالكترونية دون أي طلقة رصاصة واحدة باتجاه المحتل الإسرائيلي دون أي غيرة او نخوة .


وأخيراً لابد من قرار شجاع يتبنى المقاطعة واجماع  وطني يستفيد من إرادة ومبدأ " حكيم الهند " غاندي " الذي تبنى مقاطعة إمبراطورية الشر البريطانية وغيب شمسها بسلاح المقاطعة والاستفادة من برامج الدول التي تعرضت لعدوان الدول الكبرى لقهر ثالوث الشر من قادة أمريكا والسعودية والامارات وتل ابيب ، واذا ما صدقنا وصمدنا  ورفعنا سلاح المقاطعة أنهار عدونا وسقطت أحلامه الشيطانية وتنفسنا الصعداء.


كنت قد كتبت هذا المقال في فترة سابقة في تاريخ 22 فبراير 2016م  داعياً ومحذراً من التهاون ولكن المسؤولية الأخلاقية والوطنية ووخز الضمير دفعني الى ان أعيد نشره وأضيف عليه نظراً لتطور الاحداث بعد ان أصبح سلاح المقاطعة مجرد " شعار " و"بزنس" يرفع في شوارع صنعاء ،، ولوحات تهزها الرياح  ومواقع للسخرية والتندر والتشكيك لدى الكثير من المواطنين بعضها بحسن نية وأخرى بخُبث ، فأضفت عليه بعض الملاحظات للتذكير لعل الذكرى تنفع المؤمنين .


فمن المعيب ان يرفع المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وانصار الله لوحات إعلانية عملاقة في شوارع العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية بملايين الريالات تحت شعار الدعوة لمقاطعة البضائع الامريكية والسعودية والاماراتية  التي تحولت الى مجرد " يافطات " لتبديد الأموال المهولة والبلد والشعب والشهداء ومعاقي الحرب وموظفي الدولة في أمس الحاجة الى لقمة العيش في حين يتم السماح بإدخال كل بضائع العدوان السعودي والامريكي والاماراتي من كل المنافذ بصورة رسمية ودون أي اعتراض او الزام أي تاجر او سياسي متنفذ بالاستيراد من دول أخرى غير العدوان ، في حين يُطلب من الشعب اليمني المقاطعة !!!!!!!!!!!!!!!!؟.


فهل يعي قائد الثورة عبدالملك الحوثي خطورة الموضوع وحقيقة الطرح وصدق شعار المقاطعة الذي يتبناه وإيقاف عبث العابثين ، وهل يدرك المجلس السياسي مسؤولياته و تمارس حكومة بن حبتور مهامها في تفعيل المقاطعة ضد دول العدوان باعتبار سلاح المقاطعة اقل واجب وطني وديني واخلاقي وانساني أم ان كلام الليل يمحوه النهار ؟ أملناااااااااااااا كبير.


Shawish22@gmail.com


 


حول الموقع

سام برس