بقلم / أحمد عبدالله الشاوش

سنظل نحن اليمنيون مصدومين حتى النخاع مماجرى  ويجري من جرائم الاغتصاب والخطف والقتل والرشوة  وسرقة الاموال والاعضاءوقطع الطريق ونهب الاراضي
وتعاطي بعض الشباب حبوب الهلوسة والخمور ،  وتجنيد الاطفال في الفترة الاخيرة التي أرقت  وأقلقت الاسر وتكاد ان تعصف بالمجتمع اليمني  المحافظ بعد ان تحولت الى ظواهر ملفته للنظر  تهدد الامن القومي .

ولذلك فإن حالة من الخوف والرعب سيطرت على  الكثير من الاباء والامهات بعد ان سقطت فلذات  أكبادهم ضحايا للوحوش  والذئاب البشرية ، كما ان  مرتكبي هذه الجرائم قد شوهوا بإنفسهم وسمعة  اسرهم في مستنقع الجريمة دون ان يدركوا ان تلك  الاعمال " الاجرامية " هي نتاج لغياب دور الاسرة  والدور السلبي للمجتمع ، وانشغال العلماء في بحر  السياسة ، وتهاون الاجهزة المختصة في الدولة عن  أداء مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والوطنية ،  لاسيما بعد أن دخلت ثقافة الجنس والاغراء والاغواء المنظم الى كل منزل ومحل وفندق ومؤسسة ونادي  وشارع بفعل بعض الجوانب السلبية لثقافة العولمة  وثورة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي  حملت العديد من المفاهيم والثقافات والمعارف  الخطيرة والصور الخليعة والمشاهد المريعة والافلام  الاباحية وغيرها.

كما ان قيام بعض الصيدليات بترويج وتسويق وبيع  بعض حبوب الهلوسة والمسكنات والمنومات والمخدرات لافي صنعاء وعدن وصعدة وتعز والحديدة وغيرها من
المدن اليمنية لجني الملايين قد ساهم بدرجة كبيرة  في تدمير الشباب دون أي وازع ديني اوضمير انساني  او رقابة وزارة الصحة والاجهزة الامنية.

ولذلك فإن كثير من العوامل قد ساهمت في تنامي  هذه الظواهر الخطيرة والغريبة على مجتمعنا  اليمني نتيجة للمتاجرة من قبل بعض مراكز القوى الخفية والجلية التي ترى في تدمير الشباب تجارة  رابحة وخدمة لسياسات بعض الدول الاقليمية  والدولية المجردة من الانسانية.

 كما ان كل ذلك التهاون والتجرد عن المسؤولية  التربوية والاخلاقية والدينية والدلال الزائد لبعض  الاسر ، والظروف المعيشية الصعبة للكثير من الاسر  ، وعدم متابعة الابناء ، ادى الى انحلال وانحطاط  شبابنا وسقوطهم في جرائم وثقافة الغرائز المثيرة  التي دمرت وأضاعت الكثير منهم بعد ان تمردوا على  القيم النبيلة والسلوك القويم والتربية الحسنة  والاداب السامية وبثوا الخوف والرعب لدى كل أسرة  وطفل وطفلة وشابة وامرأة .

مانزال مصدومين من هول الفواجع ومسلسل الفضائح  المريع والعصابات المسلحة وجرائم الاغتصاب  والتشوية والقتل البشع التي جل ضحاياها من اطفال  في عمر الزهور لايتجاوزن الخمس سنوات .

والشواهد كثيرة على تلك الجرائم التي هزت عرش  الرحمن وصعقت المجتمع ونشرت الرعب في الاسر  اليمنية ، ومنها تلك الجرائم البشعة التي تُرتكب آنا الليل واطراف النهار ، من قبل بعض الذئاب  البشرية التي قامت بإغتصاب الطفلة " رناء "  المطري ذات الخمسة أعوام يوم عيد الفطر المبارك  ، وقبلها طفلة أخرى قام بإغتصابها وقتلها أحد  الشباب في منطقة بني مطر وحكمة المحكمة  بإعدامهما قصاصاً وتعزيراً وصلباً  في ميدان  التحرير بالعاصمة صنعاء أمام عامة الناس.

 وبعد ذلك تراماالى مسامعنا قيام مسلحين بقتل  امرأتين في شارع هائل وخطف طفلتها والفرار ، وبنفس الاسلوب قيام احد المسلحين بإطلاق النار على امرأة في " السايلة " بصنعاء واثارة الخوف في  صفوف المارة ، كما ان ثقافة العنف لدى الاطفال  والمشاجرات أدت الى مقتل عدد منهم بالسكاكين  والسلاح والزج ببعضهم في السجون دون ان يدركوا  المسؤولية تلك التصرفات المريعة ، لغياب دور الاسرة.

 وقبلها قصة بشعة ومحزنة جداً ممارسة عشرات  الاطفال اللواط ضداحد الاطفال في شرق العاصمة  صنعاء وبعد ابلاغ أبوالضحيةأجهزة الامن تم ضبط  الاطفال المنحرفين ، في نفس السياق الجريمة  الوحشية التي قام بها بعض الشباب بإختطاف أبنة  أحد المدرسين الافاضل من بيتها بمنطقة الجراف "  عنوة" الى منطقة دارس المجاورة واغتصابها وبعد  التوصل الى الجناة والتحقيق معهم وسجنهم لم نسمع أي تصريح او معلومات تزود الرأي العام بالعقوبة   لنكتشف ان الاباء والامهات أصبحوا واولادهم  المغدور بهم أكبر الضحايا .

ولذلك فإن تلك الجرائم تبشر بإنهيار الاسرة  والمجتمع اليمني في ظل غياب الاساليب التربوية  والعلمية السامية التي حافظت على تماسك المجتمع.

ورغم الاحصائيات الكبيرة لتلك الصور السلبية ، إلا  اننا نجد أن المعلومة الحقيقية غائبة وان الجهات  المختصة تحاول التكتم على الاحصائيات الدقيقية ، تحت عناوين عدم صدمة المجتمع ، كما ان كثير من  الاسر تصمت نتيجة لثقافة العيب والخوف من الفضيحة  الممزوج بالعادات والتقاليد المتوارثةاو تدخل  بعض المشائخ والنافذين في بعض الاجهزة الامنية  لحلها ودياً مقابل التعويض المادي او التغطية  عليها لشيء في نفس يعقوب.

ونظراً لفداحة هذه الظواهر المقلقة والمرعبة  فإنني ادعو رئيس المجلس السياسي الاعلى ورئيس  مجلس الوزراء ومجلس النواب وكافة العلماء  والمثقفين والسياسيين والشخصيات الاجتماعيةالى  سرعة أصدار قوانيين بتطبيق الاعدام ضد كل من قام  بإرتكاب جريمة الاغتصاب او ممارسة اللواط او بيع  المخدرات او قطع الطريق ، والتغليظ في الجرائم  الاخرى التي تهدد الاسرة وتعصف بإمن  واستقرارالمجتمع ، وندعو وسائل الاعلام الرسمية  والاهلية الى انتهاج سياسة اعلامية تتبنى خطاب  تربوي من شأنه مكافحة هذه الظواهر.

كما نطالب كل أب وأم واخ وعائل ان يدركو مسؤولية  الابوة  وان يحسنوا تربية ابنائهم ومتابعتهم منذ  نعومة اظافرهم ، لانهم خلقوا في زمن غير زماننا  وثقافة غير ثقافتنا وان يعطو جزءاً من أوقاتهم  لرعاية ورقابة فلذات أكبادهم انطلاقاً من التعاليم  الاسلامية السامية.     

 رغم ان القانون والواقع والاخلاق تحتم علينا كشف  ملابسات كل جريمة لتنوير الاخرين والوقوف بشجاعة  وصلابة امام كل من تسول له نفسه بإرتكاب مثل هذه

الجرائم البعيدة عن الاخلاق والقيم الانسانية  والدينية والفطرة السليمة.

ولذلك فإن الاستجابة السريعة للاجهزة الامنية  وتفاعل النيابة العامة والقضاء اليمني في  التسريع بسير اجراءات محاكمة المغتصبين لبراءة  الطفولة وقتلهم قاصاً فيه حياة للناس ، وتنفيذ  الحدود وتطبيق القانون يجعل حماته جديرون  بالاحترام ، كما ونتمنى من الاجهزة الامنية والسلطة  القضائية سرعة البت في كل جرائم الاغتصاب والقتل  والمخدرات وقطع الطرق واللواط العمالة بمحاكمات  علنية للضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه تدمير  الاخلاق والعبث بإمن الاسرة والمجتمع والدولة ..

فهل من مجيب؟
 
shawish22@gmail.com
 

حول الموقع

سام برس