احمد عبدالله الشاوش

في برنامج ساعة زمن الذي بتته قناة اليمن اليوم الجمعة قبل الماضية , اجرت المتألقة الاعلامية رحمه حجيرة حوارا جريئا مع المعلمة (مسك سعيد ) حول قضية المهمشين اليمنيين او ما يطلق عليهم اجتماعيا فئة ( الاخدام ) وما سرني ولفت انتباهي هو مدى الارادة الصلبة والثقة الفائقة لهذه المرآة الحديدية السمراء التي تمثل شريحة اجتماعية كبيرة تصل الى نسبة 10% تقريبا من المجتمع اليمني .. مسك عملت بنصيحة والديها وواصلت تعليمها للخروج من النفق المظلم والمعيشة الضنكا للدفاع عن حقوق هذه الشريحة المهمشة ومحاولة ايجاد حياة كريمة تليق بإنسانية الانسان وتنادي مع زملائها بتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق التي صارت مجرد شعارا للهدف الاول من اهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبرالثورة .مسك اصبحت معلمة ومثقفة وناشطة لها مشاعر فياضة ومتدفقة بالحب والعطاء لوطنها وابناء جلدتها , وتؤمن بلغة التسامح الى ابعد حدود من منطلق قوة لا ضعف حتى غدت تجسد بيت الشعر العربي.. واثق الخطوة يمشي ملكا ومن خلال حديثها تختزل في ذاكرتها منذ نعومة اظافرها وحتى الان الكثير من المآسي والاحزان والاحداث المؤلمةلتي وصلت حد الروع والفزع , ومعاناتها وبني جلدتها من فئة المهمشين من سكن لا يليق حتى بالحيوانات مع الاسف الشديد , وجوع وعطش وافتقار الى ملابس تقيهم برد الشتاء والامطار نتيجة الظلم المجحف الاسير للموروث الثقافي المشين الذي كرس ثقافة التعاليم والعنصرية وافراز الطبقات وتقسيم الناس الى عبيد واحرار ومشايخ واسياد نتيجة السياسات العقيمة منذ الازل البعيد كل البعد عن مبادئ واخلاق وقيم الاسلام والتعاليم السمحة للقرآن الكريم والسنة النبوية التي جاءت لتحرر البشر من العبودية والارتقاء بالإنسان الذي كرمه الله من سابع سماء ونادت بالمساواة والعدالة الاجتماعية بغض النظر عن الجنس واللون واللغة ,, مسك واخواتها واخوانها المهمشين هم بارقة الامل وكلهم طموح للنضال من اجل قضية انسانية جوهرية تمثل قمة الظلم وتجعلنا كبارا وصغارا وسياسيين ومثقفين وعلماء واحزاب في قمة الخجل نتيجة السلبية والادعاء بالدولة المدنية الحديثة في كافة المنابر كديكور وبعيدا عن الدجل والتظليل فإن هذه الفئة مظلومة عبر التاريخ الانساني ولا بد ان تسارع الدولة والاحزاب السياسية والعلماء ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين وغيرهم الى اجتثاث الموروث الثقافي السيئ وثقافة الكراهية عبر كافة المنابر وتحقيق العدالة والمساواة واندماجهم مع كافة شرائح المجتمع واعطاء الاولوية لهم في كافة جوانب الحياة حتى يلمسوا الانصاف وان المستقبل واعد واطواء فترة مظلمة وفتح صفحة جديدة بإدماجهم في المجتمع بعيدآ عن العزلة والاحتقار لذوي القلوب البيضاء طالما تشدقنا ونتباهى بالدولة المدنية الحديثة ...املنا كبير


حول الموقع

سام برس