بقلم / عبدالله علي صبري
ســؤال قديم وتقليدي، لكن ما يؤسف له أن الإجابة عليه تأخذ منحنى تنازليا مع مرور الأيام والسنني؟
وبعد أن كنــا ننتظر من الحكومات الرســمية الإجابة العمليــة عن ســؤال أيــن العرب ممــا يحيــق بالقدس وبــالأراضي العربيــة الفلســطينية؟ وصلنــا إلى نقطة اليــأس مــن الجانب الرســمي، وغدونــا بعدها نعيش منحنــى موازيــا عــلى الصعيــد الشــعبي، وإن كان ينهض فيصعد فترة ثم يغط في سبات عميق.

وعلى الرغــم من ذلك ليــس أمامنا ســوى التفاؤل، والرهــان عــلى الدعــم الشــعبي لحــركات المقاومة في مواجهة إسرائيــل والمشروع الصهيوأمريكي، خاصة أن مســتوى الاســتخفاف الأمريكــي بالأمــة العربيــة والإســلامية، قد بلغ ذروة الوقاحة، مع إعلان ترامب عن القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب!

وقــد رأينا الأيام الماضية حراكا شــعبيا كبيرا رافضا للمؤامــرة الأمريكيــة عــلى القضيــة الفلســطينية، ودعــت الفصائــل الفلســطينية إلى انتفاضــة ثالثــة، اســتهلتها بجمعة الغضــب، التي نأمــل أن تتواصل،
ويتواصــل معهــا الدعــم الشــعبي عربيــا وإســلاميا لهــذه الانتفاضــة، التي تضــع كل الأطــراف، وبالذات النظــام العربي الرســمي أمــام مســؤولياته القومية والتاريخيــة، تجاه فلســطني والمقدســات الإســلامية
والمسيحية فيها.

وســنعيد القــول إن إسرائيــل- وليــس اليمــن- هــي الخطــر الأكــبر عــلى الأمــن القومــي العربــي، والأولى بعــرب (الاعتــلال)، أن يحركــوا قواتهم المشــتركة، في عاصفــة حــزم حقيقية ومســتحقة صــوب إسرائيل،
وتحرير الأراضي العربية المحتلة، وسيشفع اليمنيون لتحالــف العــدوان إن هو تحــرك بالاتجــاه الصحيح، بعيدا عن محاربة الوهم في اليمن.

نقــول ذلــك من بــاب أن الــشيء بالشيء يذكــر، وإلا فــإن النظام الرســمي العربــي بات في حالة انكشــاف غير مســبوقة، وبرغــم ما حدث ويحــدث لا يبدو أنه يراجــع خطــوات الهرولــة نحــو التطبيع مــع الكيان الصهيونــي، بقــدر مــا يمــضي سريعــاً باتجاه حشــد الشــارع العربي خارج مربع العداء لهذه الدولة التي زرعهــا الاســتعمار في قلــب العالم العربــي، وتعهدها بكل وسائل الدعم، ولا يزال.

وكان لافتــا أنــه بالتزامن مع الغضــب العربي تجاه "وعد ترامب"، وصل إلى القدس وفد شــعبي بحريني،
يدعو إلى الســلام والتعايش مع إسرائيل، وكأنها دولة شرعية معترف بها عربيا وإسلاميا.

على مدى ســبعني عاما، خاض العرب عدة حروب خــسروا في غالبيتهــا، وكادوا أن ينتــصروا في حــرب
1973 ،لولا أن النصر تحول إلى سلام وتطبيع بني مصر وإسرائيل..وخلال العقدين الماضيني اســتطاع حزب
اللــه كحركــة مقاومة شــعبية أن يحرر جنــوب لبنان عــام 2000 ،ويصد عــدوان اسرائيــل في 2006 ،وكذلك نجحــت حركة حماس الفلســطينية ومعها الفصائل الأخــرى في التصدي للعدوان على غزة في 2008 ،وقبل أشهر نجح المقدسيون في إحباط المخطط الصهيوني بحــق الأقــصى، واليــوم فإن الأمــل معقود عــلى محور المقاومــة في التصــدي للمؤامرة الكبيرة بحــق القضية الفلسطينية.

ومع ذلك يبقى السؤال: أين الدعم العربي الرسمي والشعبي لحركات المقاومة في فلسطني؟

FB/@AbdullahAliSabri

حول الموقع

سام برس