بقلم / نواف الزرو
نثبت بداية ان هذا ال"فيتو"الامريكي الذي استخدم في مجلس الامن الليلة ضد مشروع القرارالمصري-العربي انما هو: " فيتو " يشرع السطو الصهيوني المسلح على الارض والوطن والحقوق الفلسطينية، كما يشرع المجزرة الصهيونية المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني، كما انه عمليا "فيتو" ضد الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين الابرياء الذين تسقطتهم قذائف الاحتلال على مدار الساعة ...بل انه ابعد من ذلك يمكن اعتباره "فيتو"ضد الاسرة الدولية يستبيحها ويستخف بمبادئها ومواثيقها وووظيفتها..فيما يشكل هذا ال"فيتو"بلطجة واستباحة صريحة ايضا لكل الحرمات العربية وانتهاكا لكافة المواثيق والاخلاقيات الاممية.

فعلى نقيض الاجماع الشعبي الاممي ومعظم دول العالم ضد الاستيطان، وعلى نقيض المواثيق والقرارات والاخلاقيات الاممية، تتنطح الولايات المتحدة مرة اخرى لتحبط كافة المساعي لإصدار قرار عاجل يدين الاستيطان الإسرائيلي أو يطالب بوقفه، اذ وقفت المندوبة الامريكية هايلي وحيدة رافعةحق"النقض-الفيتو- البلطجة الديبلوماسية " في وجه اجماع مجلس الامن على مشروع القرار المصري-العربي الذي يرفض وعد ترامب واعترافه ب"القدس عاصمة ابدية لاسرائيل"، و يشجب الاستيطان الصهيوني ويطالب بوقفه.

وباستخدامها لهذا الفيتو الذي يرتقي الى مستوى الارهاب الديبلوماسي تكون الادارة الامريكية قد "قطعت قول كل خطيب"، اذ تخلع تلك الادارة مرة اخرى القناع المزيف الذي تلبسه منذ سنوات طويلة والذي جرى ويجري ترويجه على امة العرب والعالم، وبذلك تكون الادارة قد ازالت الغشاوة –لمن يريد ذلك-عن عيون اولئك الذين راهنوا وما زالوا يراهنون على الدور والنزاهة والمصداقية الامريكية .

لقد بات واضحا اليوم اكثر من اي وقت مضى، وبصورة مذهلة كيف يتحول الاستخدام الدولي على يد الولايات المتحدة لحق ال"فيتو" ليصبح استخداما عدوانيا مدمرا ظالما، بدل ان يكون ايجابيا بناءا عادلا كما سوغ له منذ تمتعت به الدول الخمس العظمى دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.

فبتنا نحن العرب على امتداد مساحة الوطن العربي نتابع هذا التنكيل الامريكي السافر بالامة العربية بغية اذلالها وتجريدها من الحق المدجج بكل قرارات ومواثيق الشرعية الدولية (التي تحولت بدورها الى شرعية غطرسة القوة) وهو حق المقاومة والدفاع عن النفس..؟!!

نعم.. لم يبق للفيتو الامريكي في هذه المرحلة من مسوغات سوى اشهاره حماية للدولة العبرية، وبغية احباط اي مشروع قرار عربي او دولي يتعلق بتلك الدولة.

وفق كافة المعايير والمواثيق الدولية والبشرية فان "دولة اسرائيل" تعتبر دولة احتلال قامت باحتلال الاراضي العربية بالقوة، وتعتبر الدولة الوحيدة في العالم الخارجة على القوانين الدولية وهي الدولة الوحيدة ايضا التي تنتهك كافة المواثيق الدولية وتقترف جرائم حرب بشعة صارخة على مرأى من العالم كله، وفي ظل دعم وغطاء امريكي مفتوح، وبالتالي فان العدالة الدولية المزعومة يجب ان تطال تلك الدولة وتردعها عن اقتراف المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

منطقيا يفترض ان يستفيق وينهض العرب في مواجهة هذا الهجوم الامريكي / الصهيوني الكاسح الذي يستهدف حسب المخطط المشترك بين الادارتين الامريكية والاسرائيلية القضية و الامة العربية ومقومات وجودها ونهضتها وقوتها واستقلالها .

ومنطقيا ايضا يفترض ان يضاف هذا ال"فيتو" الامريكي الاخير الى تراكمات ال"فيتوات" السابقة ليمزق ما تبقى من القناع الامريكي البشع الذي يتستر وراء شعارات كبيرة مع وقف التنفيذ مثل "العدالة والحرية والتحرير والديموقراطية"... وغير ذلك.

يقال انه "لا يفل الحديد الا الحديد" و"لا يحبط اللاءات سوى اللاءات".

حول الموقع

سام برس