سام برس
قال ببان صادر عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، حول الوضع الإنساني في اليمن ، انه تم في الشهر الماضي إحراز تقدم فيما يتعلق بفتح الموانئ اليمنية الحيوية المطلة على البحر الأحمر لدخول شحنات الوقود التجاري والشحنات الغذائية، فضلا عن استئناف الشحنات الإنسانية والرحلات الجوية
الإنسانية.

ومع ذلك، ما زلت أشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع الإنساني الكارثي الذي يزداد سوءا جراء التصعيد
الأخير في القتال والضربات الجوية.

وفي ظل وجود 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية في اليمن، وأكثر من ثمانية ملايين منهم
على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وافقت اليوم على تخصيص الصندوق المركزي للاستجابة الطارئة
لمبلغ 50 مليون دولار هو الأكبر على الإطلاق لتعزيز الاستجابة على نحو عاجل.

ستساعد هذه الأموال على إنقاذ الأرواح، ولكن لتفادي كارثة محققة، يجب تحقيق ثلاثة أمور:

أولا، يجب أن يكون هناك تخفيف للقتال البري والقصف الجوي، وكلاهما تصاعدت وتيرته كثيرا في
الأسابيع الأخيرة.

فالصراع المسلح سبب مباشر في قتل وإصابة الناس على نطاق واسع؛ ويتسبب في قتل العديد من الناس
الآخرين بشكل غير مباشر. كما يجري تدمير البنية التحتية الأساسية.

وتتسبب المعوقات البيروقراطية والمخاطر الشديدة في عرقلة قدرة العاملين في المجال الإنساني على الوصول إلى الأشخاص المحتاجين، بمن فيهم المعرضين لخطر المجاعة والكوليرا ووباء الخناق ) الدفتيريا( الذي ينتشر الآن في معظم محافظات اليمن.

وطالما استمر القتال، يجب على أطراف النزاع أن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس.

كما يتعين على جميع الأطراف تيسير عمل شركاء العمل الإنساني.

ثانيا، من الضروري لنا أن تظل جميع الموانئ مفتوحة دون انقطاع. فاليمن تستورد نحو 90 في المائة من
احتياجاتها الأساسية من الغذاء وتقريبا كل احتياجاتها من الوقود والدواء. إن التدفق المستمر لهذه
الواردات هو بمثابة شريان الحياة لملايين الناس. ومن الضروري في المستقبل بقاء مستويات واردات
الغذاء والوقود والأدوية مستدامة وعالية، لا سيما عبر مينائي الحديدة والصليف. ليس لدى الملايين من
اليمنيين الضعفاء القدرة على تحمل المزيد من القيود على هذه الواردات.

ثالثا، نحن بحاجة إلى تمويل أسرع وأكثر سخاء من الجهات المانحة. لقد أنقذت الإعانات الإنسانية ملايين
الأرواح في عام 2017 ، لكن مع القيود الأخيرة وتصعيد القتال، زداد عدد الأشخاص الذين يعتمدون
اعتمادا كاملا ا على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

وسيضمن في الوقت الراهن تخصيص الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ استجابة شاملة ومتكاملة عبر قطاعات إنسانية منقذة للأرواح لأشد الفئات ضعفا في 27 مديرية ذات أولوية عالية من حيث خطر المجاعة،
وكذلك في المناطق التي تصاعد فيها النزاع مؤخرا.

وآمل أن يشجع هذا التخصيص المانحين الآخرين على توفير تمويل سريع وسخي للاستجابة المنسقة في اليمن.

وأكرر ما قلته أمام مجلس الأمن: إن الشعب اليمني بحاجة إلى إنهاء الصراع حتى يتمكن من البدء في
إعادة بناء حياته. ولكي يحدث ذلك، يجب على أطراف النزاع وقف الأعمال القتالية والانخراط بشكل هادف مع
الأمم المتحدة لتحقيق تسوية سياسية دائمة.

نيويورك، 05 يناير 2018 م

حول الموقع

سام برس