سام برس/ صنعاء/ رأفت الجُميّل
تفاجأ أبناء العاصمة صنعاء، خلال الأيام القليلة الماضية، إقدام عدد كبير من المطاعم ومحال الكافتيريا برفع أسعار كافة الوجبات بصورة مبالغ فيها، مستغلين غياب رقابة الجهة المختصة بضبط الأسعار.

وعبر المستهلكين عن إستياءهم الشديد، جراء هذه الارتفاعات التي ضاعفت من تردي وضعهم الاقتصادي، وحدت من قدرتهم الشرائية، وأسهمت في زيادة الأعباء المالية على المستهلكين، خصوصا في ظل الحرب الاقتصادية الشرسة التي يقودها تحالف العدوان، والتي يهدف من خلالها تركيع اليمنيين الصامدين المحاصرين منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام.
ومن خلال جولة بسيطة على عدة مطاعم، رصد المحرر ارتفاع جنوني في أسعار كثير من الوجبات، وصلت بعضها إلى مايزيد عن 50%، الأمر الذي أجبر كثير من المستهلكين إلى تقليص احتياجاتهم من الطعام، وإكتفاء بعضهم بتناول وجبة واحدة في اليوم.

إلى ذلك، قال المستهلك شفيع المحمدي، إنه تفاجأ بارتفاع أسعار الوجبات التي تقدمها المطاعم، حيث ارتفعت قيمة وجبة الغداء التي كان يتناولها بألف وأربعمائة ريال، لتصل إلى ألفين ومائة ريال، بفارق سبعمائة ريال.

وأوضح أن المطاعم حققت سابقاً أرباحاً كبيرة من بيع وجباتها بأضعاف قيمتها الحقيقية، مضيفا: مشكلة أزمة الغاز لا تبرر رفع الأسعار بهذا الشكل المخيف.

وناشد أمين العاصمة صنعاء، بضرورة تشديد الرقابة على قطاع المطاعم، الذي يشهد من الأساس مبالغة في الأسعار.
وشدد عدد من المستهلكين، على ضرورة إيجاد تسعيرة موحدة لجميع مطاعم العاصمة، لافتين إلى ضرورة تدخل الجهات المختصة بإلزام ملاك المطاعم بتسعيرة موحدة.

من جانبهم، برر بعض أصحاب المطاعم أن إتخاذهم قرار رفع الأسعار، جاء كنتيجة طبيعية عقب إختفاء مادة الغاز من الأسواق، وعجزهم عن الحصول على إنبوبة الغاز بقيمتها الرسمية المقرة بثلاثة آلاف ريال، ما أضطرهم لشراءها بمبالغ تصل عشرة وإثني عشرة ألف ريال، الأمر الذي جعلهم يقرون رفع أسعار الوجبات للتماشي مع زيادة أسعار الغاز.

بدوره، يؤكد د. عبود العنسي -نائب مدير عام مكتب التجارة والصناعة بأمانة العاصمة- أن المكتب مسؤول بالدرجة الأولى عن ضبط أي ارتفاعات غير مبررة للسلع الضرورية والأساسية، ويضيف: بالإستناد إلى القانون، فإن أصحاب المطاعم ومحال الكفتيريا، ملزمين بإشهار التسعيرة الخاصة بالوجبات، وعلى فروع الصناعة والمفتشين في الإدارة العامة ضبط أي ارتفاعات من أجل حماية المستهلك وتخفيف العبئ على المواطن في كل المجالات.

ويتابع د. العنسي قائلا: بالنسبة لأزمة الغاز، فأنها سوف تتلاشى خلال الأيام القادمة، تزامنا مع وصول السفن المحملة بمادة الغاز إلى ميناء الحديدة، ولن يبقى لأحد عذر، ونحن ملزمين بالقيام بهذة المهام وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب للعاملين في مكاتب الصناعة.

ويختتم تصريحه بالقول: إن مهام الصناعة كثيرة وكبيرة وهامة جدا، وبسبب السياسة القديمة، فإن أغلب تلك المهام معطلة.

جديرا بالذكر، أن الأخ حمود محمد عباد -أمين العاصمة- كان قد أكد إنتهاء أمانة العاصمة من وضع آليات توزيع الغاز على أصحاب المطاعم والبوفيات والباصات وللمواطنين في الحارات والأحياء لمنع استمرار الطوابير الكبيرة أمام المحطات.

وقال عباد في كلمته خلال الاجتماع الذي نظمته نقابة المطاعم والبوفيات الأسبوع الماضي بالعاصمة صنعاء، أنه سيتم تخصيص قاطرات ومحطات متخصصة بتزويد كافة المطاعم والبوفيات على مستوى كل مديرية من مديريات أمانة العاصمة وفق آلية دقيقة جدا تم إقرارها بناء على حجم المطعم وسعته التشغيلية.

حول الموقع

سام برس