حسين العواضي
هذه أخبار ليس لها أبطال، ولكن ضحايا، كانوا ذات يوم نجوماً متألقة في سماء الملاعب.. والحلبات الرياضية.
قتل بطل ملاكمة شاب في دماج في حرب غبية ومجنونة كل فيها يدعي أنه يجاهد في سبيل الله.. حرب خاسرة لن ينتصر فيها أحد.
وفي شغب القاعدة بسجن الأمن السياسي قتل لاعب نادي 22 مايو لكرة القدم.. وقبله سمعنا عن رياضيين يقاتلون.. ويقاتلون في صفوف القاعدة.
وقبل أيام في أحد شوارع العاصمة أنقذ أطفال صغار أحد أقسام الشرطة من كارثة.. حين بلغوا عن شاب وضع طرداً مشبوهاً على ظهر سيارة متوقفة أمام قسم الشرطة.
قالوا أن الشاب الملثم لعب معهم الكرة بأناقة وحرفية.. وبعد دقائق تركهم وتوجه نحو قسم الشرطة ولاحظوه يضع شيئاً في صندوق السيارة.
ولطف الله بالجنود الأبرياء.. والمواطنين القريبين من القسم.. وسخر لهم فطنة الأطفال وذكاءهم أما مدير القسم ومعاونوه فمخزنون في انتظار المتشارعين من أهل الحارة.
هؤلاء الشباب وغيرهم كثر يتساقطون كل يوم ضحايا للتطرف والغلو والفتاوى الجاهلة وتقصير الدولة العميقة ... والهشة التي ذهبت والتي جاءت ولضحالة معارفهم بأمور الدنيا والدين وغياب التربية في المنزل والمدرسة .
يتجهون إلى المدارس فيجدونها كئيبة مزدحمة.. وإلى الأندية فيكتشفون كم هي بائسة خاوية.. فيهربون إلى المجهول تتلقفهم كتائب الجهاد المزعوم وغزوات الفتح الباطلة.
ولا أحد يريد أن يقر أن التطرف ثمرة شرعية للبطالة.. وسوء التربية والفراغ.. وغياب برامج التوعية والرعاية والتنمية.
وأشقاؤنا أصحاب العيون العسلية يساعدوننا على مكافحة التطرف والإرهاب بصرف ميزانيات إضافية للمشائخ والاعفاط وبنصب الأسوار الكهربائية على حدود الجوار والأخوة.
وأصدقاؤنا من أصحاب العيون الزرقاء ينصروننا على الإرهاب بقتل النساء والأطفال.. والأبرياء.. بصواريخ الطائرات العمياء .. ويزيدون بإرسال المعدات العسكرية الحديثة، وأفواج الخبراء الأغبياء.
ولا أحد يرغب في تقصي أسباب ظاهرة العنف والإرهاب رغم أنها واضحة لكل لبيب غيور، كلنا نصرخ.. وكلنا نهدد.. والوطن مخنوق يفقد كل يوم خير شبابه.
واسألوا معي كم مركزا للشباب في البيضاء وأبين ... وأرحب.. ورداع .. والجوف... ومارب ووادي حضرموت.
ومن يدير هذه المناطق ممثلا للدولة غير أشخاص عاجزين.. ومنتفعين يبحثون عن الثراء والوجاهة..وابتزاز الدولة الخائرة والحائرة التي لا تقدر على تغيير مدير ناحية.. أو قسم شرطة.. أو ضبط دراجة نارية تتجول آخر الليل بجوار وزارة الداخلية.
المواطن يهرب إلى أحضان... القاعدة.. والشيخ والحوثي.. وسواهم ليس حبا فيهم ولكنه يبحث عن الأمان والعدل حتى في أحضان الشيطان الرجيم.
والشباب يحترفون - الإرهاب - لأنه لا مهنة لهم غيره.. يستعجلون ثواب الآخرة المزعوم لأنهم لم يجدوا في دنياهم ما يستحق الحياة، ومؤتمر الحوار -حانب- ومحتار يلغي وزارة الشباب والرياضة أو يبقيها.
والقضية يا حضرات المتحاورين -المتضاربين- الذين فضحونا أمام العالم على الهواء مباشرة .. فضحكم الله وسود وجوهكم ليست في التسميات إنها .. قضية إرادة .. وإدارة وبعد ذلك سموه المجلس .. أو المدكى .. أو حتى لوكندة الشباب الذين لم يترك لهم الكبار أي شيء.
وهل يزعجكم .. أو يسد نفوسكم عن فطور -الموفمنبيك- أننا نخسر بالستة وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم يحذر ويصر ممنوع اللعب في اليمن .. والعراق والصومال.
الآن كم مدرسة فيها ملعب رياضي .. وغرفة للموسيقى .. ومرسم للتربية الفنية .. وكم مرة حضر رئيس الدولة لتسليم الكأس الذي يحمل اسمه في المباراة النهائية .. والاستثناء الوحيد الرئيس علي ناصر محمد.
نعلم أن هناك قروضا ومساعدات تأتي من الشرق والغرب جلها تذهب مثل سيول الجوف إلى صحراء الربع الخالي، وهناك المليارات المجمدة - في التأمينات وصناديق التقاعد.
اقرضوا الأندية .. استثمروا في الشباب عجلوا بإنشاء المراكز الشبابية ومراكز التنمية الاجتماعية في .. مسيك .. والمناسح والحصون .. ولودر .. وغيرها.
وخذوها نصيحة بلا تكلفة .. بهكذا أساليب وهكذا إدارة .. وهكذا طائرات فإن الإرهاب يطول .. ويعرض .. ينمو .. ويتمدد.
ويا حزني على كل شاب رياضي ساقته أقداره العاثرة نحو المجهول .. وبالغ اعتذاري لأنني رياضي ولم أفعل ما يكفي.

الثورة نت

حول الموقع

سام برس