فكري قاسم
يسوّق"الحوثي " قداسته بدماء يمنية صرفة ويصرخ: الموت لأمريكا الموت لإسرائيل . في حين ان القتلى كلهم يمنيين! ويسوّق " السلفيين" قداستهم – هم الاخرين- على حساب نفس تلك الدماء المسفوكة في صعدة لمواجهة اعداء الإسلام المتمثلين – حسب ادبياتهم - في أمريكا واسرائيل.. يالها من مصادفة غير بريئة على الإطلاق.
الطرفان خصمهم واحد ، لكن الممولين مختلفين !

يخوض اليمنييون في "دماج" حرب ، هي اشيه بـ "مصارعة الديكة " ولابد أن ارباب السعودية وايران وقطر يحصدون موتانا دونما عناية ، إذ لايهمهم كم قتل من الطرفين ، بل كم سيحتاج - كل طرف - من المال والسلاح ليحسم المعركة لصالحه ! إذ تبدو اليمن – بالنسبة للسعودية وقطر وايران – ليست أكثر من مقلب نفايات سياسية .

أما مجاذيب "رابعة العدوية " في اليمن الله يحفظهم - ولأن كانوا منشغلين بـ "قشقشة" مناصب ومواقع الدولة الرخوة - إلا انهم قد وجدوا في السلفيين – الغير منشغلين بالهم السياسي اساسا- طاقة جيدة لمواجهة الحوثيين ، باعتبار" الحوثة" خصمهم المتكاثر (!) لكأن ديننا الإسلامي الحنيف لم يقل يوما "دم المسلم على المسلم حرام ".

كان من الأجدر بهؤلاء – المتصارعين على الله - ولو من باب الفضيلة على الأقل - أن يشعروا بالأسية على بلادهم ، ويتحمسوا ولو لمرة واحدة بضمير ، ويقدمون للاطراف المتصارعة في دماج ،مبادرة إنسانية من شأنها حشد جميع اليمنيين للمطالبة بإيقاف هذه الحرب العابثة . او – على الاقل- يقدموا للمجتمع خطابا من شأنه الرفع من معنويات جيش يمني منهك – بات يواجه في كل يوم ، وفي كل مساحة من البلد- مجاميع مسلحة ، ستقود البلد بكاملها الى اسفل سافلين .

كان بوسع اولئك المجاذيب ان يقدموا انفسهم كمصلحين اجتماعين ، اقلها من أجل اولئك النازحين ألذين تتحرك من أجلهم ضمائر منظمات إغاثية كافرة في حين لايحرك احدا من هؤلاء" الباشتين" شيء من ضمير.
ببساطة ، اصبح اليمنيين ، عبيد حروب .. وإنه لأمر فاضح ومهين لكل قطرة دم يمنية تسفك على مقربة من هؤلاء المشعوذين باسم الدين . وفي اليمن - عمومًا - لا توجد حرب رحيمة ولاحتى حرب عادلة . هناك – فقط – بلد يتم تدميره بوتيرة عالية، ودماء تسفك بتواطؤ من كل هؤلاء المشائخ الدينيين الذين يسوّقون قداستهم بالضحك على عواطفنا الدينية المقدسة .

حول الموقع

سام برس