رحمة حجيرة
شهدت اليمن ظهور جماعة دينية سياسية عسكرية ناشئة لم تكن متوقعة منذ 2004 بداية الحرب الأولى بين الجيش اليمني ومن كانوا يسمون أنفسهم بالحوثيين نسبة إلى السيد حسين بدر الدين الحوثي، مستثمرا فشل إدارة صالح وحلفائه السلفيين والقبليين والمملكة العربية السعودية في مواجهة أو استيعاب هذه الجماعة!! خلال 6 حروب و6 أعوام غذت عتاد وتنظيم وقوة أنصار الله المالية والاجتماعية والسياسية واستثمارها من قبل الأطراف المعادية لصالح وحلفائه في الداخل والخارج!! قبل أن تلتقي مصالحهم السياسية مع القوى الأخرى المطالبة برحيل صالح في ظل فرصة إقليمية ودولية في 2011 ليصبحوا شركاء أساسيين في الاحتجاجات والمفاوضات السياسية مع خصومهم وحلفائهم السابقين (الإصلاح والوجاهات القبلية) تحت راية واحدة: التغيير ورحيل صالح!

عامان فقط كانا كافيين ليقدم أنصار الله مشروعه السياسي من خلال المقارنة بين أدائه وأداء خصمه (التحالف القبلي الإخواني) في إدارة الساحات ويتقارب مع خصومهم من خلال القيادات الليبرالية التي اختارها لتمثله وإن كانت مختلفة معه مذهبيا في مؤتمر الحوار والمفاوضات السياسية!! ومن خلال القبول بمشاريع الآخر كيفما كانت وبعيدا عن أيديولوجيتهم الحقيقية والتعاطي مع مختلف الأطراف ومواقفهم دون تحالفات رسمية وبدبلوماسية ودهاء فاقت أداء صالح في السنوات الأخيرة!!.

خلال عامين فقط استطاع أنصار الله أن يستقطبوا أنصار الإصلاح وتحالفه وخصومه والقيادات الشابة والنسائية والمنظمات والليبراليين وحتى المؤتمريين والمجتمع الدولي بعيدا عن الماضي وباتجاه المستقبل بتقدير كبير لهم ومواقف مشتركة وتسويق لأسلوب إدارتهم لصعدة من خلال آلاف الزيارات لها!!.

عامان فقط ورث أنصار الله نسبة كبيرة من تركة صالح ومن حصة الإصلاح ومن المشروع الدولي الجديد والرئاسي بعيدا عن مصالحهم المالية فلم يشاركوا في المحاصصة ولا بالحكومة والإدارة بعفة وطموح مستقبلي يشهد لهم!!! اليوم أصبح أنصار الله قوة ثالثة تضاف للمؤتمر وتحالفاته والإصلاح وتحالفاته خلال 8 أعوام فقط من حصار كل هذه القوى لمؤسس حركتهم في جبل مران بصعدة واغتياله ورفاقه كأقلية لا حلفاء لهم إلا إيران كما يشاع!!.

ونستطيع أن نقول بأنهم كانوا أسرع هذه القوى في التغيير والانتشار على مستوى طبقات وإدارة اليمن ،رغم أنهم يواجهون 3 تحديات مقلقة ومدمرة لما أنجزوه: الأول والثاني لا يوجد فكر سياسي أو أهداف واضحة نستطيع تقييمه كحزب أو منظمة سياسية ولا مكونات تنظيمية فلا نعرف عن تنظيمهم إلا السيد عبدالملك قائدا ومجلسا سياسيا وخطابات قياداتهم الدينية العنصرية في أمر الولاية والتمييز في تقسيم اليمنيين لآل البيت وآل الشارع ربما!! وإن كان المجتمع الدولي ونخب اليمن تتعامل معهم كحزب سياسي!! وربما لمصلحة مؤقتة!! والتحدي الأخير نتائج الحروب التي يخوضونها وما ستخلفه من كراهية وثأر لدى الخصوم وغرور وإعجاب بالكثرة لدى أنصار الله!! .

وخاصة بعد تصريحات الأستاذ يحيى أبو أصبع رئيس اللجنة الرئاسية بأن الحوثيين رفضوا السماح لسيارات الصليب الأحمر بنقل الجرحى بينما أكد الحوثيون بأن الصليب قد نقل أمس 23 جريحا،30٪ منهم أجانب!!

ولعل الفرصة الذهبية الأهم منذ تأسيس هذه الجماعة -وهم لا يفوتون فرصهم- فهي مدى مشاركتهم في الحكم مستقبلا ومتى وكيف وهل سيتفوقون أم أن الفرصة مازالت غير مواتية؟؟.


حول الموقع

سام برس