بقلم / محمد العزيزي
صدح قبل عدة أعوام الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس شورى حزب الإصلاح و رئيس جامعة الإيمان بالفتوى المشهورة والمشهودة حول جواز زواج المسيار أو زواج الصداقة التي لا يتحمل فيها الزوج السكن و المأكل و المشرب و ما إلى ذلك من الإلتزامات التي كان الزوج ملزم بتوفيرها .

وأخذت هذه الفتوى حينها جدلا واسعا في المجتمع و أخذت أيضا بعدا سياسيا و جدلا شرعيا و قانونيا و أمتد هذا الحراك و الإختلاف على المستوى المحلي و الإقليمي بين علماء الدين و المجمعات العلمية الدينية في مصر و السعودية و دول عربية عدة بين مؤيد و معارض لزواج المسيار الذي ابتدعه و افتاء بها الشيخ الزنداني .
هذه الفتوى التي لسنا بصدد تفنيدها أو إصدار أحكام بجوازها من عدمه و نتركها لأهل الاختصاص و علماء الشرع و الفقه ..

و لكن ما يهمنا هنا أن الأحزاب الدينية تستفيد من هذه التجارب أو بالإصح من الفتاوى و إسقاطها على الواقع السياسي و ثقافتها في إدارة القضايا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و زواج المصالح .

حزب الإصلاح طوع زواج المسيار وجعل منها خارطة طريق في المجال السياسي حيث بدأ هذا الزواج مع المؤتمر الشعبي العام بعد حرب صيف 1994 م و انتهى هذا الزواج مطلع الألفين و بدأ زواج المسيار مع الأحزاب السياسية اليسارية الاشتراكي و الناصري و البعثي و غيرها من الأحزاب الأخرى المنضوية جميعها تحت مسمى أحزاب اللقاء المشترك و الذي ما يزال مستمر كما يبدو مع بعضها حتى الآن.

مسيار حزب الإصلاح قائم في كل اتفاقيات الحزب و أينما وجدت مصالحه يقيم زواج المسيار و يتساير مع حلفائه فمثلا عقد مسيار مع دول التحالف العربي ليس حبا بهذه الدول و لكن لانه رأى أهمية التماشي مع هذا الزواج الذي يحقق له جانب من المصالح المصيرية و الإنتقامية. من الخصوم و ما يمكن استخلاصه من مصالح تحدم هذا الحزب إلى جانب المصلحة المادية و التي ينظر إلى هذه المصلحة بأهمية قصوى كونها هي من تثبت أكان أي حزب في الحكم .

كتاب و سياسيون كثر أكدوا مؤخرا في كتابات لهم أن حزب الإصلاح مقدم على عقد زواج و لكن من نوع أخر و من فتوى زواج لا يقرها منهجه المذهبي , و قالوا أن الحزب ينوي خوض زواج المتعة السياسية مع جماعة "أنصار الله "و اتهموه بأنه متواطئ مع الجماعة في التراخي و إيقاف القتال في الجبهات خاصة في تعز و مارب و نهم و الجوف و غيرها من الجبهات و الاستفادة من هذا الزواج للضغط على خصومه في حكومة هادي و التحالف العربي الذي يعتدي على اليمن منذو ثلاث سنوات و نصف و يهدف هذا الزواج كما يرأها محللون أن الحزب يريد الضغط لانتزاع مصالح و مكاسب سياسية و مادية و نفوذ في المصالح المستقبلية في حكم اليمن .

الإصلاح كحزب معروف عنه أنه يمتلك قدرات عالية في تطويع كل المشاكل التي يواجهها و يحولها إلى مكاسب آنية و إستراتيجية تخدم الحزب مستقبلا .. و هو أيضا من الأحزاب اليمنية الخطيرة و الماهرة و البارعة في استخدام فن الممكن في العمل السياسي خلافا عن كل الأحزاب في الساحة اليمنية لأنه لا يفرط بأية فرصة يمكن أن يستفيد منها كحزب أو كأعضاء في الحزب .

و السؤال الذي يطرح نفسه هل فعلا حزب الإصلاح عقد العزم في الدخول بزواج المتعة السياسية مع جماعة أنصار الله رغم حالة التباين بين الفريقين فكريا و ثقافيا و مذهبيا و منهجيا ؟ .. و هل يعقل أن يحقق جماعة أنصار الله هذه الرغبة لحزب الإصلاح في التقارب كما روج لها البعض مؤخرا ؟

شخصيا أعتقد أن حزب الإصلاح ممكن أن ينخرط في هكذا تقارب ليصل إلى أهداف قد رسمها سلفا .. لكن المؤكد أنه من المستحيل أن تضع جماعة أنصار الله يدها مع الإصلاح في هكذا تقارب لأنهم خبروا ألاعيب و حيل هذا الحزب و استغلاله لكل الفرص و المشاكل ليخرج الرابح الوحيد من بين الجميع ولأسباب عدة يعلمها الجميع .

حول الموقع

سام برس