بقلم/عبد الرحيم الفقية
بقلم/عبد الرحيم الفقية
يتخذ العداء الموجه للجمهورية الإيرانية الإسلامية من عدد من الدول الإسلامية أشكالاً شتى تبدأ من زاوية استرضى أعداء إيران وكسب ودهم ولا يتوقف عند الحقد على إيران لمجرد أنها إيران وإنها جمهورية إسلامية ولأن كنا هنا ابعد ما نكون عن الدفاع عن هذه الجمهورية الفتيه فإنها ونحن نعرف من هي أكثر بعداً عن كونها تخشى هؤلاء أو تتضرر من مواقفهم استناداً إلى حقيقة مفاداها ان هؤلاء صغار وأنهم مهما كبروا يظلوا في ميزان الصغار وهو ما يقود بالضرورة إلى استحضار قصة الفيل والنملة وما نشعر انه في حاجة للإشارة إليه هو اعتقادنا الجازم بأنه لا وجود لأسباب حقه في إعلان حالة العداء لإيران من قبل هذا الطرف أو ذلك مادام يشكل جزءً من الأمة الإسلامية وقسط من العرب ان مصلحة العرب بشكل خاص تكمن في إقامة أفضل العلاقات مع بلد إسلامي بحجم ومستوى الجمهورية الإسلامية وعلى مختلف المستويات وتلك حقيقة أشار إليها منذ سنوات الكثير من السياسيين والمفكرين ومنهم محمد حسنين هيكل والذي انتظر الإخوان في مصر سنوات طوال للرد عليه ومكافائته على هذا الطرح وهذا الرأي بإحراق مكتبة وثروته الفكرية التي تمثل ثروة قومية لمصر والحق انه لا يوجد لدي كصاحب رأي قناعات مسبقة بشان بعض خصوم إيران من الفصيل التركي أو السعودي فهؤلاء يعتقدون أنهم أصحاب مصلحه في الخلاف مع إيران وأنهم أصحاب حق في إعلان المواجهة مع الطرف الإيراني ولومن وراء حجاب أو من تحت الطاولات ولكن ما يثير السخرية أن يتبنى آخرين مواقف عدائيه
لمجرد أنهم يرغبون ان يكونوا أرقاما في المعادلات الحسابية وان يخرجوا من القمقم النفطي إلى سطح الطاولة السياسية حيث يراهم الآخرون فانقره مثلاً حين تتخذ موقعاً لها في الضفة الأخرى من النهر بموازاة طهران فإنما تتحرك بدافع المقلد وليس المجتهد أو بلغه السياسة تتحرك بالوكالة عن اطراف أخرى لها تأثير كبير عليها وتجد في نصائحها خدمة للرجل المريض الباحث بعد العافية انقره مثلاً لا تجد في نصيحة إسرائيلية موادها اسبقوا الاخرين واقطعوا الطريق على إيران الطامحة في ريادة العالم الإسلامي في اية مشكله بل تجدها عين الصواب لان الشطر الأخر من النصيحة جاء من واشنطن وهو ( انتم أصحاب حضارة إسلاميه وأهل خلافه وحكم إسلامي ) وعليكم قيادة العالم الإسلامي الذي استيقظ على إيقاعات الروك الأمريكي الصاخب في إشارة إلى الموقف الأمريكي الذي ساعد على إيصال بعض القوى الإسلامية من الأخوان وأولاد العم إلى سدة الحكم في أكثر من قطر عربي ومهد لدخول عالم جديد قوامه الخلافة الإسلامية المرتقبة تحت رعاية تركية ومباركه أمريكية ورضى إسرائيلي وذلك هو المطلوب وهو الناتج الصحيح من قائمة تعرضه لتركيا كما السعودية كما غيرهما يريا في هذه التوليفة الدينية المزمع قيادتها للامه العربية تحجيماً للزحف الشيعي الموهوم وعزلاً كاملاً لإيران ذات الخطاب الشيعي ويجدا في ذلك العزاء والمكسب غير ان ذلك ليس بصحيح فالباعث الديني أو المذهبي سيطال أنقرة والرياض وسيجد الطرفين نفسيهما في حالة من الصراع والتنافس على قيادة العالم الإسلامي ورغبة كلاً منهما في الفوز مهما كانت النتائج
ان مصلحة الإسلام لمن ينشده هي واحديه الأمة وإبعادها عن مواطن الصراع وبؤر الأزمات وتجاوز كل الحدود الضيقة فثمة عدو يتربص بالجميع ويرى في كل من الإمام على بن أبي طالب أو عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما عدواً.واحدا وهوية واحده ينبغي استئصال كما له علاقة بهما وبالهوية الشاملة وغير المجزأة ان الذين ينشدون الخلاف مع طهران ليسوا في الواقع سوى هواه سياسيين وأتباع غير محترفين لقوى محترفه يهمها إسقاط الجميع وطرح الكل أرضاً فمتى نعي حقائق التاريخ ثلة من عرب لم يعد الإسلام بالنسبة لهم سوى ورقه سياسية اما جانبها العقائدي فمكانه زوايا المساجد وليس القصور الحاكمة والاهم من هذا هو إدراك حقيقة فادحه وتلك ان الثورة والثورة الساخطة التي مولها هؤلاء العرب غيرهم هي تزحف نحوهم بهدوء وتشق طريقها إلى قصورهم في حالة من النشوة والشبق الناجم عن إيقاعات الروك اندروك الأمريكي والطريقة المثلى لإيقاف هذه الرقصة المشئومة تكمن في القرب الأكيد والمسئول من الأخوة في العقيدة والمصير الواحد

حول الموقع

سام برس