بقلم / احمد الشاوش
تثار العديد من التساؤلات في الشارع اليمني ، حول مسؤوليات حكومة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ، وحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر منذ تاريخ التعيين وحتى كتابة هذه الحروف ، لاسيما بعد ان عانى الشعب اليمني الويلات جراء الصراع السياسي على السلطة ، بين الشرعية المدعومة من التحالف وحكومة الامر الواقع بصنعاء اللذان أصرا على مصادرة رواتب الموظفين والصرف للمحسوبين واستنزاف مدخرات الشعب اليمني وبيع مايملكون من السيارات والمجوهرات الخاصة بعوائلهم واثاث وتلفزيونات وابواب منازلهم في أسواق الحراج للبقاء على قيد الحياة ، كما تحول السواد الأعظم من اليمنيين في ظل حكومتي الاخوة الأعداء الى قارعة الطريق ، وامام مخازن وهناجر الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية .

وبينما صمد بعض الأطباء والمهندسين والعمال في وجه الازمات العاصفة من خلال الحصول على قوت يومه ، سقط الملايين ضحايا للجوع والعطش والمرض والابتزاز والاستغلال ، والسجن على ذمة ديون وايجارات في حين فضل آخرين الهروب والانتحار أو اغلاق منازلهم والموت جوعا ، بدلاً من الذل والاهانة والسؤال وتكفف الناس في ظل وجود الحكومات الديكورية والخطابات الاستهلاكية والحروب العبثية والرهانات الخاسرة.

ورغم ان المواطن اليمني أمل خيراً بالمجلس السياسي وحكومة بن حبتور في صنعاء وضواحيها وكذلك الرئاسة وحكومة بن دغر في عدن وأخواتها ، إلا ان الواقع يؤكد ان الجميع" تبرأوا" من المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية والوطنية والدينية وتركوا اليمنيون فرائس لتوحش التجار والسياسيين وضحايا لأمراء الحروب والازمات.

والاغرب من ذلك ان تتحول حكومتي بن حبتور وبن دغر الى محصلي ضراب وإيرادات ، الأول تحت ايقاعات العدوان والثاني تحت سيمفونية الشرعية ، في حين تظل مسؤولياتهم عن السلطات والوزراء والامن الغذائي والاقتصادي ومعيشة المواطن والرقابة على الأسعار ووقف جشع التجار آخر الاهتمامات ، وأحياناً يُخيل الى المشاهد للفضائيات والصحف واللقاءات والمؤتمرات والورشات والزيارات ان الشخصيتين أشبه بإدارة " مراسم" أو مدراء علاقات عامة بينما يمارس التجار أبشع انواع الابتزاز ضد المواطن المغلوب على امره.

ويستغرب الشارع اليمني الصمت الحكومي المخجل في حكومتي صنعاء وعدن الذي حول حياة اليمنيين الى جحيم نتيجة للسياسات الفاشلة التي حولت مؤسسات الدولة الى مجرد ديكور للاستهلاك الداخلي والتسويق الخارجي ما أدى الى الانهيار الاقتصادي المرعب وارتفاع الدولار المخيف وزيادة اسعار المواد الغذائية والتموينية على مدار الساعة ، ناهيك عن أزمات الديزل والبترول والغاز وانعدام الخدمات وتصدع النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية الذي خلف أكثر من 20مليون يمني تحت خط الفقر والجوع والعطش والمرض.

كما لايدري المواطن ماهي الإنجازات التاريخية التي تحققت في عصر حكومتي بن حبتور وبن دغر ، وماهي المعالجات الاقتصادية والأرقام والمنجزات الملموسة بعد ان دخلت شركة النفط اليمنية العناية المركزة وتحولت المستشفيات الحكومية الى خاصة الزمت المريض بدفع قيمة الابرة والقطن والمضادات والعلاجات والتعقيم ، في حين عجزت مؤسسة الكهرباء عن تشغيل محطتي ذهبان وحزيز وأصبحت تقدم خدماتها لتجار شارع جمال وهائل ونقم بأربعة ماطورات بينما يتداول الشارع ان مواطن " نافذ" يملك عشرات الماطورات التجارية وآلاف المستهلكين ، وتستحضر وزارة الصناعة والتجارة بأجهزتها الرقابية وتتجرد وزارة الخدمة المدنية من إقرار التسويات والعلاوات وأوضاع الموظفين ، وكذلك حال وزارة المالية والنقل والزارعة والثروة السمكية والاعلام والثقافة وتصير النيابات والمحاكم حُبلى بآلاف لقضايا المتراكمة.

ومازال اليمنيون في الشارع والمقايل والمجالس يتحدثون عن التقصير بلاحدود وعدم الوفاء بالمسؤوليات القانونية والحديث عن الانضباط الوظيفي وزيارة مؤسسة النقل البري بصنعاء التي تم تشليح أسطولها البري من زمان والتحق سائقيها بمؤسسات النقل الجماعي الخاصة وتسريح معظم موظفيها كبقية موظفي الدولة ، ومن المثير للسخرية ان عدد من المدراء الكبار تلقوا اتصالات بالحضور اول يوم دوام عقب إجازة عيد الأضحى لتغطية زيارة رئيس الوزراء !!؟ دون ان يعي الجميع ويدرك ان الدوام الرسمي ملزم والوظيفة تكليف والعمل مقدس والمرتب حق ، وان ملئ الفراغ والتصور مع رئيس الحكومة لن يقدم أو يؤخر.

ورغم تلك المنغصات مازلنا نامل بإرادة حرة ومصداقية ودولة المؤسسات وإيقاف الحرب العبثية والعدوان الجامح والحصار الخانق والتسوية السياسية والسلام العادل واحترام إنسانية الانسان، ونطمح الى حكومة في صنعاء تمارس اختصاصاتها بعيداً عن ريموت المشرف، وحكومة في عدن بعيداً عن تلفونات الرياض وابوظبي وثالثة في مأرب تكون لكل اليمنيين ، لكن مع الأسف الشديد نرى ان العامل المشترك هو الصمت المريب والفساد الكبير والمصالح المشتركة ، بينما فضل بن حبتور وبن دغر المشي عرض الحائط ، ومع ذلك لا ننكر بعض الجهود الموفقة ولكننا ننتقد بعد ان تحولت الحكومتين الى أضعف من خيوط العنكبوت وصار المواطن اليمني يُقدم " قربان" لمراكز النفوذ الخفية من تجار الدولار والبترول والديزل والغاز والصرافين والأدوية والمواد الغذائية والتموينية والأراضي والمحطات والفلل.

وبعد هذا الفشل الكبير وذبح المواطن بنار ااااالاسعار وتفرج حكومتي صنعاء وعدن على المشهد المأساوي وجحيم المتنفذين هل يقدم بن حبتور استقالته لإنقاذ سمعته وتاريخه ، وهل يعملها بن دغر ، أم ان شبق السلطة ومغرياتها نزعت من أهل العقول عقولهم .

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس