سام برس
القدس –

قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس لدى استقباله وفدا من شخصيات ووجهاء مدن وقرى الجليل بأننا يجب ان نواجه ظاهرة العنف المستشرية في مجتمعنا الفلسطيني بكل حكمة ومسؤولية ودراية .

لقد شهدنا في الآونة الأخيرة سلسلة جرائم قتل مروعة أدت الى قتل عدد من الأشخاص الأبرياء.

من الذي اعطى الحق للقاتل لكي يكون قاتلا وللمجرم لكي يكون مجرما من الذي خول القاتل لكي ينهي حياة أي انسان بهذه الطريقة الهمجية الدموية المروعة .

لقد آلمنا واحزننا كثيرا ما شاهدناه وعايشناه مؤخرا اذ ان جرائم القتل ترتكب هنا وهناك وبأساليب مروعة لا يمكن ان يقبلها وان يحللها أي انسان عنده اخلاق وعنده ضمير .

ان هذا القاتل الذي يحمل سلاحا او سكينا وينهي حياة انسان اخر ألم يفكر ولو لدقيقة بأن وراء هذا الشخص عائلة وأطفال ، ألم يفكر بالاحزان وبالالام التي سيدخلها الى منزل المغدور.

لماذا يتحول بعض البشر الى وحوش قاتلة دون أي وازع انساني او أخلاقي ومن الذي يتحمل مسؤولية هذا الانهيار وهذا الانحدار الذي نعيشه في هذه الأيام ، ولماذا هذه الثقافة الدموية وثقافة الانتقام والقتل ولأتفه الأسباب .

نقول لشبابنا ضعوا اسلحتكم وسكاكينكم جانبا فالانسان لم يخلق لكي يكون أداة موت بل ليكون أداة حياة .

لا تكونوا قتلة ومجرمين بل كونوا دعاة خير ومحبة وسلام في مجتمعنا الذي يعاني من هذه الجرائم التي تضر بثقافة السلم الأهلي وبالعلاقات الاجتماعية بين الناس .

اننا ندين كافة جرائم القتل سواء كانت بحق النساء او الرجال او الكبار او الصغار فكل هؤلاء هم بشر خلقهم الله والله الذي اعطانا الحياة هو الذي يقرر متى يأخذها منا ولا يحق لاحد ان يُنصب نفسه إلها وان يقتل وينهي حياة أي انسان على وجه هذه البسيطة لان في هذا تعد على الإرادة الإلهية وتعد على القيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة .

من رحاب مدينة القدس نحملكم رسالة التضامن والتعازي والمحبة لاسر الضحايا المكلومين والمحزونين على ابناءهم وفلذات اكبادهم ومن مدينة القدس نقول لكم بأن هذه الجرائم المرتكبة لا يوجد هنالك ما يبررها ومن يحللها ، ومن يبرر أية جريمة قتل انما هو شريك في الجريمة المرتكبة .

القاتل ليس فقط من يحمل سكينا ومن يحمل سلاحا ويقتل ، فالقاتل أيضا هو الذي يبرر هذه الأفعال لا بل نعتقد أيضا بأن شريحة الصامتين على هذه الجرائم هي شريكة فيها اذ لا يجوز الصمت على هذه الجرائم المروعة التي ترتكب بحق الأبرياء ، لم يعد كافيا اصدار بيانات شجب واستنكار مع كل جريمة تحصل بانتظار جريمة أخرى ، لم يعد كافيا التغني بالخطابات التي مهما كانت جميلة ومعبرة الا انها لن تحل الازمة التي نمر بها والتي يبدو انها ازمة عميقة تحتاج الى حلول استراتيجية ترقى الى مستوى ما ألم بمجتمعنا من جرائم قتل مروعة .

ان رجال الدين يجب ان يقوموا بدورهم المأمول واطلاق المبادرات الفاعلة التوجيهية والتربوية والتعليمية الهادفة الى مكافحة هذه الافة كما ان المؤسسات التعليمية بكافة مستوياتها ورجال الإصلاح والشخصيات السياسية والوطنية والاعتبارية يجب ان يقوموا معا وسويا باطلاق مبادرات خلاقة لمعالجة ظاهرة العنف القاتل الذي بدأ يتغلغل في مجتمعنا بطريقة غير مسبوقة لا تبشر بالخير .

نعلن معكم ومع كل الشرفاء من أبناء شعبنا بأننا نرفض وندين ونستنكر هذه الجرائم ونعبر عن تضامننا وتعاطفنا مع اسر الضحايا مثمنين أي جهد يبذل في معالجة هذه الافة الخطيرة .

تدارس سيادة المطران مع الوفد في ظاهرة العنف المستشري في الداخل الفلسطيني كما وقدم سيادته بعض الاقتراحات العملية

حول الموقع

سام برس