سام برس
استقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الخميس من منصبه متصدراً الأصوات المعترضة في الداخل وكذلك في الخارج على قرار الرئيس دونالد ترامب سحب كل القوات من سوريا وقسم كبير من الجنود من أفغانستان.

من جانبه دافع ترامب بقوة عن قراره المفاجئ متعهداً بأن الولايات المتحدة لن تكون بعد الآن "شرطي الشرق الأوسط" وأن الألفي جندي المتمركزين في سوريا لم يعد لديهم ما يفعلونه بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

ولم يسعَ الجنرال المتقاعد إلى إخفاء خلافه مع ترامب علماً أنه سعى دوماً بمواقفه المعتدلة إلى التخفيف من وطء مواقف الرئيس الارتجالية.

وفي رسالة بعث بها الى ترامب قال العسكري المتمرس إن نظرته الى العالم التي تميل الى التحالفات التقليدية والتصدي ل"الجهات الخبيثة" تتعارض مع وجهات نظر الرئيس. وأضاف "لأنه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك حول هذه القضايا وغيرها، أعتقد أنه من الصواب بالنسبة لي أن أتنحى عن منصبي".

وأثنى ماتيس على التحالف الدولي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وعلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي أنشئ قبل نحو سبعين عاماً بين أميركا الشمالية وأوروبا ولطالما شكك ترامب بجدواه نظراً للكلفة العالية التي تتحملها بلاده.

وكتب ماتيس "إن وجهات نظري حول معاملة الحلفاء باحترام، وأيضاً أن نكون واضحين بشأن الجهات الفاعلة الخبيثة والمنافسين الإستراتيجيين، تأسست بناء على معلومات تمتد على مدى أكثر من أربعة عقود من العمل من كثب على هذه القضايا".

بعد يوم من الإعلان المفاجئ عن سحب القوات من سوريا، صرح مسؤول أميركي لفرانس برس أن ترامب قرر أيضا "سحب عدد كبير" من الجنود المنتشرين في أفغانستان في إطار عملية أميركية أكبر بكثير.

ويقاتل نحو 14 ألف جندي حركة طالبان في أفغانستان في إطار أطول حرب على الإطلاق أطلقتها الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن أكثر من نصف هؤلاء سيعودون.

أحاط ترامب نفسه بعسكريين سابقين وكان يعبر في تصريحاته العامة عن احترام كبير غير معتاد تجاه ماتيس البالغ من العمر 68 عاماً والذي اختلف مع الرئيس وراء الكواليس حول قضايا عدة بدءاً من روسيا إلى إيران وحتى قبول الجنود المتحولين جنسياً.

وألمح الرئيس إلى احتمال رحيل ماتيس منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقال حينها لمحطة "سي بي اس"، "ربما (يغادر منصبه) أعتقد أنه أقرب إلى أن يكون ديموقراطياً، إذا أردت الحقيقة ... قد يترك. أعني، في وقت ما، الكل يترك".

لكن على تويتر الخميس، لم يكف ترامب عن كيل المديح لوزير دفاعه الذي سيترك منصبه فعلياً في نهاية شباط/فبراير، فنسب إليه الفضل في تسجيل "تقدم هائل".

المصدر: فرانس 24

حول الموقع

سام برس