بقلم/ محمد العزيزي
أهداني الزميل العزيز يوسف محمد عبادي النسخة الجديدة للجزء الثالث " من مذكراتي .. العمل في المناطق الوسطى " للراوي و المؤرخ العسكري اللواء علي محمد صلاح .. حيث قد صدر لهذه الشخصية الوطنية الجزء الأول و الثاني في وقت سابق رصد خلالها العديد من الأحداث و المواقف السياسية منذ انطلاق الثورة اليمنية الأم و حتى العمل في المناطق الوسطى و ما دار فيها من محطات و أحداث و مواجهات خلال تلك الحقبة من الزمن .

أكتب اليوم عن اللواء صلاح و هو مجرد تماما من المناصب القيادية في الدولة حتى لا يظن البعض أننا نداهن هذا الرجل أو نبحث من وراء هذه الكتابة مصلحة أو منصب ما .. و لكن ما أريد أن أقوله أن اللواء صلاح ليس شخصا عاديا كما يعتقد البعض بل هو شخصية عسكرية و قيادية و اجتماعية لها ثقلها ووزنها من العيار الثقيل و يحظى بحب و احترام كل الشخصيات الوطنية و السياسية و الاجتماعية و العسكرية و المشائخ و القبائل اليمنية قاطبة.

من منا لا يعرف ذلك الضابط الذي يقود العروض العسكرية في المناسبات و الأعياد الوطنية و يقود تلك الكتائب العسكرية بكل انظباطية و شموخ و ثبات . علي محمد صلاح ذلك الرجل المتواضع الذي يعرفه كل شباب ثورة 26 سبتمبر و ما عقبهم من طلائع الشباب على مدى خمسون عاما

نعم هو اللواء صلاح الذي تقلد ما يزيد عن ثلاثون منصبا قياديا في السلك العسكري منذ عام 1964 م و حتى عام 2013 م حين تم تعينه مستشارا للقائد الأعلى للقوات المسلحة .. ليس هذا و حسب بل إن هذا الرجل يعد من أهم القادة العسكريين في المراحل التاريخية لليمن على مدى الحقبة الزمنية الماضية و لما يحمله من فكر ثقافي و معرفي و سياسي لا يملكه أي شخص آخر . عاصر اللواء صلاح كل الرؤساء الذي تقلدوا حكم اليمن شمالا و جنوبا و شهد العديد من المحطات التاريخية و الساخنة و كان شاهدا على بعض الأحداث السياسية و العسكرية العصيبة التي مرة على البلاد و الشعب اليمني .

كل من التقيت بهم و كان اللواء صلاح محل حديثنا يثنون عليه لدماثة أخلاقه و حسن تعامله مع الجميع فهو لا يرد أحدا طلب أو أرد منه خدمة ما و مناصرا لكل من طلب منه رفع مظلوميته .. يقولون عنه انه رجل وطني مخلص محب لكل الناس و قومي عروبي من الطراز الأول و من لا يعرف فهو ناصري الهواء و خريج المدرسة القومية الناصرية. بصراحة الجميع يصف اللواء صلاح بصفات إعلاء و تمجيد و ثناء و هي صفات لا تطلق إلا على الرجل العظيم اليمني الأصيل و أنه الرجل الذي تعرفه كل ذرات و رمال و جبال و تباب و مرتفعات و سهول ووديان اليمن و كل قبائل و مواطني المديريات و القرى اليمنية. من تابع الأجزاء الثالثة من الكتب الصادرة عن اللواء صلاح و التي أشاد بها كثيرون لما فيها من المصداقية و السرد التاريخي للأحداث للفترة التي عاصرها و شهد أحداثها ووثق جميعها بالصورة و الوثائق المستندية تؤكد بان الرجل يمتلك إرشيف و معلومات لا تعد و لا تحصى عن تاريخ اليمن ليس العسكري منها و حسب بل و حتى التاريخ السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي. تخيلوا معي و أنا أقرأ الجزء الثالث من مذكرات اللواء صلاح فلا يوجد موقع و لا منطقة زارها في ربوع اليمن الحبيب إلا و هي موثقة بالصورة و المكان و الحدث الذي ذهب لأجله و الأشخاص الذين كانوا يرافقونه حين ذاك و هذا الحس و التوثيق و الأرشيف يشير إلى أن الرجل يملك فكر حضاري و دراية مسبقة بأهمية تلك الأحداث و الرصد و التوثيق لكل صغيرة و كبيرة ..

أنه بحق و حقيقة ذاكرة و إرشيف و تاريخ الجيش اليمني و له منا كل التحية.

حول الموقع

سام برس