سام برس
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط ، استعداد صنعاء لأي سيناريو تصعيدي في حالة غياب العقل وفشل المحادثات وعدم المضي نحو السلام ، ترجمة لاتفاقات السويد ، وأشار الى ان المرتزقة ليسوا أصحاب قرار وبلامستقبل.

كما أتهم المشاط بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية بعدم الجديدة في عملية السلام ، وقال أن الرغبة الأميركية والبريطانية في السلام لم تنضج بعد، وإن تظاهرتا بعكس ذلك ، مبدياً في الوقت نفسه الانفتاح على أي حلول صادقة أو مبادرات جادة.

جاء ذلك في حوار خاص أجرته معه "الأخبار" بمناسبة مرور أربعة أعوام على اندلاع العدوان

واعرب مهدي المشاط عن افتخاره بالحراك الشعبي الذي يتنامى يوماً تلو آخر جنوب اليمن، ويتمدد على نحو كبير ومتسارع في كافة مناطقنا المحتلة.

وأرجع المشاط تعثر محادثات السلام في الحديدة وفقاً لاتفاقات استوكهولم الى عدم تضافرالجهو، للعديد من الاسباب من بينها، منها ما هو ملموس ويتصل بتعنت الطرف الآخر وتمسكه بقضايا خارج هذا الاتفاق، ومنها ما هو عائد إلى كون الطرف الآخر ليس طرفاً واحداً، بل هو تجمع أو خليط متعدد الألوان والجنسيات، ومتعدد الرؤوس والتوجهات والحسابات، كما هو معروفز

وأضاف المشاط ، أن من يُدفَع بهم إلى الطاولة من بين كل هذا الخليط هم من يسميهم الشعب اليمني "المرتزقة"، وهؤلاء عبارة عن طرف مسلوب القرار، وبلا قضية، ولا يستطيعون الدخول في التزامات حقيقية، ولعلهم أيضاً يشعرون بأنهم أصبحوا بلا مستقبل بعد كل هذه الدماء وكل هذا الدمار والمعاناة اليمنية عموماً، باعتبارهم من صفّقوا لإنتاجها ومفاقمتها، وبالتالي تصبح مصلحتهم في استمرار الحرب وليس في تحقيق السلام.

وأيضاً، قد تندرج ضمن الأسباب طبيعة الواقع وتعقيداته التي هي اليوم فوق قدرة الحلول الجزئية، وتستدعي التعامل معها على قاعدة الحل السياسي الشامل، وهو ما ندعو إليه باستمرار. كذلك، ما أشرت إليه في سؤالك بخصوص الإمارات والسعودية هو الآخر يندرج ضمن الأسباب. وبصرف النظر عن وجود تباين بينهما أو لا، إلا أن الإمارات ــ بلا شك ــ ترى أن من مصلحتها إبقاء السعودية في حالة استنزاف مستدام، وهذا شيء معروف.

لكن رغم كل ما أشرنا إليه من أسباب، إلا أنها لا تختزل كل الأسباب وراء كل هذا التعثر، فهناك أسباب كامنة وغير مرئية لكثير من منفذي العدوان على اليمن، وتتمثل في أن الرغبة الأميركية والبريطانية في السلام لم تنضج بعد، وإن تظاهرتا بعكس ذلك، وهذا هو السبب الجوهري من وجهة نظري..

ويعتقد رئيس المجلس السياسي الاعلى ، انه قد يكون من مستلزمات التهيئة الأميركية ـــ البريطانية لإعادة تقسيم المنطقة وتقاسمها ـــ والسعودية تحديداً ـــ ألّا تقف الحرب في الوقت الحالي، وهو ما يفسر الخروقات المستمرة، التي تجاوزت ـــ منذ تاريخ إعلان سريان وقف إطلاق النار ـــ عشرة آلاف خرق جسيم، وصلت إلى حدّ معاودة القصف الجوي أكثر من مرة في الحديدة، بينها 19 غارة في ليلة واحدة فقط.

و حول دور بريطانيا في تعثر تنفيذ اتفاق استوكهولم اضاف المشاط، بريطانيا إحدى دول تحالف العدوان، وهي عضو مؤثر في التحالف، ومنذ فترة بدأت تشارك الكثير من الجهات الدولية دعواتها للسلام، وقد كنا سنعتبر هذا الموقف إيجابياً، لكن أخيراً ظهرت مؤشرات عديدة لا تدعم هذا الظن الحسن، بل ظهرت تصريحات على لسان كبار مسؤوليها تؤكد أن بريطانيا ليست داعمة لتنفيذ اتفاق استوكهولم، ويبدو أنها تسعى إما لفرض تعديلات على هذا الاتفاق، وهذا أمر غير مقبول، وإلا فهي كما يبدو ستسعى لاستئناف الحرب في الحديدة. وهي بهذه المواقف الأخيرة أثارت على نفسها أعلى درجات السخط في أوساط الشعب اليمني، الذي لن يتردد في تحميلها مسؤولية إفشال الاتفاق، وعليها بالفعل أن تتحمل مسؤولية مفاقمة المعاناة الإنسانية في اليمن، وأيضاً مسؤولية ما يستدعيه ذلك من ردود فعل واستعمال حق الدفاع، فالشعب اليمني لن يسكت طبعاً، ولن يتوانى في الاقتصاص لنفسه، وهذا بالتأكيد لن يكون في مصلحة بريطانيا، ولا في مصلحة أي طرف من الأطراف، وفقط السلام وحده يمكن أن يخدم الجميع ومصالح الجميع.

وقال المشاط حول الخيارات المتاحةامامه في حال فشل اتفاق السويد، نحن نتمنى أن ننجح والأطراف الأخرى في تحقيق السلام، لأن هذا ما تحتاجه المنطقة وليس اليمن، ولكن إذا صمّموا على إغلاق كل نوافذ السلام، فإنني أسمح لنفسي بالقول بكل صدق ـ إن أقسى الخيارات وأكثرها إيلاماً وإرباكاً وزعزعةً لم نستعملها إلى حدّ الآن، وهذا راجع إلى حرصنا على تغليب صوت العقل، وصون ما بقي من فرص السلام. وأعتقد أن أطراف العدوان تدرك هذه الحقيقة، لأنها إذا كانت لا تدركها فسيكون ذلك دليلاً على أن فقرها وافتقارها إلى الحكمة والصواب قد وصل إلى مستويات مخيفة. سأذكّرهم هنا بقول الشاعر العربي: «لو لم يكن حق الدفاع مقدساً… ما كان للحمل الوديع قرون»، وأقول لهم سنستعمل حقنا في الدفاع حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ولن أزيد على ذلك.

يذكر ان المقابلة كاملاً ستنشر غداً الثلاثاء حسب ماتناولته وسائلا اعلامية .

حول الموقع

سام برس