بقلم/ محمد العزيزي
غابت بنورها و إشراقها و دفئ حنانها و مشاعرها مثل الشمس .. و اختفت كالنجم الذي يهدي السائرين في غسق الليلة الظلماء .. رحلت و رحل معها وطن أحلامي و فرحي و أمنياتي .

أيتها الحسناء المطهرية يا أمي لم أكتب كلمة رثاء طول ثلاثة سنوات على فراقك لأني أثق تماما أنك لم تفارقيني .. فأنت في وجداني و في خيالي لم تغيبي عن فكري و أفكاري و خلال عملي لحظة واحدة .. تخالليني دائما في سكوني و ترحالي .. حتى في منامي و في أحلامي .. تزورني .

قالت لي قبل رحيلها بيوم واحد كان يوم الخميس و هي تحتض جسدي بين يديها و صدرها " إبني يا أغلى و أحب أبنائي إلى قلبي لا تعتب و لا تكرب نفسك لم تقصر معي دوما و دائما و أنا أعلم بظروفك فلا تحزن " .. و قالت " لا تخف فالموت قد أقترب مني و هو زائر للجميع و سنة الحياة .. يكفيني أني استقبل ملك الموت و أنتم حوالي " ..

هكذا هي الأم بحنانها و خوفها على أولادها و حتى في تبسيط معاناتها و هي تواجه الموت ..

و في اليوم التالي من حديثها لي نظرت نحوي و لم تتكلم فعرفت أنها نظرت الموت و الوداع.
تأتي علينا بعد أيام ذكرى وفاة أغلى البشر علي و على قلبي و أخواني و أخواتي ففي تمام الساعة الحادية عشرة من يوم الجمعة 27/ شعبان 1438 هجرية الموافق 3/ 6 / 2017 م غادرت أمي دنياتنا ورحل معها إحساسي بالفرح.

رحلت وتركت ألماً يسكن عقلي و جسدي و لم يعد شيء يفرحني بعدها، وكأنني كنت أفرح لأجلها .. رحلت وتركت قلباً مليئاً بالأحزان وسيظل لساني يهتف بالدعاء لك .

أمي الغالية يا أجمل وطن سكنته و احتظنته و ترعرعت في كنفه و عشت أجمل عمري و أيام حياتي و أنت تتابعين بحنانك و عطفك كل خطوات حياتنا .. أمي أيها الوطن الدافئ لقد كان وجودك يلملم شتاتنا و غربتنا و تزيح كلماتك عنا كل الكرب و المعاناة و تدفع ابتهالاتك و دعائك عنا كل المحن و المشاكل ..

أما اليوم و بعد غيابك أمي عنا لثلاثة أعوام متتالية فإننا نعيش مر العيش في وطني الأكبر اليمن .

لقد كنت أمي مصدر سعادتي وتفاؤلي وأملي في هذه الحياة فبوجودك تحلو الحياة في عيوننا و كل من حولنا .. أمي أفتقدتك و أشتاق لأسمع ضحكاتك و لكلامك و حوارك و نصائحك و لغضبك و هدوئك .. اشتقت لدعواتك لمناقشاتك لمعاتباتك .. اشتقت لك أمي.

أمي سامحيني إذا قصرت في حقك .. أمي يا فقيدة قلبي كم أتمنى لو أنا من رحلت بدلاً عنك .. أمي لن أنساكي يا روح الحياة، فالحياة ليس لها معنى بدونك لن أنساكي .. أمي لو تعلمي كيف تركتِ ِ ابنك في هذه الدنيا و ماذا فعلت بنا الأيام بعد رحيلك يا أمي

تمر الأيام والأسابيع والأشهر والسنين لن أنساك وسيظل في قلبي ذكراك باقية في قلبي وعقلي ودعائي إلى أن يحتضن جسدي الثرى بجوارك .
أمي قد رحلت وبالقلب وجع و كرب و ضيق لا يعلمه إلّا الله فبحق اسمك الرحيم يا الله أن ترحم أمي الغالية بقدر ما أشتاق إليها وأحتاج لها .. ربي اجعل مقامها في الفردوس الأعلى .

لم و لن أقول وداعا يا أغلى شيء عرفته في حياتي بل سأقول إلى اللقاء عند رب اللقاء . .
و أخيرا أقول رحمة الله تغشاكي و أسئل الله لك العفو و العافية و الجنة العالية برفقة الرسل و الأنبياء و الصالحين أنه عزيز مجيب .. و إلى اللقاء يا أجمل وطن .. يا أمي .

حول الموقع

سام برس