بقلم/ ماجد عبدالكريم غيلان
تعود ذاكرة الاهالي في وصاب هذه الايام الى ماجرى من مأساة في بداية سبعينيات القرن الماضي حيث اجتاحت الكوليرا المنطقة وحصدت ارواح المئات من المواطنين في ظل عدم وجود التشخيص انذاك وعدم توفر الدواء اللازم في تلك الايام.
ومع اختلاف الزمان وتشابه المكان يغزوا هذا الوباء مجددا المنطقة بصورة مفزعة وانتشار مخيف في معظم مناطق مديريتي وصاب العالي والسافل، وعلى مدى الاسابيع القليلة الماضية وحتى اليوم اصيب المئات من المواطنين وتوفي العشرات منهم ولاتزال حالات الاصابة بهذا الوباء القاتل في تزايد مستمر امام غياب حلول حقيقة لمواجهة هذا الوباء.
واذ نسلط الضوء في هذا التقرير على مديرية وصاب العالي فإنه يجدر التنويه الى ان المديريتين تعانيان من نفس المشكلة في انتشار الكوليرا وتردي الخدمات الصحية وخدمات الصرف الصحي فيهما.
ومع تفشي هذا الوباء وتزايد حالات الاصابات وشحة الادوية في المرافق والوحدات الصحية في معظم مناطق المديرية، اخذ بعض الناشطين من ابناء المنطقة على عاتقهم مهمة التوعيه اللازمة للحد من تفشي هذا المرض وتثقيف الناس بكيفية التعامل مع الحالات المصابة، والقيام بالمتابعة والرصد والابلاغ بهدف ايصال صوت المتضررين من هذا الوباء الفتاك الى الجهات المعنية والمنظمات ذات العلاقة، حيث يفيد المواطنين وبعض المختصين من ابناء المديرية ان المرافق الصحية تفتقر الى الادوية اللازمة لمعالجة الحالات المصابة ولا يلبي مالديها ابسط الاحتياجات الاساسيه لاسعاف المصابين ومعالجتهم.
كما يفيد المختصين انه لايوجد في المديرية سوى مركز واحد معتمد كمركز عزل في منطقة الدن مركز المديرية الذي يبعد كثيراً عن معظم مناطق المديرية مترامية الاطراف ومع صعوبة تظاريس المنطقة ووعورة الطرق وقلة امكانيات المواطنين لنقل الحالات المصابة اليه، تظل الحاجة ماسة وظرورية لتزويد المراكز والوحدات الصحية الاخرى بالادوية والمستلزمات الطبية اللازمة لمعالجة الحالات المتزايدة من الاصابة بهذا الوباء.
وفي ظل هكذا وضع مأساوي امام تفشي هذا الوباء الخبيث وقلة حيلة المواطن في ظل ازمة طاحنة وظروف بالغة الصعوبة يرفع المواطنين مناشداتهم العاجلة الى الجهات المعنية في وزارة الصحة ومكاتبها بالمحافظة والمديرية والى المنظمات الانسانية العاملة في هذا المجال بسرعة الاستجابة والتدخل لاضافة مراكز معالجة اخرى بجانب مركز العزل الوحيد الموجود في المديرية وتزويد المراكز الصحية الرئيسية في المخاليف والعزل بالادوية والمستلزمات الطبية العاجلة لمواجهة هذا الوباء الذي بات يهدد حياة الكثيرين من ابناء المنطقة.
