بقلم/ حسن الوريث
قالت لي العصفورة بأن أعضاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد تسلم كل منهم مؤخراً مبلغ أربعة ملايين ريال مقابل مرتباتهم للأشهر الماضية غير بدل الجلسات وبدل المواصلات والبدلات الأخرى وبأنهم كانوا يساومون على العمل حتى استلام المرتبات والبدلات وبالتأكيد أن هذا حق من حقوقهم فالعمل مقابل الراتب هو ابسط شيء ولكن هناك تساؤلات تفرض نفسها امامنا جميعاً سنضعها هنا بين ايديكم .

سيدي الوالي ..

هل يستحق كل عضو من أعضاء الهيئة هذا المبلغ الكبير مرتب وفي هذا الوضع الذي يعيش فيه الناس أوضاعاً صعبة وخاصة الموظفين المقطوعة رواتبهم منذ ثلاث سنوات ؟ وماهي الإنجازات التي حققتها الهيئة وأعضائها خلال الفترة من تعيينهم وحتى اليوم ؟ وهل هناك قضايا فساد ضبطتها الهيئة وقدمتها للنيابة والمحكمة ؟ وهل هناك فساد فعلي حالياً يستوجب إبقاء هذه الهيئة ؟ وهل نحن بحاجة إلى هذه الهيئة أم أنها استمرار لإرضاء المجتمع الدولي للحصول على قروض ومساعدات لم تعد موجودة اصلاً فلا المجتمع الدولي موجود ولا هذه المساعدات باقية وبالتالي فاستمرار الهيئة هو من باب العبث والانفاق للمال في غير محله ؟ فلم تكافح هذه الهيئة فاسداً واحداً وكل الملفات التي ربما قيل انها لديها مازالت في الأدراج منذ تشكيلها الأول وإلى تشكيلها الأخير وربما أنها تتناقض في عملها مع عمل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولجنة المناقصات والهيئة العليا للرقابة على المناقصات واللجنة الرقابية العليا والهيئة الشعبية الرقابية وكل الهيئات المعنية بمكافحة الفساد والتي اخذت كادراً إدارياً عرمرمياً ومستحقات بملايين الريالات لكن مفعولها على الأرض ليس له أثر .

سيدي الوالي ..

هل يمكن أن يبقى الوضع كما هو عليه وننفق الملايين على هيئات خاملة ونائمة ولا أثر لها ؟ أم أن هناك توجه لإعادة تنظيم هيئات مكافحة الفساد والتي تتناقض في مهامها وأعمالها وتكلف الدولة والخزينة ليس المرتبات فقط ولكن هروب الفاسدين بملفات الفساد التي تضيع بين كل تلك الأجهزة والهيئات يكلف المليارات ؟ .

لذا اقترح عليكم سيدي الوالي تحويل أعضاء هذه الهيئات إلى مكافحة الجراد التي أكلت الأخضر واليابس وذلك للاستفادة منهم في مكافحة الجراد بدلاً من بقائهم هكذا فوق مكاتبهم لا شغل ولا عمل سوى انتظار المرتبات الملايينية بينما الكثير من الناس يموتون جوعاً ويبحثون عما يسد رمقهم ويأكلون الجراد .

سيدي الوالي ..

سبق وأن طرحت عليكم أنا وابني وصديقي الصغير عبد الله في الحوار الذي نشر بعنوان " مكافحة الفساد مسرحية هزلية وكروت ملونة "بضرورة إنهاء هذه المسرحيات التي تكلفنا وبلادنا الكثير والكثير ونبدأ بتصحيح مفاهيم المجتمع عن الفساد بأنه شطارة وعن السرقة من أموال البلد بأنها حق

ونجعل وطننا وتنميته هدفنا جميعا فمكافحة الفساد تحتاج إلى نية صادقة أولا ورؤية حقيقية واستراتيجية شاملة تبدأ من تغيير ثقافة المجتمع وتغيير القوانين التي تشرعن للفساد وان لا تكون هذه العمليات والهيئات شكلية امام الناس ومسرحيات هزلية وبالتأكيد ان العملية لا تنتهي أبدا بل تستمر  وتستمر وتستمر اذا توفرت الرغبة الصادقة ..

وانا اتمنى ان تصل إليكم رسالتي انا وصديقي الصغير المحب لوطنه وتجد صداها وبما يحقق الرقي والتقدم والتطور للبلد خاصة في ظل هذه الأوضاع والظروف التي يتعرض فيها البلد لعدوان همجي وحصار جائر ومحاولات مستميتة من الأعداء لوأد مشروعه النهضوي في بناء الدولة اليمنية الحرة المستقلة النظيفة.

حول الموقع

سام برس