سام برس
احمد الشاوش

كشف مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ، أن بلاده تجري حوارا مع حركة أنصار الله " الحوثيين" لإنهاء الحرب في اليمن ، واكدت مصادر سياسية ان الامارات توصلت الى اتفاق مع حركة انصار الله الحوثيين بوقف الحرب ، وان السعودية وسطت بصورة عاجلة فريق ادارة الازمات بالامم المتحدة وارسلته الى صنعاء لانهاء الحرب في اليمن بعد المفاوضات الاماراتية مع الحوثيين ، وان الفريق تواصل مع قيادة الحوثيين وعاد ببعض النقاط الحساسة لعرضها على الرياض .

وقال شينكر خلال زيارته لقاعدة عسكرية في الخرج جنوب الرياض ، نحن الآن نركز على محاولة إنهاء الحرب في اليمن، نحن في اتصال وثيق بشركائنا في السعودية، ونحن أيضا نجري محادثات مع الحوثيين في محاولة لإيجاد حوار يفضي لحل مقبول بهدف إنهاء النزاع ، مشيراً الى الحفاظ على وحدة اليمن وثوابته ودعم المرجعيات الثلاث ودعم شرعية الرئيس هادي.

من جهته ، قال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي ، في حوار صحفي عبر الفضائيات ان انصار الله لايقبلون وساطة الشيطان الاكبر " امريكا" ، ولم يؤكد او ينفي وجود تفاهمات او تواصل مع الامريكيين ، واشار الى ان الامريكيين عندما شعروا بالانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية على الارض بدأوا يتحدثوا عن الحل السياسي ، وانه اذا ماكان هناك نيه للحوار سيتم النظر فيه.

وقال القيادي الاعلامي عبدالله صبري ، في تغريده له على " تويتر" اليوم الجمعة ، سبق وتفاوضت صنعاء مع واشنطن على أساس ان امريكا الطرف الرئيس في العدوان وبيدها وحدها قرار الحرب والسلم. حينها كان التفاوض مع وزير الخارجية الأمريكي، واليوم لا عيب في تكرار المحاولة مع ضرورة ان يكون السقف الوطني مرتفعا بما يتناسب والمتغيرات الاخيرة التي تصب كلها في صالح صنعاء.

وقال مصدر سياسي بالعاصمة صنعاء لـ سام برس" ، ان الامارات فتحت قنوات اتصال مع جماعة الحوثي ، ومحادثات غير مباشرة منذ فترة ، لاسيما بعد القوة الكبيرة والذراع الطويلة للطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي ضربت عدد من المطارات والمواقع النفطية والعسكرية في السعودية وتهديدات انصار الله بضرب " دبي ، ما دفع " القيادة الاماراتية الى خوض تفاهمات سرية مع الحوثيين ، تبدأ بالانسحاب التدريجي المشرف لحفظ ماء الوجه وسحب القوات الاماراتية والاسلحة الثقيلة على الاقل من شمال اليمن والخروج من التحالف السعودي مقابل امن واستقارار ميناء دبي ومدينة أبوظبي وترك السعودية وحيدة في جبهات القتال.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ، ان السعودية شعرت بنوايا الامارات في " الانسحاب" من اليمن والترتيبات السرية بين انصار الله والامارات ، وبادرة على الفور الى التوسط لدى الامريكيين ومنظمة الامم المتحدة ، بالايعاز الى فريق اممي من ادارة الازمات الدولية للحضور الى صنعاء قبل فترة ومقابلة عبدالملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط وآخرين للاتفاق على التوصل الى تفاهمات مع السعودية بالدخول في تسوية سياسية تضم القوى السياسية اليمنية .

ورجح المصدر ان تكون السعودية راعية للحوار اليمني - اليمني ، بجمع جميع الاطراف المؤثرة في المشهد اليمني على غرار المبادرة الخليجية بدءاً بالتوصل الى هدنه ووقف القصف الصاروخي اليمني وضربات الطيران المسير والمعارك ، ووقف السعودية القصف الجوي والبحري وفتح مطار صنعاء والالتزام بإعادة البناء والتعويضات.

وقال المصدر ان اجراء حوار سعودي يمني لحفظ ماء وجه الرياض ، يأتي بعد خمس سنوات من الفشل الكبير في حسم الحرب وصمود انصار الله وانهزام الشرعية ، والتخوف من شبح الانتقالي الجنوبي وفوضى الجنوب التي قد تهدد الدول المجاورة في السعودية وسلطنة عمان..

وأكد المصدر ، ان الحوثيين كانوا أكثر ذكاء من خصومهم في تعاملهم ، بعد ان جعلوا ملف " الامارات " محور خاص ، والملف "السعودي " قضية أخرى ، وأشار الى ان قيادة انصار الله طرحت عدد من النقاط لوفد ادارة الازمات الدولية الذي يطرح بعض مطالب الرياض ، من بينها ايقاف العدوان ، ورفع الحصار الاقتصادي وفتح مطار صنعاء والتعويضات واعادة البناء والدخول في علاقات ندية تحترم السيادة الوطنية.

وقال المصدر ان الخلاف بين السعودية والامارات كبير وان الهوة اكبر بسبب المصالح المختلفة بين الطرفين وان التحالف السعودي - الاماراتي أصبح أكثر هشاشة يوماً تلو آخر ، وان الفقاعات التي يصدرها محمد بن زايد وقرقاش والامير سلمان ومحمد بن سلمان واعلام الدولتين ليس إلا كلام استهلاكي لحفظ ماء وجه الطرفين وامتصاص الصدمة بعد الهزيمة وذوبات مئات المليارات وعدم الاستقرار الداخلي والتورط في تدمير اليمن وسفك دماء ابناءه ونظرة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والانسانية التي تنادي بإيقاف الحرب القذرة في اليمن وايقاف صفقات الاسلحة للدولتين.

حول الموقع

سام برس