بقلم/ احمد الشاوش
كثيرة هي الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعارك الطاحنة التي انهكت اليمنيين وغيرهم منذ آلاف السنين ، نتيجة للأطماع ومحاولة السيطرة على الثروات والمواقع الاستراتيجية ، ولذلك كان العرب أكثر شعوب الأرض خوضاً للمعارك وطمعاً في الغزوات وقطعاً للطرقات ونهباً للاموال والاستيلاء على القرى والمدن والاراضي والرجال والنساء واطفال الأمم التي يهاجمونها تارة تحت نزوة الثأر وأخرى مد النفوذ وثالثة بغرض السرقة والعبودية والاسترقاق تحت رماح تدوير الُرعب وصناعة الخوف.

ففي الجانب السياسي تُهيج القبائل والشعوب والدول نحو تسعير الحروب واشعال وقود المعارك وخوض القتال ، وقتل الرجال والشباب وسفك الدماء وسبي النساء وبيع الأطفال وتدمير المنازل وتحويل القرى والمدن الى اطلال من أجل الوصول الى السلطة والتسلط.

وفي الجانب الاجتماعي ، يتم شحن المجتمع الذكوري بالكراهية والحقد والفجور والتحريض عبر جرعة من الخطاب الديني المتفلت والإعلامي الاستهلاكي والثقافي الساقط والفكري الهدام والنفخ في العادات والتقاليد السيئة ، المخالفة لقيم التعايش والتسامح والسلام.

لذلك مازال الكثير يُعاني من ازمة الضمير وسقوط التربية وغياب التعليم وانعدام القيم وانهيار المبادئ السامية بسبب شبق السلطة وحب المال الملوث ، بعد ان أصبحت أسهم الدولار والريال السعودي والقطري والدرهم الاماراتي والجنية البريطاني ترتفع بصعود تقارير الحبر السري ومجازر وفضائح أسهم العملاء وتجار الحروب في بورصة العمالة والدعارة السياسية .

حروب العالم منذ أول الخليقة وحتى كتابة الحروف حروب اقتصادية وعسكرية يقودها معاقي السياسة ، أدواتها المعارك ، والمتارس ، والسهام ، والرماح والسيوف والبنادق والرصاص والطائرات والبوارج والصواريخ ضد الشعوب المسالمة والبيوت الآمنة والدماء الزكية.

وبثقافة التسامح والتعايش والمساواة والبناء والتنمية والحب صعدت بعض الدول الى القمر عبر قطار العلم والتربية الحسنة والتكنولوجيا والديمقراطية والحرية وتعهدوا بإعمار الفضاء وتقاسمه والعيش فيه ونزلوا أعماق البحار واكتشفوا مكنوناتها وجابوا المحيطات وعرفوا أسرارها حديثهم عن الفضاء ومشاريع الحرير والمناخ والجفاف والذكاء الاصطناعي .

بينما نحن الاعراب ندعو الى الجدل العقيم والكلام الاستهلاكي والشائعات والبروبغندا والثورات والجمهوريات والملكيات والديكتاتوريات ، لأننا نعيش الوهم والاساطير والتضليل والفجور بلاحدود ، والتشريع لفوضى الاحزاب الاسنة والمذاهب الدموية والمناطقية والعنصرية والعرقية وقتل وتعذيب واعتقال وترحيل اليمنيين من بلادهم وما أحداث عدن إلا دليل قاطع على صناعة وتغذية الكراهية والارهاب ، في محاولة لتدمير وتشويه العادات والتقاليد والثقافة وروابط العروبة والإسلام والتاريخ الحضاري الذي بعناه كما يبيع الورثة أملاك ابائهم بأرخص الاثمان في سوق النخاسة الخليجي والغربي وبالمجان للعم سام !!؟.

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس