بقلم/ حسن الوريث
كنت في زيارة إلى محافظة ذمار خلال اليومين الماضيين لزيارة الوالدة حفظها الله وشفاها والتقيت أيضا بالكثير من الزملاء والأصدقاء وكان الحديث يدور حول الفراغ الذي تعاني منه المحافظة بعد استقالة المحافظ والترقب الشديد والحذر من أبناء المحافظة حول اسم الشخص الذي سيتم تعيينه في هذا المنصب كما أنهم يتداولون عدد من الأسماء الذين يمكن ان يقع عليهم الاختيار ولكنهم جميعا يجمعون في تخوفهم من عدم تفاهم المحافظ الجديد مع المشرف والذي يعتبرون أن سلطته أعلى من المحافظ ولذا فإنهم يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من عدم انسجامهما. 

سيدي الوالي.. 

حاولت ان أتعرف منهم وأكثر على سبب هذه المخاوف من سلطة المشرف وصلاحياته التي تفوق صلاحيات المحافظ بل ان المحافظ يتحول في وجود المشرف إلى مجرد جندي يتلقى الأوامر وينفذها دون نقاش ومن يناقش كما قيل فإن مصيره الإقالة أو الإقامة الجبرية في منزله ولهم في حكاية المحافظ الأخير ومشرف المحافظة عبرة ودليل وحتى من كان قبله وليس في ذمار ولكن في كثير من المحافظات وبالتأكيد فإن ما يجري في المحافظات ينطبق على كافة الوزارات والمؤسسات والهيئات والقطاعات والإدارات فصلاحيات المشرف وسلطته أعلى من الوزراء ورؤساء المؤسسات والهيئات والقطاعات ومدراء الإدارات وهذا هو الوصع الذي يشكو منه الجميع .

سيدي الوالي.. 

لقد استبشر الناس خيرا بثورة ٢١ سبتمبر لأنها فعلا ثورة التحرر من الوصاية والاستقلال للقرار الوطني والمشروع الحقيقي لبناء دولة نظيفة ولهذا فقد حاربتها تلك القوى التي ظلت تهيمن على القرار اليمني وتعبث بالشعب اليمني ومقدراته لأنها لاتريد بناء يمن قوي مستقل الارادة وهذا العدوان بالتأكيد أهم أسبابه هو القضاء على هذه الثورة في مهدها لأنها ثورة شعبية لتحرير قرار الشعب وإرادته وحقه في العيش الكريم .. ولكن وآه من كلمة لكن .. فالناس الان ربما بدأوا يتضايقون من تصرفات البعض الذين ركبوا الموجة ويحاولون استغلال الأوضاع للعبث والتلاعب لإجهاض الثورة الفتية التي واجهت في أيامها الأولى عدوان عالمي وتكالب من قوى الشر والفساد وهي بحاجة إلى تصحيح المسار من الان وقبل فوات الأوان. 

سيدي الوالي.. 

مهما كانت مبررات وجود المشرفين في الوزارات والمحافظات والهيئات والقطاعات والإدارات الا أنه وضع غير سليم حيث تتعارض سلطانهم مع سلطات المسؤلين وصلاحياتهم مع صلاحيات المسؤلين ما يؤدي إلى حدوث مشاكل واشكاليات كبيرة قد تصل إلى حد مواجهة ربما يذهب ضحيتها أشخاص من هنا او من هناك فما نسمعه ونشاهده من مشاكل وخلافات بين هؤلاء وأولئك يتسبب في تعطل مصالح الناس والعمل في الوزارات والمحافظات والجهات المختلفة .. وبالتالي فإن الوضع الأنسب سيدي الوالى هو اما تعيين كافة المشرفين في الوزارات والمحافظات والجهات المختلفة كمسؤل اول كما حصل في محافظتي صنعاء وحجة ووزارة التربية والتعليم او الغاء صلاحيتهم نهائيا فوجودهم سبب من اسباب الخلل الإداري الحاصل .

سيدي الوالي.. 

ابناء ذمار ينتظرون تعيين محافظ جديد يكون مناسب وبالمستوى المأمول وتعطيل صلاحيات المشرف وهو ما ابلغوني به لإيصاله اليكم وكما قالوا فالمحافظة التي تقف في صدارة المحافظات التي تواجه العدوان وقدمت قوافل الشهداء تستحق مكافاتها بمحافظ متميز يعمل بكل جهده في خدمة أبناء المحافظة والتنمية فيها دون تعارض سلطته مع المشرف .. ونحن نقول لكم سيدي الوالي.. ذمار يا امير المؤمنين لاتستخق الاهمال .. 

حول الموقع

سام برس