بقلم/ طه العامري
الدين الذي لا يحقق العدل بين أتباعه ولا يعزز قيم المحبة والتراحم والعيش المشترك لا جدوى منه ..

الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وأمر الملائكة بأن يسجدو له وسخر لأجله كل مخلوقاته وانزل القوانين والنواميس التي تنظم حياته وبعث بالانبياء والرسل من أجل تحقيق هذه الغاية ، ومع ذلك نرى الظلم يتجاوز ما كان سائدا قبل نزول قوانين وتشريعات السماء وقبل أن يبعث الله رسله وانبيائه ..؟!


يتهافت الناس على بناء المساجد والتبرع بالاراضي لبناء المساجد وايقاف اراضي لخدمة المساجد ومع ذلك فأن الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر لا جدوى منها ..!!


يتكاثر الفقراء والمحتاجين والمعوزين في البلدان التي تتمسك حد التطرف بالدين ؟!!
تكثر الجرائم والمؤبقات والانحرافات في المجتمعات التي تزعم أنها متدينة ؟!!
يكثر الظلم والقهر في المجتمعات الاكثر زعما وتشددا بالدين ..؟!!


لا يمكن القول أن الخلل في الأديان ولكن الخلل في المتدينين الذين اتخذوا من الدين والتدين وسيلة لتحقيق مأربهم الخاصة من خلال استبداد الناس وحكمهم والتحكم بحياتهم باسم الدين مستغلين ايضا مشاعر التدين عند البسطاء وتحويلهم إلى مجرد قطعان من العبيد ، هولاء الذين يزعمون التدين ويغالون ظاهرا بتدينهم حد التعصب هم الد أعداء الأديان والد الأعداء لكل ما أنزله الله وأمر به عن طريق الانبياء والرسل ..!!


حين نقراء كتاب الله ( القرأن الكريم ) نجد عظمة الدين ورحمة الله وعدالته .. ولكن حين نشاهد تصرفات وسلوكيات من نصبوا أنفسهم وكلاء عن الله في الارض وأوصيا على دينه نرى الظلم والقهر والغطرسة وغياب كل صور ومظاهر الرحمة والتراحم ، هولاء الذين أن أنفقوا ، أنفقوا ريئا للناس ، وان تعاونوا فمن أجل الشهرة والوجاهة ، وان تراحموا فمن أجل أن يقال عنهم رحماء ..؟!


أن المجتمعات التي تزعم تدينها ويكثر فيه الفقراء والمتسولين والمحتاجين والمقهورين تكون كاذبة الف مرة لو زعمت أنها متدينة أو تنتمي لدين الله ، أن هناك مجتمعات تدين (بالوثنية ) ولكن فيها مظاهر العدل والتكافل اكثر الف مرة من مجتمعات تزعم انتسابها لدين الله ..؟!!


هناك حيث ( الوثنية ) للإنسان مكانة وكرامة وحقوق وعليه واجبات ايضا يؤديها بكل أمانة وإتقان ومحبة ..بعكس ما يحدث في المجتمعات التي تزعم التدين ، فمن ننعتهم باليهود والنصاري والوثنيين والملحدين نراهم اليوم أكثر تقدما من المجتمعات التي تزعم تدينها وايمانها بالله سبحانه وتعالى ، والملحدين الذين نصفهم ب ( النجسين ) نراهم اكثر نظافة من أولئك الذين يزعمون التدين ، إذ نجد عند الملحدين والمشركين التكافل والتكامل ووحدة الصف والترابط ، كما نجد شوارعهم نظيفة ، وملابسهم نظيفة وان كانت تعكس وتجسد ثقافتهم ، ونرى قوانينهم صارمة واحترامهم لحقوق بعضهم ولقوانينهم وتشريعاتهم وانظمتهم .

هناك حيث يمر المواطن فيهم عند منتصف الليل والشوارع خالية لكنه يقف احتراما لإشارة المرور أن كانت حمراء وينتظرها حتى تولع الخضراء فينطلق فيما نحن نقطع الإشارة في ذروة الزحمة ونعمل الإشارة فقط لكي يقال إننا متطورون أو نجني من خلالها ثروة حين يقطعها مواطن مغلوب على امره كان يقود سيارته وهو في حالة سرحان أو مهموم ..؟!!
لا ادري على ماذا نتفاخر ونتباهي ونحن أسواء من قبائل ما قبل الإسلام ..ثم يقال لك مسلمون ؟ فأي إسلام هذا الذي يزعمون ..؟!!

حول الموقع

سام برس