بقلم/ طه العامري

40عاما من عمري وأكثر قضيتها حالما بوطن ومواطنة وعدالة وتقدم اجتماعي وتطور حضاري ، وبعد كل هذه السنوات اكتشفت أن الوطن لم يكن إلا كذبة كبرى ووهم ، واكتشفت أن الوطن ليس لي وامثالي بل من يحكمه ويتحكم به ولعشيرته وقبيلته وذويه ، والمواطنة غدت مثلها مثل الفقر والغناء وعلى الفقير أن لا يحسد الغني لان الله جعله غنيا وجعلك فقيرا وبالتالي للفقراء الجنة إذا سلموا بقدرهم واقتنعوا أن فقرهم من الله ، مع أن الله خلق الناس سواسية والله انزل تشريعات وقوانين لتحقيق معايير العدل الاجتماعي بين الناس .

هذا وفق شريعة الله ، لكنا نعيش اليوم وفق قوانين الغاب ومن يملك السلطة والقوة يحول الغالبية إلى قطعان من العبيد ويصبح الوطن ملكية خاصة له ..

بعد انقلاب 77م _ مثالا _ طاردت الأجهزة الأمنية كل الوطنيين وعشاق الوطن وبتهم خيانتهم للوطن تم شنق وقتل وخطف واخفاء واعتقال كوكبة من أنبل الشباب الوطنيين ومن عشاق الوطن فعلا لا قولا ومن قبل من ؟!!
سلطة وزبانية لم يعرفوا يوما معنى الوطنية ؟!!
وتتوالى الأحداث ويصبح كل حاكم هو الوطني وكل مواطن هو الخائن حتى يثبت وطنيته والوطنية تعني أن تركع لمن بيده السلطة .

بالأمس القريب كان الخائن هو من يعارض نظام الرئيس صالح ، ثم رحل صالح عن الحكم ، فصار كل من يعارض هادي خائن للوطن ولثورة الشباب ، ورحل هادي وجاءت سلطة الأمر الواقع هناء وأصبح من يعارضها وينتقد رموزها خائن للسلطة وللوطن والدين ، وهناك من يعارض هادي خائن ، ومن يعارض الانتقالي خائن ، ومن يعارض ( سالم ) في تعز خائن ، ومن يعارض ( عدنان ) خائن ؟
والخلاصة ملعون ابوه وطن الخونة فيه هم المتسلطون عليه ، الذين يوزعون صكوك الوطنية وصكوك الغفران لمن يركع لهم ولمن يطبل ويصفق لجرائمهم.

ولهذا اقول سأكتفي من الغباء ما قد مر ولا تحدثوني بعد اليوم عن الوطن والوطنية والقيم والمثالية والأخلاق الحميدة ، ودعوا كل غبي أن يبحث عن مصالحه ومصلحة أولاده ، قطعا لن اتحول لجاسوس ولا خائن كما يفعل كل حكامنا ومسئولينا وقادتنا وعلمائنا وفقهائنا ولن ابحث عن وساطة لتدوين اسمي في كشوفات اللجان الخاصة ، ولن اقبل دعوات السفارات والهيئات الدبلوماسية ، وايضا لن اكون من زوار وكالة التنمية الدولية ، ولن اكون ضمن ملاك أجهزة المخابرات المحلية والإقليمية والدولية ، لن الوث تاريخي وسيرتي لكني فقط ساكفر بوطن وبرموزه وسابحث عن ذاتي ومصلحتي انا والمصلحة ضالة الاغبياء أن صحوا وأدركوا الحقيقة ..والله من وراء القصد

حول الموقع

سام برس