بقلم/ يونس الحكيم

خمسة سنوات مضت على تدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية عسكريا في اليمن تحت مبرر عودة شرعية الرئيس هادي وحكومته خمس سنوات مضت ومازالت الأزمة تراوح مكانها ولاجديد سوى بروز كيانات جديدة ،وتشكيلات عسكرية جديدة تعقد من مسار حل الأزمة في اليمن.

خمس سنوات مضت ولم يستطيع التحالف العربي بقيادة السعودية إحراز أي نصر أوتقدم على الارض سوى السيطرة على سواحل ومنافذ وأجواء اليمن.

وليست هي المرة الأولى التي فشلت فيها المملكة وحلفائها في حسم المعركة لصالح تحالفاتها وتحقيق أي نصر عسكري يذكر،ومن متى إستطاعت المملكة تحقيق أهداف تدخلها في اليمن؟!! فلايوجد في سجلها أي نصر يذكر !! ولو عدنا للوراء لوجدنا إن المملكة وعبر تدخلاتها المباشرة واللغير مباشرة في اليمن لم تحقق أي نصر وكان الفشل حليفها في كل تدخلاتها في اليمن إبتداءا بصراع ستينات القرن الماضي ومرورا بحرب صيف 94م وإنتها بالصراع الدائر والحرب الحالية التي تشنها على اليمن فالمملكة بررت تدخلها في الصراع اليمني اليمني في ستينات القرن الماضي بحجة الدفاع عن أمنها القومي ومواجهة المد الليبرالي الذي يتزعمه عبد الناصر ،وبذلت مافي وسعها من عدة وعتاد لدعم القوى الملكية في مواجهة النظام الجمهوري المدعوم من عبد الناصر.

لكن وماذا كانت النتيجة بعد ثمان سنوات من الصراع؟ هل إستطاعت المملكة إعادة البدر ونظامه لحكم اليمن ؟ كلا !!فقد فشلت في ذلك ولتغطية ذلك الفشل فقد سارعت إلى إحتوا الموقف ولعبت دور الوسيط بين القوى المتصارعة وعقدت عدة مؤتمرات للتصالح مع إنها كانت خصم لطرف وإستطاعت إختراق خصومها وإحداث شرخ في صفوفهم وإستمالتهم عبر شراء الولاءات وخاصة بعد حركة النوفمبرين التي أطاحت بالسلال الأشد ولاءا لمصر ونجحت في ذلك وقبلت بجمهورية الأمر الواقع وتخلت عن نظام البدر الذي لطالما دعمته لسنوات،لكنها ظلت تكن العداء لليمنيين ولنظامهم المجمهوري سنوات طويلة فقد إستطاعت إيجاد كيان موازي للدولة يأتمر بأمرهر ويخضع لنفوذها ووفرت له المال والعطايا المجزية من رواتب كبيرة تصل إلى أضعاف موازنة الدولة وكانوا هؤلاء المرتهنيين بمثابة دولة داخل الدولة وحجر عثرة أمام أي نهوض أو تقدم لليمن على مر عقود، وظل اليمن يراوح مكانه دون تقدم يذكر وكلما حاول النهوض والوقوف على قدميه تدخلت المملكة وأحالت دون تحقيق ذلك إما عبر خلق الكيانات الموازية كما أشرنا أو عبر التخطيط والتنفيذ لآغتيال الحكام الذين أرادوا الخروج من عباءتها ورفضوا وصايتها كالزعيم المرحوم الشهيد /إبراهيم الحمدي.

ومن حينها إستطاعت التحكم بالمشهد اليمني وفرص وصايتها وتحققت الوحدة اليمنية في وقت كانت المملكة منشلغة بأزمة وحرب الخليج وما إن أنتهت الحرب الخليجية حتي تفرغت المملكة لإيذاء خصمها اليمن الموحد الذي ترأه يشكل خطرا أكبر على كيانها بعد توحده وأبدت إنزعاجها من الوحدة، فعمدت إلى إذكاء الصراعات بين أقطاب ومراكز قوى اليمن الموحد ،وكان لها سببا في إشتعال حرب 94م ووقفت مع المشروع الإنفصالي الذي قاداه البيض والعطاس لكن سرعان مافشلت في ذلك وإنتصر اليمن الموحد لكنها كعادتها لجآت إلى الحيلة التي تستخدمها عند الفشل وهي التخلي عن الحليف وإستمالة الخصوم وبالفعل إستطاعت إستمالة خصومها من القوى الوحدوية الحاكمة ونجحت في إختراقها وإستمالتها عبر شراء الولاءات وإيجاد تياريين يدينان بالولاء لها وإستخدامها لترويض بعضهما البعض وهما:

تيار قبلي يتزعمه أل الأحمر وتيار سياسي شعبي يتزعمه صالح وإستطاعت إخافة كلا منهما بالأخر،فإذا لم يرضخ صالح لإملاءتها أدارت له ظهرها وتعاملت مع التيار الموازي له وكذلك العكس حتى برزت أحداث 2011م وكان حليفي المملكة في مواجهه مع بعضهما،فالمملكة وقفت مع نظام صالح ضد خصومه من أل الأحمر المنخرطين في صفوف ثورة الشباب لكن المملكة عجزت عن إبقاء صالح حاكما وإستمالت خصومه كعادتها وإخترقتهم وتخلت عن حليفها صالح وإصطنعت معه عداءا بلغ ذروته عندما إنحاز صالح للحركة الحوثية التي سيطرت على اليمن في العام 2014م وكانت سببا تراه المملكة وجيها لتبرير تدخلها في اليمن لمواجهة المد الإيراني كما تزعم.وتخوض حربا في مواجهة الحوثيين منذ سنوات تحت مبرر إعادة حليفها هادي إلى الحكم ولم تحقق أي نصر عسكري أو معنوي يذكر .

والسؤال؟ هل ستلجاء المملكة لسياستها السابقة التي تستخدمها حال فشلها في اليمن وتقوم بإستمالة خصومها الحوثيين عبر محاولة إحداث إختراق داخل الحركة الحوثية مقابل التخلي عن حليفها الذي عجزت عن إعادتها للحكم كما عجزت عن إعادة البدر في الستينات والبيض والعطاس ورفاقهم في التسعينات ، وكذا صالح في 2011م.. فالأيام القادمة كفيلة بإيضاح ذلك،،

حول الموقع

سام برس