بقلم/ احمد الشاوش
يوماً تلو آخر يغادر الحياة الدنيا أخوة اعزاء ويرحل عنا زملاء اجلاء ونودع نجوم وشخصيات جديرة بالاحترام وجيران في قمة النبل والوفاء ونفارق زملاء الحرف والكلمة والموقف بالدموع المتدفقة والاحزان المؤلمة.

في مؤسسة الثورة للصحافة رحل الاخ العزيز فيصل الحكمي الى الرفيق الاعلى ، ذلك الرجل النبيل والانسان الوفي والشخصية المتواضعة الذي لاتفارقها الابتسامة والنكته والطرفة التي أحيت فينا روح الزمالة والمودة والامل ، فيصل مثالاً للموظف الكفؤ وأمين الصندوق الوفي الذي دخل الى قلوب الجميع دون أي حواجز وسيرته العطرة على كل لسان.

وقبل ذلك غادرنا بصمت الزميل العزيز والانسان المتواضع احمد راجح سعيد نائب مدير تحرير مجلة معين دون ان نشعر بالخبر الصاعق إلا بعد اربعة أيام من الوفاة ، وكأننا سكارى ومانحن بسكارى في حالة من حالات التية والضياع.

ويواصل ملك الموت مهمته في صحيفة الثورة دون حواجز وبفرمان الهي خاطفاً العم طه عبدالصمد ذلك النجم السساطع الذي قدم عصارة عمره في تصحيح صحيفة الثورة والوحدة وغيرها من الصحف مقابل الفتات ، ومازلنا وسنظل نتذكر صورته المحفورة في قلوبنا وابصارنا ولحظاته الانسانية بالصعود والمرور على كل مكتب بصورة يومية أثناء الدوام الرسمي وقبلاته في جبين كل موظف يقع على ناظرية وسلم على ولدك اسامة وفلان رغم نحالة جسمة والمرض الذي فتك به في الفترة الاخيرة.

ويدفع الزميل العزيز والشاب الطموح صاحب الابتسامة العريضة والامل بلاحدود طه عز الدين الثمن باهظاً بعد ان نهشه المرض فجأة دون ان تحرك وزارة الصحة ساكناً أو ملائكة القطاع العام والخاص في مستشفيات الموت ساكناً بعد اسعافه الى أحد مستشفيات العاصمة ليدفع مبلغاً من المال للبقاء على قيد الحياة دون جدوى فيدخل ملك الموت لالتقاط روحه الطاهرة ويغادرنا تاركاً الكثير من التفاؤل والامال في بلد تحولت الى جنائز ونعوش ومقابر .

وتتواصل الاقدار الالهية في زمن الجوع والفقر والمرض وغياب الضمير والمسؤولية الاخلاقية والوطنية وانقطاع الرواتب لتهوي بالشاب المكافح والطموح والاكثر لطفاً في الادارة التجارية والادارة العامة سمير الرعوي في احد مستشفيات صنعاء ثم قرباناً لله تعالى .

وفجأة يفجع الوسط الصحفي والاعلامي بإنتقال الصحفي الكبير والانسان المتواضع والشخصية النبيلة عبدالعزيز الهياجم الى جنة الخلد بعد أن أدى صلاة الفجر ليلقى ربه مؤمناً بالقدر ومستعداً للموت في أجمل صورة وأعظم حدث رغم فاجعة الاسرة والاهل والاصدقاء، ويغيب نجمه وتبقى ذكراة العطرة مؤثرة وخير شاهد على السمو والوداعة والقيم الاخلاقية.

ومازال مسلسل الموت الصاعق يلاحق الزملاء التي طحنتهم السنين في كل زاوية ، خاطفاً الشاب النبيل ياسر الحكيمي الذي كان يعمل على طابعة السيتي بي بالصحيفة بنوبه قلبية قبل زواجه ليرحل الى جنة الخلد مكملاً زفافه في جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين.

وتأبى الاقدار إلا ان تخطف الزميل الوديع والانسان الخجول والموظف الملتزم في صحيفة الثورة نبيل عرهب الذي كان كتلة من النشاط والحيوية، ويحل الخبر صاعقة على قلوبنا واسماعنا ومأساة انسانية روعت الكثير من صحفيي وعمال وموظفي مؤسسة الثورة.

ورغم الفجائع المؤسفة والوقائع الاليمة والمآسي الصادمة ، إلا ان "عزرائيل" تجار الحروب قد حول اليمن الى مقابر تلف مئات الالآف من الشهداء والغزاة والمبدعين والمثقفين المظلومين بينما مراكز القوى العابثة خارج اطار مبدأ الثواب والعقاب ، بينما يبدو ان " عزرائيل " السماء مازال وسيظل مخيماً على صحيفة الثورة ، وان مجموعة كبيرة تعاني من الفقر و الجوع والخوف والامراض "قيد الانتظار " في حالة انعدام صرف الرواتب والتأمين الصحي والتكافل الاجتماعي وايقاف الحرب والمضي في السلام وتقديم الخدمات وتجاوب حكومة الامر الواقع بصنعاء وماتبقى من الشرعية المتناثرة في عدن مع قضايا وهموم مؤسسات الدولة والشعب اليمني وفقاً للدستور والقانون واللوائح .

أخيراً ..الرحمة للزملاء الاعزاء الذين رحلوا عنا مبكراً وتركوا فراغاً كبيراً في قلوبنا ومشاعرنا وذكرياتنا والرضوان لمن فارقونا في الايام السابقة والشفاء لكل مريض قيد الانتظار من رواد الصحافة وموظفي وعمال مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر الذين كان لهم بصمة مشرفة في مجال الارتقاء بالصحافة اليمنية والطبع التجاري وادارة التوزيع والاعلانات ، رغم تغييب البعض وتهميش البعض الاخر والتلذذ بمعاناة الكثير في تأخير مستحقات الاحياء والاموات ، اللهم لاتميتنا إلا وانت راض عنا.

حول الموقع

سام برس