بقلم/ طه العامري

في العراق أخفقت المرجعيات السياسية والدينية من احتوى الحراك الشعبي ، فاتجهت الفعاليات الحاكمة العراقية إلى دفع مليشيا الحشد الشعبي للهجوم على موقع أمريكي وقتل مقاول مدني ، فردت واشنطن بشن هجوم على مواقع مليشيا الحشد الشعبي ، فردت بدورها الترويكا الحاكمة والمتهالكة بالعراق العاجزة عن احتوى المظاهرات في ساحة التحرير والعاجزة عن تشكيل حكومة وطنية عراقية ، اقول ردت هذه القوات بالتحرك نحو السفارة الأمريكية ومحاصرتها وإحراق بوابتين فيها وحصار دبلوماسيين أمريكيين داخل السفارة . ؟!

كل هذا يؤكد أن فشل السلطة العراقية وخشيتها من الحراك الشعبي المتماسك العصي على الاحتوى والتطويع ، دفعا الترويكا الحاكمة لافتعال قضية السفارة هروبا من استحقاقات ساحة التحرير والتغطية على ما يجري في ساحة التحرير وعلى اثر ما يجري فإن الترويكا الحاكمة في العراق ستواجه ثوار ساحة التحرير برفع المظاهرة والاصطفاف لمواجهة العدوان الأمريكي القادم وان من سيرايط بعد اليوم في ساحة التحرير يعتبر خائن للعراق ومجرد من الوطنية لأن الأولوية الان هي مواجهة أمريكا ..؟!

رد الفعل الأمريكي على ما يحدث في الساحة الخضراء سيكشف حقيقة الصراع الأمريكي _ الإيراني بالمنطقة ، كما سيكشف عن دور وموقف أمريكا في العراق وهل لها علاقة بتداعيات المشهد العراقي من عدمه ؟!
ناهيكم أن كل ما يجري في المنطقة اليوم من العراق إلى سورية إلى ليبيا الى اليمن إلى الخليج إلى طهران والى لبنان وفلسطين ، كل ما يحدث في هذه النطاقات الجغرافية يندرج أيضا في سياق الصراع الداخلي الأمريكي بين البيت الأبيض والكونجرس وبين الخارجية والبنتاجون وبين الجمهوريين والديمقراطيين ،
ولأن كل ما يجري اليوم في العراق يشير إلى أن هناك مسرحية قد تكون امريكا جزءا منها هدفها التحايل على ثوار ساحة التحرير والالتفاف على مطالبهم بل وإخماد ثورتهم بعد التضحية التي قدموها وبعد أن دفعوا قرابة ألف شهيد واثنان وعشرون ألف جريح ..؟!

الساعات القادمة كفيلة وحدها بإزاحة الستار عن وجه الحقيقة التي ستكشف دراما احداث اليوم في العراق ..؟!

حول الموقع

سام برس