بقلم/محمود كامل الكومى
تمر الأعوام تطوى الصِحَاف بما فيها من دمار وحروب بفعل وحوش الأنسانية , وأستغلال الأنسان لأخية الأنسان وقهره ماديا واجتماعيا والسيطرة عليه نفسيا , وأرتفاع حد السادية عند مافيا رجال الأعمال بتجويع الفقراء والمساكين وقهرهم بالفقر والجهل والمرض وتكبيل حريتهم خلف الأسوار بالقيود خوفاً من ثورة المطحون- ورياح وزلازل وبراكين تثور وأعاصير لمن تَسَمَى تسونامى وأخواتة ,بفعل الطبيعة المتوحشة وماتخبأه من موت ودمار ومدن تزال من الوجود ,وتستقر تحت الأنقاض وأنحسار لليابسة و أتساع رقعة البحار والمحيطات والصراع على ندرة العذب من مياه الأنهار .

تبزغ شمس التطور التقنى والعلمى على مدار الأعوام وكل يوم عن يوم تزداد سطوع , لكنها تغيم حين تلوث نفايات التقدم سماء الكون بفعل تصاعد العوادم والسناج وأبخرة العلوم لِتُكَوِن السحابات التى تحجز شمس الدفىء و الفكر كذلك – وبفعل الديكتاتور- فتمرض النفوس , وأن عادت لتثور.
لكن فى شريعة الأيام التى تُكَوِن الأعوام لابد أن تمر أفراح وحبور وأعياد ترنو على جبال الجليد فترق القلوب لتغرد البلابل والطيور ,تعزف لحن الخلود.

وتتداول الأيام تطوى الصحاف والأعوام والسنين دون أن ندرى أى عام مضى وأى عام آت -وأى ما كان فومضة فكر جعلتنا نبتهل الى الله بالدعاء الآن " يا مثبت العقل والدين " لندرك أن عام 2019 يلفظ انفاسه الأخيرة وهاهو عام 2020 يحف هواه الأبواب أو يثير العواصف والأنواء

" اللهم أستر علينا وأجعله برداً وسلاماً على أمتنا العربية والأنسانية جمعاء وعلى عدونا الصهيونى والأمبريالى ومافيا رجال المال والأعمال والدواء وتجارة الأعضاء وتجار المخدرات والسلاح والأرهاب ناراً تحرق أبدانهم وتشويهم ليل نهار .

"بديعُ السموات والأرض "وقمة الأبداع تجلت فى منطقتنا العربية ولأننا لم نغص فى اعماقها فنُخرج التِبر من مكنوناتها , ولم نحلق مرفرفين فى أجوائها فنستحوذ على طاقاتها وضيائها ونستغل أمطارها , ولم نركب أمواجها,لنستخرج الدُر من احشاء بحارها , فصرنا مطمع أعدائنا فسخروا روعة موقع ارضنا وربيع أجوائنا لتكون مَعبَراً لتقدمهم وأستولوا على ثرواتنا فكانت نهضتهم , وبدت لوعتنا مع السنين التى مَكَنُوا فيها لكيان الصهاينه كَيَدِ طولى تعبث بمقدراتنا وعلى مدار السنين صنعوا الدسائس لتحقيق الأمن لكيان إسرائيل تجاه ما اسموه الخطر العربي مدركين انه لايكون باستعمال القوة فقط ، فهي تقدم حلولاً مؤقتة ، أما الأمن الحقيقي -فى شريعة حاخاماتهم – لكيانهم الصهيونى فلا يكون إلا بوجود تناقضات تصل إلى حد العنف بين الدول العربية ، مما يؤدي إلى التخلي عن العداء لإسرائيل كأولوية.
وعلى مدار الأعوام منذ حرب الخليج الثانية والثالثه 1990ثم 2003 وما تبعها من تدمير ليبيا والمؤامرة الكونية على سوريا ثم حرب السعوديه ودول التحالف على اليمن , والأعوام تمر وأمتنا العربية فى صراع مع نفسها لصالح اعدائها , وحتى أِفُول عام 2019 قد حان .

فالعام 2019 شهد من الأحداث مالم يختلف عن ماسبق من أعوام , واِن تجلت فيه اِنحسار قيم ومبادىء العدالة والحريات وحقوق الأنسان التى طالما تاجرت بها مافيا وعصابات "النيو ليبرالية" فى أوروبا وأمريكا على مدار أعوام خلت , لكن فى 2019 أُزيل القناع عن وجه مافيا الغرب الرأسمالى , متجاوزاً عن مايحدث من جرائم يرتكبها أذنابه من حكام العالم العربى.

وسيظل ال عام 2019 يشهد على مافيا النيو ليبرالية – بعد أن مصت دماء شعوب العالم الفقير , وأنتهكت ,عن طريق سماسراتها قيم الحرية والمساواه وحقوق الأنسان, تجاههم – أنها اتجهت الى شعوبها الداخلية تجردهم من مكتسباتهم بالعصف بحرياتهم وحقوقهم الأنسانية فى الحرية والأخاء والمساواه , وقد شهد على ذلك ثورة السترات الصفراء فى فرنسا , وبعض الأنتفاضات ضد سياسات ترامب العنصرية واللصوصية فى أمريكا.

ووسط دياجير الظلام , واحلك الظروف وقبل أن تطفىء الأنوار تعلن مغادرة عام 2019 الى غير رجعة يلوح فى الأفق بزوغ بصيص من الضوء يبشر ب 2020 عام جديد , وهو ما تجلى بأنتصارات حققها الجيش العربى السورى , وتغيير الأوضاع الأستبدادية فى الجزائر والسودان على طريق الامتثال لاردادة الشعوب وهو مايبدد ظلام أعوام خلت ويعيد الآمال على وقع عام آت 2020, على رجاء أن تعيد العيون صحوها , والعقول اتقادها ليرنو الجميع الى طريق الأعمار بالعمل والوحدة والتطلع الى غدِ أفضل يتحقق فيه مجتمع الكفاية والعدل وتتوازى فيه الحرية السياسية مع الحرية الأجتماعية ,وتذوب فيه الفوارق بين الطبقات , بالقضاء على مافيا الرأسمالية والأمبرالية والصهيونية العالمية التى مصت دماء الفقراء وأغتصبت أرض فلسطين فشردت أهل الدار الأبرياء , وأنتشال الفقراء من القاع والصعود بهم الى فضاء المجتمع فاعلين محققين الذات متعالين على الجراح .

ويبقى الأهم , ونحن فى وداع عام مضى وبزوغ شمس 2020 عام جديد ,أن يع شعبنا العربى صمود سوريا ويفتح كتابها فى النضال وأن يعضد من قوى المقاومةالفلسطينية وأن يقف بالمرصاد لمحاولات التطبيع التى يحاول أن يفرضها حكام الخليج والحكام الذين لهم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل لتظل صفحة العروبة ,مقرونة بصفحة المقاومة مفتوحة صوب أعيننا على مدار العام الجديد 2020والقادم من الأعوام لنؤكد على حقيقة مؤداها " أن صراعنا العربى مع العدو الأسرائيلى هو صراع وجود وليس صراع حدود " لنحقق الأمل بتحرير كامل التراب الفلسطينى , طريق رئيسى لتحقيق الوحده العربية من المحيط الى الخليج .

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس