سام برس
قال رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم عبدالباري عطوان في مقال تحيلي نشر في " رأي اليوم"، ان عملية اعتقال شقيق الملك سلمان بن عبدالعزيز ، الامير احمد بن عبدالعزيز والامير محمد بن نايف ولي العهد - وزير الداخلية الاسبق ، أمس الجمعة بتهمة الخيانة العظمى ومحاولة قلب نظام الحكم والقبض عليهما من قبل قوات خاصة تابعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، يحمل سببين لاثالث لهما :

الاول : يتمثل في قيام الاسرة الحاكمة بحركة تمرد ضد حكم الأمير محمد بن سلمان ووالده بعد ان طفح كيلها، وكان الاميران المعتقلان رأس حربة فيها، واتفاق الاسرة على اختيار الأول (الأمير احمد) ملكا، والثاني (محمد بن نايف) وليا للعهد، في اطار عملية “إعادة ترتيب” للبيت السعودي، والعودة الى صيغة الحكم السابقة التي “انكسرت” بوصول الملك سلمان الى العرش، أي “النهج المحافظ”.

وقال عطوان ان قيام الاسرة الحاكمة بالتمرد ياتي في اطار المطالبة انهاء الحرب في " اليمن " بصورة سريعة واتباع سياسة عربية ودولية متوازنة ابرز ملامحها المصالحة مع دول الجوار، وتخفيف حدة العداء مع ايران وتركيا.

الثاني : اقدام الأمير بن سلمان على القيام بضربة استباقية للتخلص من اقوى خصومه اللذين لم يبايعوه مطلقا كولي عهد، وخاصة الأمير احمد، عضو هيئة البيعة وقادوا المعارضة لحكمه تمهيدا للإطاحة بوالده الملك من العرش، وتتويج نفسه ملكا مطلقا على البلاد، تحت “ذريعة” مرض والده، وعدم قدرته على ممارسة مهامه.

وقال ان أنبأ هذه الاعتقالات “المفاجئة” نشرتها ابرز صحيفتين امريكيتين، الأول “وول ستريت جورنال” الاقتصادية اليمينية المفضلة لكل من الأمير بن سلمان نفسه والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والثانية “نيويورك تايمز” المنتقدة للاثنين، وهذا يعني ان جهة أمريكية عليا، ربما البيت الأبيض، او المخابرات الامريكية، هي التي سربت هذه الانباء متعمدة، وربما بإيحاء من الأمير بن سلمان نفسه، لإيصال رسالة الى الأعضاء الغاضبين والمعارضين بصمت لحكمه داخل الاسرة، بأنهم سيواجهون المصير نفسه اذا تحركوا، او اعترضوا، او تضامنوا مع المعتقلين.

وأكد المحلل السياسي عبدالباري عطوان ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل جمال خاشقجي وازدياد المعارضة الداخلية في صفوف الاسرة السعودية والخارجية يستعين في حراسته المشددة وتقديم استشارات امنية له العديد من أجهزة الاستخبارات المحلية والعالمية، والأمريكية والفرنسية والبريطانية حسب معلومات مؤكدة من مصادر مقربة منه.

وقال عطوان ان الامير أحمد بن عبدالعزيز يتمتع بشخصية كبيرة وحضور كبير وسمعة طيبة بين الاسرة وشعبية كبيرة في المجتمع السعودي لانه لم يبايع الامير محمد بن سلمان وجاهر بمعارضته وسياساته في مجالسه الخاصة، واثناء وجوده في لندن حيث انتشر شريط فيديو يتحدث فيه الى محتجين ضد حرب بلاده في اليمن، ويهتفون امام مقر اقامته بسقوط الاسرة الحاكمة، ويقول لهم ما معناه ما ذنب “آل سعود” المسؤول عن حرب اليمن هم الملك وولي عهده محمد بن سلمان.

حول الموقع

سام برس