بقلم/ طه العامري

الفنان أي فنان وفي أي مجال فني يعد أحد أهم الشخصيات العامة ذات الحضور والتأثير ، والفنان يجب أن يتسلح بثلاث عوامل رئيسية هي : أن يكون صاحب( قضية وهوية وهدف ) ومن خلال رسالته الفنية يسعى للتعبير عن قضيته وترسيخ هويته وتحقيق الأهداف المرجوة التي من اجلها امتهن هذا الفنان أو ذاك مهنته الفنية ، إذ لا فن بدون قضية ولا فن بدون هوية ولا فن بدون أهداف ، والخلاصة أن الفنان من خلال رسالته يعبر عن هذه الغايات الثلاث التي سبق الإشارة لها ..

السئوال الذي يطرح نفسه فيما يتصل بدور ورسالة الفنان ( رامز جلال ) هو ما هي قضية هذا الرجل التي يحملها ؟ وما هي الهوية التي يحملها ؟ وما هي الأهداف التي يسعى لتحقيقها ؟ من خلال البرامج التي يسوقها لجمهوره _ هذا أن كان له جمهور فعلا يتابعون تفاهته السنوية وأعماله التي تسوقها وتنتجها قنوات وفضائيات البترودولار _ وهل بلغ بهذه الأمة من الانحطاط أن يكون لهذا الرجل جمهور وعشاق لبرامجه ؟ وماذا يريد هذا الرجل من برامجه ، وما هي الأهداف المرجوة من هذه البرامج التي يقدمها هذا الرجل رامز جلال ..؟!

ينتمي رامز جلال لأسرة فنية عريقة ،اسرة قدمت للمتلقي العربي الكثير ، فهوا نجل الفنان القدير جلال الشرقاوي ، ومن لا يعرف الفنان جلال الشرقاوي ودوره وتاريخه الفني على خشبة المسرح أو من خلال الأفلام السينمائية أو المسلسلات التلفزيونية والبرامج الإذاعية ،هذا بالنسبة لوالده جلال الشرقاوي ، فيما والدته هي الفنانة القديرة رجاء الجداوي التي بدت حياتها عارضة أزياء ثم استهوتها السينماء والمسرح والإذاعة والتلفزيون وقدمت المثير للمسرح والسينماء العربية والإذاعة والتلفزيون واستطاعت تماما كزوجها أن تكسب ثقة واحترام وتقدير الجمهور العربي داخل مصر وخارجها وعلى امتداد خارطة الوطن العربي ، وهو ما لم يحدث مع نجلهما ( الواد رامز ) الذي يقدم للجمهور ( التفاهة ) بأبشع صورها وهي البشاعة التي زادت انحطاطا هذا العام من خلال برامجه التافه الموسوم بعنوان ( رامز مجنون رسمي ) هذا البرامج الذي أعد وأخرج في مدينة ( دبي ) وبعض المدن الخليجية ، ويبث على قنوات وفضائيات ( البترودولار ) لأن يصعب بل يستحيل بث هكذا برنامج من على شاشات أو فضائيات تحترم نفسها وتحترم عقول المتلقين من جمهورها.

لكن القنوات التي تسوق ( للتطبيع ) مع العدو الصهيوني على غرار مسلسل ( ام هاشم ) الذي تبثه شبكة قنوات mbc ، وعليه يضل السئوال الباحث عن إجابة هو ما جدوى برنامج ( رامز جلال ) الموسوم بعنوان ( رامز مجنون رسمي ) ؟ هل الغاية منه تحقيق المزيد من الشهرة لهذا الممثل ؟! وهل الشهرة المرجوة لا تأتي إلا من خلال هذا البرنامج العبثي والتافه الذي لا مضمون له ولا هدف ولا غاية وليس له قضية أو هدف ؟ برنامج يندرج في سياق التسليات العبثية والتهريج المثير للتقيؤ والسخرية حتى أن المشاهد يخجل من نفسه وهو يتابع هكذا برنامج كل ما يقال عنه أنه برنامج ( سخيف ) لا هدف له ولا غاية ولا قضية ولا يعرف المتابع الغاية المرجوة منه سوا تغطية الخارطة البرامجية لفضائيات لا رسالة لها ولا قضية ولا هدف غير تمييع الوعي الجمعي العربي وتجسيد ثقافة الانحطاط وتسلية بعض المترفين في أنظمة البترودولار الخليجية الذين سخروا قدراتهم وامكانياتهم لضرب الوعي العربي وتسويق ثقافة التجهيل والانحطاط ..

ما يقدمه رامز جلال يخجل أي بلياتشو في سيرك محترم أن يقدمه فالبياتشو فنان راق يقدم دراما ضاحكة يسلب بها جمهوره فيما هو بتقطع آلم وحسرة ،لانه يقدم فنه ويسلي جمهوره وهو يكتوي بكل مفردات الحزن والألم ،لكن تهريج رامز جلال لا اعرف واعتقد لا يعرف الكثيرون معي الجدوى من برنامج تافه سخرت له إمكانيات هائلة كان الأجدر أن تنفق في عمل درامي مفيد للمتلقي العربي يجسد معاناته وأحلامه وتطلعاته ، وما أحوج الإنسان العربي لبرامج تعيد له الثقة بقضيته وهويته وأهدافه ، برامج تعيد الوعي العربي المستلب إلى جادة الصواب وتوقض في وجدانه قيم الهوية والانتماء وحقيقة الوجود والرسالة المرجوة منه أن يواصل السير في طريقها ..

اعرف إننا في زمن الانحطاط ولكن ليس للدرجة التي يحاول رامز جلال تسويقها بتفاهة قلما شاهدنا مثلها عبر تاريخ الدراما العربية ..ومع كل ما سلف لازلت ابحث عن هدف مرجو من برنامج رامز جلال وقناة mbc مع العلم أن رامز جلال جعلنا نتقبل دراما محمد رمضان كما جعلونا مغنين المرحلة نتقبل ونترحم على زمان وعهد احمد عدوية ..؟!

حول الموقع

سام برس