بقلم/فردوس جارز

لطالما احتفظت محافظة المهرة بنوع من الاستقلالية اللغوية والثقافية عن باقي المحافظات اليمنية، وبنسيجها الإجتماعي المترابط، وبحضارتها المتضاربة في عمق التأريخ والحضارة اليمنية بتنوعها ومواقعها الاستراتيجي الهام المطل على بحر العرب.

أصبحت اليوم محافظة المهرة أبرز المحافظات اليمنية التي تسعى السعودية للسيطرة والهيمنة عليها، وتنفيذ أطماعها التاريخية المتمثلة في مد أنبوب النفط من الأراضي السعودية عبر المهرة اليمنية.
ظلت المهرة طوال عقود من الزمن يسود فيها الهدوء والسلام بين أبناء المحافظة حتى دخول القوات السعودية للمحافظة، وعبثت بالحياة العامة في المهرة وجلبت مليشيات مسلحة من خارج المحافظة، لتكون ذراعها العسكري ضد أبناء المهرة.

محافظة السلام

تعرف المهرة بأنها عاصمة السلم أرضا وإنساناً، ويعم فيها الأمان والسلام بين ابنائها وقبائلها منذ الأزل، لم تشهد المحافظة الفوضى وعدم الاستقرار إلا بعد دخول القوات الإماراتية، ومن بعدها القوات السعودية، وفرض على المهري اليوم أن يحمل السلاح نتيجة للتواجد العسكري السعودي غير المبرر في محافظتهم ولحماية أنفسهم من أي جرائم قد تقدم عليها القوات السعودية وأذرعها المسلحة.

تفرد المحافظة

تتميز محافظة المهرة بهدوء نسبي كبير، قياساً بالمناطق والمحافظات اليمنية الاخرى، القبائل تقف إلى جانب النظام وسلطة الدولة، ولا توجد فيها قبائل متمردة ولا جماعات متطرفة، ولم نشهد فيها تحركات للقاعدة او أي عمليات إجرامية, فما يميز المهرة عن باقي المحافظات تعايشها السلمي بين افراد المنطقة خاصة واليمن عامة.

مساومات

المهرة لها أهمية كبيرة بموقعها الجغرافي الهام في الخارطة اليمنية, وتمتلك أهم المنافذ البحرية والبرية التي لطالما حاولت السعودية بسط نفوذها في المحافظة منذ عقود, لكن صمود ومقاومة أبناء المهرة احبطت مشاريع ومخططات السعودية في المحافظة، كما فشلت السعودية في شراء ولاء قيادات الاعتصام السلمي، التي فضلت الكرامة والدفاع عن المهرة.

خنق المحافظة

فرضت القوات السعودية حصار خانق على محافظة المهرة منذ اليوم الأول لدخولها في العام 2017, وفي اغسطس 2018 ، رفعت الرسوم الجمركية على العديد من الواردات , وفي يوليو 2019، فرضت السعودية رسوماً جمركية قاسية على واردات اليمن من منافذ المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، للتضييق على اليمنيين.
اما عام 2020 قررت القوات السعودية منع مرور المعدات الثقيلة التي يستوردها المواطنون من الخارج عبر منفذ شحن، ومنع جمركتها, إضافة إلى إلزام المسافرين باستخراج جوازات سفر جديدة بالرغم من عدم إنتهاء صلاحيتها.

وبرغم التحديات التي تواجه لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة، بعد التصعيد من قبل القوات السعودية ومليشياتها المسلحة في مختلف مديريات المحافظة إلا ان لجنة الاعتصام أعلنت عن استمرار التصعيد ضد القوات السعودية والمليشيات حتى خروجهم من المحافظة.

حول الموقع

سام برس