بقلم/طه العامري

يوما بعد يوم يكشف الغرب بكل شعاراته واكاذيبه ومزاعمه إنه مجرد منظومة متخلفة رغم ظواهر التقدم التي يعيشها هذا الغرب ومظاهر التقدم الاجتماعي _ الافتراضية _ لأن جائحة ( كورونا ) وما حدث ويحدث في امريكا من مسيرات مناهضة للعنصرية عوامل أسقطت الأقنعة وكشفت حقيقة القبح الغربي الأمريكي وبشفافية سافرة ..

لم اتفاجى ولم اندهش من هذه الحقيقة التي كنت علي يقين بحقيقتها فأنا لم أصدق يوما الشعارات الغربية الإمبريالية ولم أومن يوما بإنسانية الغرب رغم كل الاستلاب الذي وقع فيه العقل المنبهر بثقافة الغرب حد التنكر للثقافة والهوية العربية بل حد الانتقاص من دين الأمة وقيمها ورسالتها الحضارية والتاريخية ..

قانون ( قيصر ) الأمريكي ضد الشعب العربي السوري وقرار الاتحاد الأوروبي بتجديد الحصار والمقاطعة ضد الشعب العربي السوري موقفان جسدان وحشية العقلية الغربية الإمبريالية وتجردها من أبسط القيم والاخلاقيات الحضارية والإنسانية في مرحلة فيها العالم المؤنسن أحوج ما يكون فيه لإبراز القيم والاخلاقيات الإنسانية على ضوء الجائحة التي تهدد الوجود البشري والتي لا أشك لحظة انها صناعة إمبريالية جاءت تجسيدا لأحلام وتطلعات وحوش بشرية كأمثال ( ال روتشيلد )و ( ال روكفلر ) وربما وريثهم الجديد ( بيل جيتس ) وكثيرون من رموز الكارتل الإمبريالي المتوحش من أعضاء تكتل المجمع الصناعي العسكري داخل الولايات المتحدة الأمريكية وهو المجمع الذي يحكم أمريكا والعالم وينتهك حقوق الشعب الأمريكي وشعوب العالم ..؟!


اعرف أن المؤامرة على سورية ليست وليدة اللحظة التاريخية ولا هي وليدة العقود السبعة الماضية منذ ميلاد الكيان الصهيوني لكن المؤامرة على سورية قديمة وعمرها عمر الوجود العربي ومؤامرة المرحلة التاريخية التي تواجهها سورية الأرض والإنسان والقدرات والهوية والدور والموقف والقيم هي ذات المؤامرة الموجهة ضد الوجود القومي العربي وبما أن الإمبريالية بقيمها المتوحشة قد تمكنت من تجزئية المواقف العربية وتمزيق الإرادة الكلية للامة بل واستلاب المشاعر والقيم والاخلاقيات العربية الأمر الذي أدى لامركة العقل العربي وتدجينه على طريق ( صهينته ) باستثناء الجمهورية العربية السورية وبعض جيوب الرفض العربي وبالتالي فإن مهمة الغرب توجهت بالمطلق نحو الحصن أو القلعة العربية الصامدة والشامخة الرافضة لكل عوامل التطويع الرافضة لكل ظواهر الاستلاب والتدجين ، الأمر الذي جعل الغرب كمنظومة استعمارية لم تغيره مظاهر التقدم الحضاري والتطورات الصناعية الهائلة التي لم تتمكن من أنسنة عقلية صناع القرار الغربي الذين تحولوا إلى ( جوقة ) تردد تراتيل المحفل الإمبريالي المتوحش الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية التي ما كان لها أن تعود لقانون مثل قانون ( قيصر ) كتدليل على قوتها بل للتدليل على ضعفها وانكسارها ولإدراكها بأن لسورية قوة وحظور وطاقات وقدرات الأمة العربية بكل مقوماتها المادية والروحية والثقافية والتاريخية والجغرافية ..

نعم وبمعزل عن هذا الانهيار والاستلاب والتبعية للعرب فإن سورية تبقى هي الأمة وتملك بصمودها قيم وقدرات الأمة ولهذا جاءا قانون ( قيصر ) الذي لن يكون له من اسمه نصيب في بلد قهرة سيدته وملكته وقائدته القيصر ذاته ذات يوم مؤغل وحين كان قيصر روما أشد رعبا ومكانة ونفوذ وبطش من قيصر البيت الأبيض القادم من ( مأخور نخاسة تمارس فيه أقدم مهنة في التاريخ )؟!


لقد أسقطت جائحة كورونا وجريمة قتل المواطن الأمريكي ذو البشرة السوداء جورج فلويد كل الشعارات التي رفعتها أوروبا وامريكا وتشدقوا بهم ردحا من الزمن وانبهر بها بعض المستعربين من سلالة ( ابن العلقمي ) ممن قبلوا على أنفسهم أن يكونوا بمثابة حصان طروادة لقوى الغطرسة والهيمنة تلك القوى التي وبرغم من كل ما عملته مع المستعربين المرتهنين إلا أنها وقفت عاجزة وذليلة أمام اسوار دمشق الشامخة شموخ رسالة الأمة العصية على السقوط والارتهان ..

دمشق التي تقف اليوم رغم الحصار والقوانين والتشريعات الاستعمارية ورغم المؤامرة الكونية التي تواجهها منذ عقد بالياتها الجديدة ومنذ قرون وهي تتصدي لكل أشكال المؤامرات ، هذه دمشق التي تقف اليوم شامخة وصامدة وأكثر أمنا واستقرارا من واشنطن ولندن وباريس وأكثر قدرة في التعامل مع كل التحديات من نيويورك وبقية مدن أمريكا وأوروبا ..؟!
فيما بشارها وبشير خيرها وصمودها أكثر اطمئنانا على حياته وتاريخه ومستقبله السياسي من دونالد ترمب وماكرون وجونسون، ونتنياهو ..؟!


على خلفية كل ما سلف أعود وأقول إنه وبعد اليوم لن يجرؤا أي علج في أوروبا أو أمريكا أن يتحدث عن حقوق الإنسان أو عن القيم والاخلاقيات الإنسانية وهذا كاف لتعديل القناعات والمفاهيم لكل من يحملوا في أنفسهم بقايا من حياء وخجل .؟!

حول الموقع

سام برس