بقلم/ حسن الوريث

حينما عجزت وزارة الأوقاف والإرشاد عن تأدية مهامها في ضبط المتلاعبين بأسعار القبور والمتاجرة في المقابر فإنها لم تجد سوى شماعة العدوان لتلقي بفشلها في إدارة العمل حيث تخلصت من مسئوليتها بذلك البيان الهزيل المليء بالتهم والألفاظ الجوفاء .

وكأن لسان حال كل من تابع البيان يقول ليتها وزارة الأوقاف سكتت بدلا من دفن راسها في الرمال والهروب إلى الخلف في ظل غياب لافت للوزير الذي لم نعد ندري هل مازال وزيرا ام أنه فقط كبعض الوزراء الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مجرد رقم في كشوفات الحوافز وكذلك انشغال نائب الوزير بأشياء أخرى وعدم منح صلاحيات لوكلاء الوزارة الذين تم تغييبهم عن المشهد وفي ظل أيضا ما يتم تداوله سرا بتحويل الوزارة إلى هيئة الوقف الشرعي وفي كلا الامرين فإنها ستظل كما يقول المثل الشعبي " ديمة خلفنا بابها " وفي نهاية المطاف فإن الوزارة العاجزة ارجعت السبب إلى شماعة العدوان



سيدي الوالي..

ثانية الاثافي والتي لم تخرج عن نفس المسار والخط في الهروب من واجباتها ومسئولياتها إلى شماعة العدوان هي هيئة الزكاة التي سمعنا عن رئيسها بيان طويل عريض عن إنجازات وهمية وكيل التهم جزافا لكل من ينصح الهيئة بتصحيح مسارها بأنه بوق للعدوان وانه مرتزق وعميل وخائن وان الهيئة وموظفيها سلام الله عليهم لا يأتيهم الباطل ابدا وأنهم جعلوا الشعب يعيش في بحبوحة ولم يعد هناك فقير أو متسول وان أموال الزكاة بدأت تعود إلى الخزينة لأن الكثير لم يعد بحاجة إليها ولو ان رئيس الهيئة وموظفيه كلفوا أنفسهم بالنزول إلى الشوارع والأحياء وراوا بأعينهم آلاف المتسولين وعشرات الألاف من الفقراء ومئات الالاف من المحتاجين لعرفوا حينها أن أموال الزكاة مازالت قاصرة وان الخلل في الإدارة وان العدوان ليس له دخل في سوء الإدارة الذي تدار به هذه الهيئة وان مشاريعها ليست تلك المشاريع التي يفترض أن تكون وان تلك المليارات التي صرفت بحسب تصريح رئيس الهيئة ذهبت إلى غير مكانها وإلا لكانت فضت على التسول وليس زيادته كما يحصل ولكانت كفت الناس ولم يعد هناك فقير أو محتاج ولكن فشل الهيئة بالتأكيد سببه شماعة العدوان وليس عجزها عن إدارة العمل .

سيدي الوالي ..

ثالثة الاثافي وهي شركة النفط التي عجزت وعجزت وعجزت عن إدارة الأمور في البلد والسبب جاهز والشماعة المعتادة هي من يتم تعليق الفشل عليها كما هي عادة كل الجهات التي تفشل وعندما يتم السؤال عن السبب يكون الجواب هو العدوان كل يوم يطل فيه ناطق الشركة الذي جاء آلى هذا المكان لأنه نسب المدير فقط وليس من اجل كفائته ومؤهلاته المعدومة ليقول لنا ان السبب في غلاء الأسعار للنفط والغاز هو العدوان وان تلك المليارات التي تجنيها الشركة من فوارق أسعار النفط والغاز تجعل الشركة عاجزة عن القيام بمهامها ولو ان هيئة مكافحة الفساد قالت له ولغيره من اين لك هذا ؟ لكنا عرفنا أين نقف ؟ ولكانت تلك الطوابير التي نشاهدها في المحطات بسبب تصريحات هوجاء لناطق غبي يزيد الطين بله ويزيد من سخط الناس ليس على العدوان بل على الدولة والحكومة التي جعلت زمام أمرها بيد هذا الناطق الذي له مآرب أخرى من جراء كل تصريح يخرج به على الناس وكانت الأمور خلال الفترة الماضية هدأت في غيابه وغياب تصريحاته لكنها عادت للتوتر والتأجيج للأزمة عندما حضر من اجل ان يرمي بفشله وفشل الشركة في إدارة الأمور على شماعة العدوان التي هي بالفعل شماعة العاجز .

سيدي الوالي.. 

هذه نماذج فقط من هيئات الدولة ومؤسساتها التي عجزت عن القيام بدورها وأعادت أسباب فشلها في عملها إلى العدوان والذي صار شماعة الفشل والعجز فعندما عجزت الجهات عن القضاء على ظاهرة الكلاب الضالة قالوا بأن السبب هو العدوان وعندما عجزت وزارة الصحة عن القيام بواجبها أعادت السبب إلى العدوان  وحين فشلت المجالس المحلية في عملها قالت ان السبب هو العدوان وحين فشل اعلامنا في دوره كان السبب هو العدوان والأمثلة على ذلك كثيرة فكل مسئول يفشل فإن الشماعة جاهزة وكل هيئة أو وزارة أو مؤسسة تفشل فنفس الشماعة موجودة لاتحتاج إلى عناء وجهد للبحث عنها .

سيدي الوالي.. 

يمكن ان نقول لهؤلاء الذين رموا بفشلهم على العدوان بأن هناك نماذج مشرقة لم تجعل من العدوان شماعة لفشلها وفي مقدمتهم أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون اروع الملاحم في مواجهة العدوان ويحققون الانتصارات العظيمة في كل الجبهات ولم يتحججوا بما يمتلكه العدوان من أحدث أنواع الأسلحة بل واجهوها وتغلبوا عليها بما يمتلكونه من أسلحة بسيطة لكن قبلها فإن الإرادة والعزيمة التي يمتلكونها هي من جعلتهم ينتصرون ويديرون المعركة بأفضل ما يمكن ولو كانوا مثل أولئك الذين هربوا من مسؤولياتهم إلى شماعة العدوان لكان العدوان نجح ولكنهم افشلوا اهداف العدوان بقوتهم وعزيمتهم وادارتهم الصحيحة للمعركة واستطاعوا تصنيع أسلحة وصواريخ وطائرات مسيرة ومنظومات دفاعية برية وبحرية وجوية ادهشت العالم بل وحطمت أساطير الباتريوت وغيرها التي كانت تعتبر فخر الصناعات العسكرية الأمريكية وشاهدنا كيف أن الجندي اليمني البطل حطم كبرياء ذلك السلاح بل وداسه بقدمه وهذا لان هؤلاء الأبطال لم يخافوا ويهربوا من مسئوليتهم ويرموها على شماعة العدوان كما فعل هؤلاء .

سيدي الوالي.. 

لابد من وقفة جادة لإعادة تصحيح أوضاع مؤسسات الدولة واختيار الكفاءات لادارتها والاقتداء بمؤسسة الجيش التي نجحت في مواجهة العدوان كما ان على هؤلاء الذين فشلوا في إدارة مؤسسات الدولة وهيئاتها ووزارات الحكومة أن يقوموا بدورهم واعمالهم بالشكل المطلوب والصحيح وان لا يجعلوا من شماعة العدوان سببا لفشلهم وعجزهم أو عليهم أن يقدموا استقالاتهم أو عليكم اقالتهم حتى لا يظل العدوان شماعة العاجز .. وللحديث بقية.

حول الموقع

سام برس