بقلم/محمد العزيزي

صدفة قرأت خبر يقول أن المؤتمر الشعبي العام - صنعاء - يستنفر كوادره و أعضائه لمواجهة جائحة و فيروس كورونا..

بصراحة الخبر كان بالنسبة لي صادم و لم احتمل الصبر أو السكوت عنه ، و هي فكرة في حقيقة الأمر  ساذجة ، و تنم عن توجه شخص قام من النوم لتوه بعد سبات لسنوات  و لم يجد أمامه سوى فيروس كورونا حديث العالم و الناس.

كنت اتمنى مواصلة المؤتمر  ذلك الصمت و الصيام عن الكلام.
كما أن هذه الفكرة تؤكد عن عقم في البعد السياسي و التفكير القيادي لكوادر حزب عريق كالمؤتمر الشعبي العام .

و جاءت هذه الفكرة بعد غياب سياسي طويل و مبادرة تصدر عن المؤتمر  و كأنه صائم عن الكلام سنوات و ظهر في نهاية المطاف بكلام أشد كفرا و سخفا ..


يبدو أن قيادة المؤتمر الشعبي العام صنعاء تعتقد أن فيروس كورونا حشرة أو جراد يمكن أن  يمسكوا الفيروس و يملأون الشوالة و خلاص قضى على الجائحة ، كورونا يشطط الرئة و يمنع التنفس و يحكم السيطرة على الحنجرة ، ما يشطط الغرارة مثل الجراد جمعوا حسكم يا مؤتمريين .

يا قيادة المؤتمر ، العالم كله ما استطاع يواجه كورونا و ما استطاعت الدول المتقدمة و لا المتأخرة مواجهته ، و لا استطاعت حكومة الإنقاذ ووزارة الصحة و منظمة الصحة العالمية و الهلال الأحمر و لا الأبيض و لا الصليب الأحمر و لا منظمة أطباء بلا حدود ، كلهم مجتمعين فضلوا مناعة القطيع و الاكتفاء بالتوعية للمجتمع بالبقاء بالبيت لمن أراد الحفاظ على صحته و حياته ، و تطلعوا لنا أنتم يا قيادة المؤتمر بتقليعة مواجهة فيروس كورونا.

ثم ماذا عساكم تفعلون ، سوف ترشون أو تعقمون الشوارع قد سبقكم حمود عباد ، أم ستوزعون معقمات و منظفات لبعض الأحياء السكنية أيضا سبقتكم المنطمات و المبادرات المجتمعية. 

أنا أسأل من صاحب الفكرة و التقليعة التي يدور الشك حولها أن وراء الموضوع مبلغ و النية موجودة لتوزيعه بين الخبرة ؟! .
طيب أنا معي أفكار لكم أفضل من هذه السذاجات و تبنيها ترفع رأسكم كمؤتمريين و هي قضايا مهمة ووطنية أيضا

ما رأيكم في تبني قضية أعضاء المؤتمر المسجونين في السجون لدى جماعة أنصار الله أو لدى الشرعية و أعتقد أن أنصار الله يهمهم خروج هؤلاء المؤتمريين عبركم فهم حلفاؤكم و أيضا هم يبحثون عن قوى سياسية و قواعد شعبية تساندهم في الوقت الحالي و هي مهمة وطنية و إنسانية و حزبية أيضا.


أيضا لماذا لا تقدمون مبادرات سياسية لحل الأزمة و الحرب و إيقاف سفك الدماء اليمنية بالتشاور مع الكتل السياسية و الحلفاء و أنصار الله خاصة و المؤتمر الشعبي العام يمتلك الكفاءات و الكوادر و الخبرات السياسية و العسكرية و الاقتصادية و غيرها في صفوف المؤتمر.

و أيضا لماذا لا يقدم المؤتمر برامج و مبادرات لحل مشكلة رواتب الموظفين المتأخرة منذ سنوات ، و كذا حل قضايا و أزمات البترول و الغاز و الديزل و كثير من القضايا الوطنية التي تهم الدولة و المواطن و تعكس صورة جيدة عن المؤتمر الشعبي العام و باعتباركم شركاء في الحكومة.

إذا كان و لابد و الموضوع دعم و إمكانيات و فلوس قوموا بعلاج كوادر و قيادات مؤتمرية تصارع الموت و صنوف و أنواع الأمراض المزمنة و العصرية بصمت و أنتم لم تكلفوا أنفسكم كقيادات حزبية بزيارة هذه القيادات و تلمس احتياجاتهم و تقديم يد العون و المساعدة لهم و لأسرهم ، على فكرة هم لا ينتظرون منكم شيء ، و لا حتى تعازيكم التي تأتي أسرهم بعد أسابيع من وفاتهم و لمن نذكركم بوفاتهم .

و بالمناسبة لماذا  حزب المؤتمر الشعبي العام ساكت و مدعمم  عن المطالبة بجثمان رئيس المؤتمر و مؤسسه الرئيس الراحل على عبدالله صالح و تشييعه و دفنه في جنازة رسمية تليق بالمؤتمر و الرئيس و الأحزاب و القوى الوطنية الأخرى التي لا ترضى إلا بشيء يليق بها و بقياداتها و مصيرهم مستقبلا ، و أنا متأكد أن   جماعة  أنصار الله لن يمانعوا في ذلك ، إن بادرتم و أمتلكتم الشجاعة في التفاوض معهم.

باعتقادي الشخصي أن هذه القضايا إذا ما تبنيتم واحدة منها أعتقد هي انجع لكم و أفضل من تبني قضايا هلامية و خفية عجز عنها العالم و أصحاب الإمكانيات و القدرات الهائلة في مواجهتها ،  إلا إذا قيادة المؤتمر لها هدف من وراء هذا النفير الحزبي و أنها ترغب بتجميع كوادر المؤتمر ليكونوا عشاء و صبوح و غداء لفيروس كورونا ، و إلا أي منطق و عقل يبرر مثل هذه المبادرة السامجة في الوقت الذي يعمل و يحرص الناس على بقاء الناس في منازلهم و بيوتهم ..

على العموم هي مجرد مقترحات و أفكار بسيطة لكنها أفضل من تلك الفكرة السامجة أليس كذالك .. اللهم لا عجب.. اللهم  نورهم و نور بصيرتهم يا رب .

حول الموقع

سام برس