بقلم/ احمد الشاوش
بدموع يملؤها الحزن وقلوب يعصرها الاسى ومشاعر يعصفها الالم وايماناً بقضاء الله وقدره ، نودع اليوم الى جنة الخلد الاستاذ عبدالجليل احمد محمد الزريقي نائب مدير عام مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر الاسبق ، بعد حياة حافلة بالعطاء والابداع والعمل الدؤوب.

عبدالجليل الزريقي ، أحد القيادات الشابة التي تحمل من الصفاء والنقاء والقيم والتواضع والذكاء والطموح والمؤهلات والانسانية مالايملكه البعض في زمن النفاق والخيانة والتلون والولاءات الزائفة .

لذلك ستظل ذاكرة 25عاماً من العمل والابداع والتميز شاخصة في وجدان كل موظف وقيادي وصحفي وصديق لتلك البصمات العظيمة والمناقب المشرفة والاعمال الجليلة للفقيد الراحل الذي كان عنواناً للمسؤول الكفؤ والقيادي الملتزم المتسلح بالعلم والقانون واللوائح وثقافة الانضباط الوظيفي والالتزام بالدوام الرسمي ومهارات الموظفين وانجاز الاعمال الموكلة اليه أولاً بإول في الادارة والمطابع والصحيفة ماادى الى نقله نوعية لمؤسسة الثورة للصحافة والارتقاء بالعمل الصحفي والطباعي والاعلاني وتحسين ظروف الموظفين والعمال والصحفيين بصورة لفتت انظار الكثير من المؤسسات الاخرى.

لم اعرف الاستاذ عبدالجليل الزريقي من قبل لكن الاقدار تأتي بي الى صحيفة الثورة بعد نشر اعلان عن طلب موظفين والدخول في اختبار القبول في الثمانينات والنجاح رغم قوة الاختبار والرقابة الصارمة والاشراف المباشر من استاذنا العزيز واللجنة ومن ثم التعاقد بسته أشهر تحت التجربة.

وكان الحماس وروح العمل والنظام الصارم والتقييم السنوي للموظف بدءاً من السلوك ومروراً بالمهارات والتخاطب مع الزملاء والعملاء والمواظبة والانجاز والقدرات لسان حال مؤسسات الدولة وديدنها..

بعدها جمعتنا كأي موظف روح الزمالة والعمل مع ذلك الرجل النبيل والشخصة الكارزمية التي كان يُحسب لها ألف حساب رغم وجود الاستاذ محمد الزرقة مدير عام المؤسسة الذي كان يركز اهتماماته على الجوانب الصحفية بالتنسيق مع عبدالجليل الزريقي ويشكلا ثنائياً رائعاً في نجاح مسيرة المؤسسة الرائدة.

لقد تأثرنا خلال سنوات العمل بتلك الشخصية الوطنية النزيهة والاجتماعية الفريدة والقيادي المخضرم وكان لنا شرف العمل مع شخصية استفدنا منها الكثير من المهارات والخبرات وفتحت لنا معالم الطريق ومشارف المستقبل ، وكان بالنسبة لكل موظف قدوة بحضورة الساعة الثامنة صباحاً وخروجه اخر شخص من المؤسسة بعد الانتهاء من انجاز المعاملات واخذ ماتبقى الى البيت لاستكمالها والبقاء على تواصل في العصر وحتى آخر ساعة من طباعة صحيفة الثورة لتلبية وحل أي طارئ .

لم نشعر بالفرق بين العلاقات الخاصة وهيبة العمل والجد والهزل إلا من خلال الانسان المثالي عبدالجليل الزريقي الذي كان يضع حداً بين هذا وذاك حيث كان يمارس حياته الاجتماعية خارج المؤسسة بالمقيل والمرح والنكته واللقاءات الانسانية وماان يدخل باب المؤسسة حتى ينسى كل ذلك ويبدأ في استشعار المسؤولية بفحص كل طلب ومعاملة واستمارة وملف سلفه ومستحق ومناقصة بنفسه قبل الاحالة ومعرفة كل موظف وعامل وصحفي بالاسم والصورة ومكان عمله والعمل الذي ينجزه أو لم ينجزه ورولات الطباعة والاحبار ، بل ان لم ابالغ معرفته بسعر المتر البلاط والحجر الاسود واعمال المقاولة نتيجة للخبرة التي اكتسبها في كونه وكيل لبعض المغتربين في اعمال البناء.

لقد ترجل الفارس عبدالجليل احمد محمد الزريقي الى جوار ربه استجابة لقوله تعالى " كل نفس ذائقة الموت" ، بعد حياة حافلة بالعطاء والقناعة والرضاء والسعادة والمعاناة والمواقف الطريفة ورغم تقلبات الزمن إلا انه ظل صامداً وعنوناً للموظف المثالي والمسؤول الشريف.

أخيراً .. ان القلب ليحزن والعين لتدمع وانا لفراقك ياعبدالجليل لمحزونون ..

حول الموقع

سام برس